دبلوماسي إيراني: عمليات معاقبة إسرائيل «متواصلة» حتى اللحظة الأخيرة    إعلام إيراني: الدفاعات الجوية تتصدى لطائرات إسرائيلية في مناطق شرق طهران    بن رمضان يعيد تقدم الأهلي أمام بورتو بهدف عالمي.. الرباعية تكتمل    بوجبا يقترب من العودة إلى منتخب فرنسا    ضبط المتهمين باشعال النيران داخل سوق في حدائق القبة    ما حكم تيمّم المرأة التي تضع «المكياج»؟.. الإفتاء تُجيب    مصر للطيران تعلن استئناف تدريجي للرحلات الجوية بعد تحسن الأوضاع الإقليمية    عيار 21 يفاجئ الجميع.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة ب الأسواق اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025    "طلعت مصطفى" تتصدر قائمة أقوى 100 شركة في مصر.. وتحصد جائزة المطور العقاري الأول لعام 2025    البترول: حقل ظهر لا يزال واعدًا وخطة لإضافة 200 مليون متر مكعب غاز عبر آبار جديدة    البابا تواضروس يعزي بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس في ضحايا الهجوم على كنيسة مار إيلياس    لطلاب الثانوية.. منح 75% للتسجيل المبكر بالبرامج الدولية بهندسة عين شمس    مسئول إسرائيلي: حققنا الهدف من إيران ونعيش لحظات تاريخية.. وتركيزنا الآن على إزالة تهديد غزة    إسرائيل نمر من ورق لا تستطيع الصمود عسكريا بدون أمريكا    متحدثة الحكومة الإيرانية: لم نبدأ الحرب وسندافع عن حياة شعبنا حتى النهاية    بعد الهجوم الإيراني.. قطر تعيد فتح مجالها الجوي    "تعليم الشيوخ" تُطالب بتكاتف الجهود لمواجهة التنمر بالمدارس    أحمد جمال يكتب: قنبلة صيفية    "هنأت المنافس".. تعليق مثير للجدل من سيميوني بعد توديع أتليتكو مدريد لمونديال الأندية    "زيزو لا إنهارده والسوشيال ميديا جابتنا ورا".. انتقادات قوية من نجم الأهلي على أداء كأس العالم للأندية    عراقجي: إذا أوقفت إسرائيل هجماتها عند الرابعة فجرًا سنلتزم ب عدم الرد    استدعاء مالك عقار شبرا المنهار لسماع أقواله    ضبط صاحب محل ملابس ب سوهاج استولى على 3 ملايين جنيه من 8 أشخاص بدعوى توظيفها    سلمى أبو ضيف: «مش مقتنعة بالخطوبة واتجوزت على طول عشان مضيعش وقت»    سلمى أبوضيف: وزني زاد 20 كيلو ب الحمل وتمنيت ولادة صوفيا يوم عيد ميلادي    العدالة المدفوعة في زمن السيسي.. نقابة المحامين تجدد رفضها لفرض الرسوم القضائية    هل الشيعة من أهل السنة؟.. وهل غيّر الأزهر موقفه منهم؟.. الإفتاء تُوضح    تفسير آية | معنى قولة تعالى «وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي 0لۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي 0لۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ»    علي جمعة: اختيار شهر المحرم لبداية العام الهجري كان توفيقًا إلهيًا يعكس عظمة الحج ووحدة الأمة    وكيل صحة الإسكندرية تتفقد القافلة المجانية بمستشفى المعمورة للطب النفسي    تامر عاشور يشعل ليالي "موازين 20" بالرباط.. ومسرح العظماء يستعد لصوته    كأس العالم للأندية.. مفاجآت في تشكيل بورتو أمام الأهلي    ضبط عامل لاعتدائه على زوجته وزوجة شقيقه بسلاح أبيض في أبو النمرس    تشكيل بورتو الرسمى أمام الأهلى فى كأس العالم للأندية 2025    85.3 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الإثنين    مصر للطيران تعلن عودة استئناف الرحلات تدريجيا إلى دول الخليج بعد فتح المجال الجوي    غدا ميلاد هلال شهر المحرم والخميس بداية العام الهجري الجديد 1447 فلكيا    10 صور ترصد عرض "الوهم" ضمن مهرجان الفرق المسرحية    تحرير 8 محاضر منشآت طبية غير مرخصة في سوهاج (صور)    طريقة عمل المسقعة باللحمة المفرومة في خطوات بسيطة    علاج الإمساك المزمن، بالأعشاب الطبيعية في أسرع وقت    ترجمات| «هكذا تكلم زرادشت».. صدم به «نيتشه» التيارات الفلسفية المتناقضة في أوروبا    سلمى أبو ضيف: والدى كان صارما وصعبا مما جعلنى متمردة    عرفت من مسلسل.. حكاية معاناة الفنانة سلوى محمد علي مع مرض فرط الحركة    بروتوكول بين «الجمارك» وجامعة الإسكندرية لتعزيز الاستثمار في التنمية البشرية    نجم الأهلي يقترب من الرحيل.. الغندور يكشف وجهته المقبلة    إصابة عامل بطلق خرطوش في دار السلام بسبب خلافات الجيرة وضبط الجاني    استعدوا للهجمات الصيفية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم: درجة الحرارة 41 مئوية    المتحدث باسم الداخلية القطرية: الوضع الأمنى فى البلاد مستقر بالكامل    أحمد عبد القادر يعلن قراره بشأن الرحيل عن الأهلي.. مهيب عبدالهادي يكشف    مران خفيف للاعبي الأهلي في فندق الإقامة    روسيا: هجمات واشنطن وتل أبيب على إيران تؤدي إلى تصعيد متزايد في الشرق الأوسط    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025    منها الجزر والباذنجان.. 5 أطعمة تخفض الكوليسترول الضار ب الدم    انعقاد لجنة اختيار المرشحين لمنصب عميد كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة قناة السويس    ليلى الشبح: الدراما العربية تعد من أبرز أدوات الثقافة في المجتمعات    د.حماد عبدالله يكتب: وسائل النقل العام (هى الحل!!)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الباز يكتب : صراع الجنرالات الأربعة على كرسى الرئيس
نشر في الفجر يوم 29 - 09 - 2013


