وزير التعليم العالي يستقبل وزير خارجية جمهورية القمر    البابا تواضروس الثاني يستقبل وكيل أبروشية الأرثوذكس الرومانيين في صربيا    إعادة تخصيص بعض أراضي الدولة في الشرقية لتنفيذ أنشطة تنموية صناعية وخدمية    حملات تفتيش مفاجئة بالإسكندرية لتحليل عينات البنزين والسولار.. وتكشف مخالفات أخرى    البورصة المصرية تخسر 24.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    الحكومة: توريد 1.4 مليون طن قمح.. وصرف 3 مليارات جنيه لمزراعي القطن    مصادر طبية: 49 شهيدا حصيلة قصف إسرائيلي استهدف مدرستين في غزة    تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في غزة.. مجازر متتالية تستهدف مدارس وملاجئ للنازحين    الزمالك يعلن تعيين أيمن الرمادي مديرًا فنيًا حتى نهاية الموسم    شبانة منتقدا جماهير الأهلي: "لا تكونوا عبء على الفريق"    السنغال بالزي الأبيض والكونغو بالأزرق في كأس إفريقيا للشباب    جنايات جنوب سيناء تقضي بحبس تاجر مخدرات 5 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه    تعرف على آخر موعد لتسجيل استمارة الدبلومات الفنية 2025 (الرابط والخدمات)    أستراحة قصيرة لفريق "أحمد وأحمد"... وتصوير مشاهد أكشن في الصحراء    مهرجان أسوان لأفلام المرأة يسدل الستار عن دورته التاسعة بإعلان الجوائز    مختص يكشف سبب "خناقات الأطفال" المتكررة.. هل طبيعية ولا علاوة خطر؟    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد قافلة جايين لأهالينا في الشلاق بالشيخ زويد    الحكومة توافق على اعتبار إنشاء المخازن الطبية اللوجستية مشروع قومي    وكالة الأنباء الفلسطينية: ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي لمدرستين في مخيم البريج ومدينة غزة إلى 49 قتيلا    ضبط المتهمين في واقعة تعذيب وسحل شاب بالدقهلية    النيابة تعاين مدرسة المعلم المتهم بالاعتداء على 3 طالبات في الإسكندرية    طلعت مصطفى تحقق 160 مليار جنيه مبيعات خلال 126 يومًا    ب6 سيارات إطفاء.. السيطرة على حريق مصنع بلاستيك بالقناطر الخيرية    جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني بمحافظة القاهرة    كيف يتم انتخاب البابا الجديد؟    بدء اجتماع "محلية النواب" لمناقشة طلبات إحاطة موجهة لمحافظ الغربية    «قومي المرأة» يشكر الرئيس السيسي على قانون العمل الجديد    «مستقبل التربية واعداد المعلم» في مؤتمر بجامعة جنوب الوادي    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    المستشار الألماني الجديد يبدأ أول جولة خارجية بزيارة فرنسا    قرار هام من المحكمة بشأن المنتجة سارة خليفة وآخرين في قضية تصنيع المخدرات    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    ضبط 49.2 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير العمل يُعلن بدء التقديم في مِنح مجانية للتدريب على 28 مِهنة بشهادات دولية    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    عمال مصر .. أيادٍ كريمة وإرادة لا تعرف المستحيل    غداً.. صناع فيلم «نجوم الساحل» ضيوف منى الشاذلي    روجينا تهنئ رنا رئيس بزفافها: "أحلى عروسة وأحلى أم عروسة"    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يفتح باب التقديم لمشاريع "ملتقى القاهرة السينمائي"    منتخب التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم للناشئين    هل انكشاف أسفل الظهر وجزء من العورة يبطل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    شقيقي عاجز عن دفع مصاريف مدارس أولاده فهل يجوز دفعها من زكاة مالي؟.. عالم أزهري يجيب    «طالبوا ببيعه».. جماهير برشلونة تنتقد أداء نجم الفريق أمام إنتر في دوري أبطال أوروبا    تقارير: بايرن ميونخ يرغب في التعاقد مع باتريك شيك    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    جامعة بنها: توقيع الكشف الطبي على 80 حالة بمدرسة المكفوفين    أحمد سليمان: هناك محاولات ودية لحسم ملف زيزو.. وقد نراه يلعب خارج مصر    صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يعلن عن وظائف شاغرة    حظك اليوم.. مواليد هذه الأبراج «شباب دائم» لا تظهر عليهم الشيخوخة هل أنت من بينهم؟    كندة علوش: تكشف «رد فعلها في حال تعرضها لموقف خيانة في الواقع»    قانون الإيجار القديم أمام البرلمان.. الحكم الدستوري لا يحرر العلاقة بل ينظمها بعد عقود من الظلم    أسامة ربيع: توفير الإمكانيات لتجهيز مقرات «الرعاية الصحية» بمواقع قناة السويس    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    بيدري منتقدا الحكم بعد توديع الأبطال: ليست المرة الأولى!    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    ما حكم إخراج المزكى زكاته على مَن ينفق عليهم؟.. دار الإفتاء تجيب    الأزهر يصدر دليلًا إرشاديًا حول الأضحية.. 16 معلومة شرعية لا غنى عنها في عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الباز يكتب : صراع الجنرالات الأربعة على كرسى الرئيس
نشر في الفجر يوم 29 - 09 - 2013