رغم أن الشعب خرج من الأساس للبحث عن رئيس مدنى

من بين اللعنات التى تركها محمد مرسى وراءه – وهى لعنات كثيرة بالمناسبة – أنه جعل المصريين يصلون إلى درجة اليأس من أى مدنى يمكن أن يحلم بمنصب الرئيس، ظل يردد هو ومن اتبعوه بإساءة إلى يوم الدين.. أنه أول رئيس مدنى منتخب، حتى أصبح الرئيس المدنى سبة، فمعنى أنه رئيس مدنى أنه فاشل وغير قادر على اتخاذ قرار، والأهم من ذلك أن الأجهزة الأمنية ما ظهر منها وما بطن لن تتعاون معه، لأنه ليس من المعقول أن تسلم هذه الأجهزة بكل ما لديها لرئيس لا يعرف عنها ولا يجيد التعامل معها.

وقد تكون هذه اللعنة تحديدا هى التى جعلت كل المدنيين الحالمين بمنصب الرئيس – وهم كثيرون – يتوارون هربا من عاصفة الغبار التى تظلل المشهد السياسى فى مصر الآن، بل لم يكن غريبا أن يسارع بعض المرشحين المدنيين الذين خاضوا انتخابات الرئاسة فى 2011، إلى إعلان تأييدهم التام للفريق أول عبد الفتاح السيسى، بل وإعلانهم أنه الأحق بالمنصب.. فعلها حمدين صباحى وعمرو موسى، ومؤكد أن أى مدنى الآن لن يستطيع أن يجاهر برغبته فى خوض انتخابات الرئاسة.. بل سيؤثر السلامة ويرشح من جانبه الفريق أول عبد الفتاح السيسى، فالجميع يعرف أن الهوى المصرى الآن أصبح مع السيسى وحده.

لكن فى الوقت الذى يتوارى فيه المدنيون عن المشهد، ويؤثرون السلامة، نجد صراعا مكتوما بين الجنرالات، بما يوحى بأن القرار صدر وبشكل نهائى بأن يكون رئيس مصر القادم عسكرياً.. البعض يخفف من وطأة ما سوف يجرى، ويقول إنه سيكون من خلفية عسكرية.. أى أنه لن يخرج من الجيش رأسا إلى كرسى الرئاسة.. فى إشارة إلى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى لو أراد أن يرشح نفسه.. فإنه سوف يتقدم باستقالته، وبعدها يسير فى الطريق المرسوم لأى مرشح رئاسى.. هذا رغم أن كل الإشارات التى تأتى من ناحية السيسى تشير إلى أنه لا يريدها ولا يفكر فيها.. رغم أنه لم يصرح بذلك صراحة، بل يترك من حوله يسربون عنها الأخبار، وهو ما يتناقض مع الحركات الشعبية المحمومة التى تسعى إلى ما يشبه إجبار الرجل على الترشح.

صراع الجنرالات – وهم حتى الآن أربعة كبار – يشير إلى أننا يمكن أن نشهد خلال الأسابيع المقبلة معارك يكون فيها الضرب تحت الحزام مؤلماً جدا، ولن يكون بعيدا أن نشهد عمليات تصفية معنوية للبعض بهدف إبعاده عن المنافسة الرئاسية تماما.. وقد يكون فى هذه التقارير بعض مما يجرى، وإشارات لما يمكن أن يجرى.


السيسى يعنّف المتحدث الرسمى بسبب تصريحاته عن المشاعر الشعبية

كان العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى يتحدث إلى راندا أبو العزم فى لقاء تليفزيونى خاص بثته قناة العربية، وتطرق الحوار إلى الفريق السيسى، فسارع على ليقول إن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع نفى أكثر من مرة نيته الترشح لرئاسة الجمهورية. وقد يكون المتحدث العسكرى قرأ فى عينى راندا استغرابا بسبب ما يجرى فى الشارع من حملات دعوة وتأييد للسيسى من أجل الترشح فى الانتخابات الرئاسة، فسارع إليها واصفا قيام البعض بجمع توقيعات لمطالبته بالترشح بأنها مشاعر شعبية لا يمكن منعها.

اعتقد المتحدث العسكرى أنه بذلك أدى كل ما عليه.. فقد أكد نفى الفريق أول عبد الفتاح السيسى نيته الترشح للرئاسة، لكن ما قاله عن المشاعر الشعبية التى لا يمكن منعها لم يعجب الفريق السيسى، وقام بتعنيف أحمد محمد على بشدة، فالإشارة من بعيد إلى المشاعر الشعبية التى لا يمكن منعها، قد يفهم منها أن هناك موافقة عليها أو مباركة لها، وهو ما لا يريده السيسى حتى على هذا المستوى.

أحمد على اضطر بسبب ثورة السيسى عليه أن يبذل مجهودا مضاعفا من خلال بعض الاتصالات، التى طلب خلالها على استحياء ألا تتناول البرامج الفضائية أو الصحف ما يتردد فى الشارع عن رغبة قطاعات عريضة من الشارع المصرى أن يكون الرجل الذى أنقذ مصر من الإخوان هو الرئيس القادم.

ليس أمامنا إلا أن نصدق الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى رغبته ونفى المقربين منه أنه لا يفكر فى الترشح للرئاسة، ولا يريد المنصب، لكننا فى الوقت نفسه لا نستطيع أن نتجاهل أن الضغط المتزايد على الفريق أول عبد الفتاح السيسى يمكن أن يجعله يرضخ.. ثم إن هناك من يرى أن الأمر ليس إلا مسألة وقت.. ولأن السيسى ليس عقلية عادية، فهو يعرف أن نزوله الساحة الآن يمكن أن يحرقه تماما، ولذلك فإن الصمت أولى، خاصة أنه يرصد تنامى الرغبة فى أن يكون هو الرئيس القادم، حتى لو تم هذا دون انتخابات.. فالحاجة إلى منقذ قد تجعل المصريين يتغاضون عن أشياء كثيرة.