رغم أن الشعب خرج من الأساس للبحث عن رئيس مدنى

من بين اللعنات التى تركها محمد مرسى وراءه – وهى لعنات كثيرة بالمناسبة – أنه جعل المصريين يصلون إلى درجة اليأس من أى مدنى يمكن أن يحلم بمنصب الرئيس، ظل يردد هو ومن اتبعوه بإساءة إلى يوم الدين.. أنه أول رئيس مدنى منتخب، حتى أصبح الرئيس المدنى سبة، فمعنى أنه رئيس مدنى أنه فاشل وغير قادر على اتخاذ قرار، والأهم من ذلك أن الأجهزة الأمنية ما ظهر منها وما بطن لن تتعاون معه، لأنه ليس من المعقول أن تسلم هذه الأجهزة بكل ما لديها لرئيس لا يعرف عنها ولا يجيد التعامل معها.

وقد تكون هذه اللعنة تحديدا هى التى جعلت كل المدنيين الحالمين بمنصب الرئيس – وهم كثيرون – يتوارون هربا من عاصفة الغبار التى تظلل المشهد السياسى فى مصر الآن، بل لم يكن غريبا أن يسارع بعض المرشحين المدنيين الذين خاضوا انتخابات الرئاسة فى 2011، إلى إعلان تأييدهم التام للفريق أول عبد الفتاح السيسى، بل وإعلانهم أنه الأحق بالمنصب.. فعلها حمدين صباحى وعمرو موسى، ومؤكد أن أى مدنى الآن لن يستطيع أن يجاهر برغبته فى خوض انتخابات الرئاسة.. بل سيؤثر السلامة ويرشح من جانبه الفريق أول عبد الفتاح السيسى، فالجميع يعرف أن الهوى المصرى الآن أصبح مع السيسى وحده.

لكن فى الوقت الذى يتوارى فيه المدنيون عن المشهد، ويؤثرون السلامة، نجد صراعا مكتوما بين الجنرالات، بما يوحى بأن القرار صدر وبشكل نهائى بأن يكون رئيس مصر القادم عسكرياً.. البعض يخفف من وطأة ما سوف يجرى، ويقول إنه سيكون من خلفية عسكرية.. أى أنه لن يخرج من الجيش رأسا إلى كرسى الرئاسة.. فى إشارة إلى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى لو أراد أن يرشح نفسه.. فإنه سوف يتقدم باستقالته، وبعدها يسير فى الطريق المرسوم لأى مرشح رئاسى.. هذا رغم أن كل الإشارات التى تأتى من ناحية السيسى تشير إلى أنه لا يريدها ولا يفكر فيها.. رغم أنه لم يصرح بذلك صراحة، بل يترك من حوله يسربون عنها الأخبار، وهو ما يتناقض مع الحركات الشعبية المحمومة التى تسعى إلى ما يشبه إجبار الرجل على الترشح.