قد تكون هناك زاوية ضيقة جدا يمكن النظر من خلالها إلى السيسى كرقم من أرقام معادلة انتخابات الرئاسة القادمة فى مصر، فإذا كان قراره الأخير هو ألا يرشح نفسه، وإذا كان يرى أن دوره السياسى والوطنى توقف عند الإنقاذ فقط، وأن آخرين يجب أن يقوموا بمواصلة المسيرة، فلابد أن يتحدث هو عن هذا الأمر، لابد أن يكون له موقف محدد من المجموعات التى تتكون على اسمه وتتحدث بالنيابة عنه، خاصة أن هناك من بين من يتحدثون باسمه يمكن أن يمثلوا أكبر إساءة له.. كما أن من بينهم من يستغل الحديث باسم الفريق أول عبد الفتاح السيسى ليحقق من وراء ذلك مكاسب هائلة.. وليس معقولا أن يتحول الرجل الذى هو بحق صاحب الإنجاز الأكبر فى مصر الآن إلى سبوبة يتكسب من ورائها البعض.

أحمد شفيق.. عودة الشيخ إلى صباه السياسى بملايين الإعلام السرية

لم يكن الفريق أحمد شفيق صادقا عندما قال إن الفريق أول عبد الفتاح السيسى إذا رشح نفسه فى الانتخابات الرئاسية فإنه سيتراجع عن الترشيح وسيدعمه، فالرجل يعتبر نزوله الانتخابات الرئاسية القادمة والفوز بها مسألة حياة أو موت، مسألة كرامة. يعتبر أحمد شفيق نفسه أحد الأعمدة الأساسية التى قامت عليها ثورة يونيو، هو نفسه قال إنه تردد فى النزول إلى مصر والمشاركة فى الثورة حتى لا ينسب الأمر له، رغم أن هناك يقيناً لدى كثيرين ممن شاركوا فى الثورة بشكل حقيقى أن دور الرجل كان هامشيا.. بل لم يكن له دور يذكر على الإطلاق.

لا يمكن أن تنكر على أحمد شفيق حواراته الكثيرة التى أطل بها من خلال شاشات الفضائيات، مهاجما من خلالها جماعة الإخوان المسلمين، ومنقضا بقوة على محمد مرسى، لكنها فى النهاية تظل مجرد حوارات، فيها كثير من الحماس والجرأة، لكنها لم تتجاوز بتأثيرها سوى تفريغ شحنة الغضب.. وهى الحوارات التى ما إن كان شفيق ينتهى من تسجيلها حتى يكمل حياته ويمارس عاداته التى اكتسبها فى أبو ظبى حيث يقيم لدى أمرائها، وهى العادات التى لم تخرج عن التجول فى المولات والتنزه مع الأحفاد والدردشة مع الأصدقاء المقربين، واستقبال بعض معاونيه الذين كانوا يترددون عليها كثيرا ربما للتنسيق وتلقى التعليمات.

دور أحمد شفيق فى المشهد السياسى انتهى، وقد تكون رغبته فى العودة مرة أخرى إلى هذا المشهد مثل عودة الشيخ إلى صباه السياسى، فهو لن يقدر على شىء.. لكنه مع ذلك يوهم نفسه بأنه قادر على كل شىء، ربما يعتقد أن اللوبى الإعلامى الذى يكونه الآن وينفق عليه ببذخ يمكن أن يساعده فى الوصول إلى هدفه الأول والوحيد – كرسى الرئاسة – دون أن يعتقد ولو للحظة أن هذا اللوبى لن يستطيع أن يصلح ما أفسده الدهر، حتى لو كان ما ينفقه شفيق عليه يتجاوز الملايين. لن يعود أحمد شفيق إلا إذا أصبحت ساحته القانونية مبرأة تماما، فهناك عدد من القضايا التى أوقعه فيها الإخوان من باب الكيد السياسى، لكنها فى النهاية لا تزال منظورة أمام القضاء.. ومن يدرى فقد تظل هذه القضايا مفتوحة ولا تغلق أبدا.. وساعتها لن يستطيع شفيق أن ينزل الانتخابات الرئاسية، ولن يستطيع من الأساس أن يعود إلى مصر.


خطة وأموال آل عنان للسيطرة على انتخابات الرئاسة المقبلة تبدأ من سلمون القماش


لم يكن الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب الجيش المصرى السابق ساذجا حتى يتورط فى الإعلان عن ترشيح نفسه مبكرا جدا، ولكن هناك من أراد أن يحرقه، ولذلك سرب خبر ترشيح سامى لنفسه على هامش زيارته لمطروح.. صحيح أن سامى كان هناك، وصحيح أنه التقى عدداً من رجال القبائل، لكنه لم يتحدث عن الانتخابات الرئاسية، ولم يلمح إلى أنه سيفعلها.

سامى عنان ولأنه يدرك خطورة الإعلان عن نفسه مبكرا مرشحا للرئاسة، فقد تراجع على الفور، وأعلن أنه لن يقولها، ولم يقل إنه لن يفعلها، لأن الشىء المؤكد أن سامى سوف يرشح نفسه، ولن يردعه عن ذلك أن يرشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى نفسه فى الانتخابات الرئاسية، هذا إذا فعلها بالطبع – فسامى يعتبر رئاسة مصر أحد حقوقه التى حرم منها.

منذ ثورة 30 يونيو وسامى عنان يعمل من أجل هذه اللحظة، ولأنه فقد كثيرا من شعبيته بسبب أخطائه وأخطاء المشير طنطاوى فى إدارة المرحلة الانتقالية، فقد قرر أن يعود مرة أخرى إلى أصوله الأولى، إلى قريته سلمون القماش فى الدقهلية.. وكان أول ما أعلن عنه أنه سيقيم هو وأشقاؤه مجمع مدارس.. على مساحة تتجاوز الفدان ونصفاً.. ورغم أن بناء مجمع مدارس قد يصلح كبداية لمرشح برلمانى وليس لمرشح رئاسى، لكن سامى عنان اعتبرها خطوة للعودة إلى بلده التى لم يكن يتردد عليها كثيرا خلال السنوات الماضية بسبب مشغولياته الكثيرة.

سامى ليس واحداً، فأشقاؤه الذين يطلق عليهم آل عنان يقفون إلى جواره، بل ويمثلون القوة الضاربة فى حملته الرئاسية القادمة، وقد بدأوا الخطة بالفعل، حيث يشكلون ما يمكن التعامل معه على أنه محور انتخابى كبير يضم كلاً من المنزلة وأجا ودكرنس وبلقاس.. وهو محور انتخابى يمكن أن يضمن لسامى عنان على الأقل 3 ملايين صوت انتخابى.. وهى بداية جيدة يمكن أن يبنى عليها فى بقية المحافظات الأخرى.

مصادر مقربة من الداعمين لسامى عنان أكدوا أن الفريق مدعوم من عدد من رجال الأعمال الكبار الذين تحمسوا لترشيحه ومن بينهم رجب العطار من تجار الأزهر، وكذلك أصحاب شركات سياحة، وعدد من رجال الأعمال من محافظة الدقهلية الذين يعملون فى صناعة الغزل والنسيج تحديدا.

تمويل حملة سامى عنان لن يتوقف على هؤلاء فقط، فأشقاؤه الأربعة يقفون إلى جواره بشدة، وهم اللواء منير عنان مدير أمن الإسكندرية السابق وهو الآن لواء على المعاش، والدكتور عثمان عنان وهو أستاذ جامعى على المعاش، وحاتم عنان وكان مديراً عاماً فى شركة بسكو مصر وعندما تخصخصت تركها وسافر إلى الكويت، لينضم إلى الشقيق الرابع الذى سافر إلى الكويت من العام 1968، ولا يزال هناك حتى الآن، ويمكن أن يكون أشقاؤه فى الكويت تحديدا هم مصدر التمويل الأساسى لحملة عنان الانتخابية.

كل هذا يؤكد أن نفى سامى عنان ترشحه للانتخابات الرئاسية ليس إلا من باب التكنيك والمراوغة، فهو لا يقوم بكل هذا المجهود من فراغ.. ثم إنه كان يطمح إلى منصب الرئيس بالفعل، وحاول أن يرشح نفسه فى انتخابات 2012، إلا أن محاولته فشلت، فكان عليه أن يترك القوات المسلحة ويدرج اسمه فى كشوف الناخبين، وهو ما تمكن منه الآن بعد أن أخرجه محمد مرسى من منصبه فى أغسطس 2012.



شركة علاقات عامة مصرية تتولى مهمة تلميع وتصنيع اللواء مراد موافى


.. قد تكون هناك مشاكل كثيرة يعانى منها أحمد شفيق وسامى عنان، إلا أن كلا منهما يمتلك تاريخا تتفق معه أو تختلف.. إلا أن هناك علامات واضحة فى طريقهما.. وهو ما يفتقده اللواء مراد موافى تماما، فالرجل الذى خرج من الخدمة وهو مدير للمخابرات المصرية لا يكاد يعرف أحد له تاريخا سياسيا، وهو ما سيصعب مهمته إذا ما خاض الانتخابات الرئاسية.

حتى الآن لم يعلن مراد موافى أنه سيكون مرشحا رئاسيا، وإن كانت تحركاته الأخيرة تشى بذلك، كان الظهور الأول له فى إفطار رمضانى دعا له الشيخ أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية، وكانت هذه إشارة إلى أن الطرق الصوفية يمكن أن تقف إلى جوار موافى.. وهو ما لم تنفه الطرق الصوفية بالمناسبة.

لكن مراد موافى الذى كان يقود جهاز المعلومات الأول فى مصر لم يرد أن يترك الأمر للصدفة، ولذلك فقد تعاقد مع شركة علاقات عامة مصرية تخطط له خطواته المقبلة، وقد تكون صاحبة هذه الشركة ومديرتها هى التى نصحته بأن يتريث فى الإعلان الرسمى عن ترشحه للرئاسة، إلا أنها فى الوقت نفسه تقوم بحملة تسويق كاملة لمراد موافى ليس داخل مصر ولكن خارجها، ومن المنتظر أن يقوم موافى بعدة جولات للالتقاء بالمصريين فى الخارج، ليدخلوا معهم فى حوار حول أولويات المرحلة المقبلة فى مصر.. وربما يكون اللقاء الأول لموافى مع المصريين فى أمريكا من خلال مؤتمر يشارك فيه بعد أيام.. وكانت شركة العلاقات العامة المصرية هى التى وفرت له الدعوة إلى هذا المؤتمر.

المفاجأة أن أنصار عمر سليمان الذين كانوا قد انتقلوا إلى تأييد أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية الماضية بعد استبعاد عمر سليمان من السباق.. ينظمون صفوفهم الآن لتأييد مراد موافى، وذلك تأسيسا على أن عمر سليمان كان قد رشحه للرئيس الأسبق مبارك ليعينه مديرا لجهاز المخابرات، بعد أن أصبح هو نائبا للرئيس، وهو ما يعنى أن سليمان كان يثق ثقة مطلقة فيه، ولذلك فهو أولى بالتأييد.

التاريخ السياسى لمراد موافى على أية حال لا يبشر بخير، فعندما كان محافظا لشمال سيناء صرح تصريحات تسببت فى أزمة كبيرة، حيث اتهم أهالى سيناء بأنهم تجار مخدرات، بل وفهم من تصريحاته أنهم غير مواطنين، وهو ما دعا صفوت الشريف وقتها إلى أن يتدخل لدى وسائل الإعلام لتكثيف المادة الإعلامية التى تمدح فى سكان سيناء.

هامش: يمكن أن تسأل عن الفريق حسام خير الله وكيل جهاز المخابرات السابق، الذى أعلن بالفعل أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو الذى خاض الانتخابات السابقة ولم يحقق أى نتيجة تذكر، إلا أنه هذه المرة وقد شارك فى ثورة يونيو واعتصم فى الميدان مع الثوار، فمن حقه أن يتحدث باسم الثورة ويرشح بنفسه باسم الثورة.. لكنه فى الغالب لن يربح باسم الثورة.. وهذا يكفى الآن على الأقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.