صراع الجنرالات – وهم حتى الآن أربعة كبار – يشير إلى أننا يمكن أن نشهد خلال الأسابيع المقبلة معارك يكون فيها الضرب تحت الحزام مؤلماً جدا، ولن يكون بعيدا أن نشهد عمليات تصفية معنوية للبعض بهدف إبعاده عن المنافسة الرئاسية تماما.. وقد يكون فى هذه التقارير بعض مما يجرى، وإشارات لما يمكن أن يجرى.


السيسى يعنّف المتحدث الرسمى بسبب تصريحاته عن المشاعر الشعبية

كان العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى يتحدث إلى راندا أبو العزم فى لقاء تليفزيونى خاص بثته قناة العربية، وتطرق الحوار إلى الفريق السيسى، فسارع على ليقول إن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع نفى أكثر من مرة نيته الترشح لرئاسة الجمهورية. وقد يكون المتحدث العسكرى قرأ فى عينى راندا استغرابا بسبب ما يجرى فى الشارع من حملات دعوة وتأييد للسيسى من أجل الترشح فى الانتخابات الرئاسة، فسارع إليها واصفا قيام البعض بجمع توقيعات لمطالبته بالترشح بأنها مشاعر شعبية لا يمكن منعها.

اعتقد المتحدث العسكرى أنه بذلك أدى كل ما عليه.. فقد أكد نفى الفريق أول عبد الفتاح السيسى نيته الترشح للرئاسة، لكن ما قاله عن المشاعر الشعبية التى لا يمكن منعها لم يعجب الفريق السيسى، وقام بتعنيف أحمد محمد على بشدة، فالإشارة من بعيد إلى المشاعر الشعبية التى لا يمكن منعها، قد يفهم منها أن هناك موافقة عليها أو مباركة لها، وهو ما لا يريده السيسى حتى على هذا المستوى.

أحمد على اضطر بسبب ثورة السيسى عليه أن يبذل مجهودا مضاعفا من خلال بعض الاتصالات، التى طلب خلالها على استحياء ألا تتناول البرامج الفضائية أو الصحف ما يتردد فى الشارع عن رغبة قطاعات عريضة من الشارع المصرى أن يكون الرجل الذى أنقذ مصر من الإخوان هو الرئيس القادم.

ليس أمامنا إلا أن نصدق الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى رغبته ونفى المقربين منه أنه لا يفكر فى الترشح للرئاسة، ولا يريد المنصب، لكننا فى الوقت نفسه لا نستطيع أن نتجاهل أن الضغط المتزايد على الفريق أول عبد الفتاح السيسى يمكن أن يجعله يرضخ.. ثم إن هناك من يرى أن الأمر ليس إلا مسألة وقت.. ولأن السيسى ليس عقلية عادية، فهو يعرف أن نزوله الساحة الآن يمكن أن يحرقه تماما، ولذلك فإن الصمت أولى، خاصة أنه يرصد تنامى الرغبة فى أن يكون هو الرئيس القادم، حتى لو تم هذا دون انتخابات.. فالحاجة إلى منقذ قد تجعل المصريين يتغاضون عن أشياء كثيرة.

قد تكون هناك زاوية ضيقة جدا يمكن النظر من خلالها إلى السيسى كرقم من أرقام معادلة انتخابات الرئاسة القادمة فى مصر، فإذا كان قراره الأخير هو ألا يرشح نفسه، وإذا كان يرى أن دوره السياسى والوطنى توقف عند الإنقاذ فقط، وأن آخرين يجب أن يقوموا بمواصلة المسيرة، فلابد أن يتحدث هو عن هذا الأمر، لابد أن يكون له موقف محدد من المجموعات التى تتكون على اسمه وتتحدث بالنيابة عنه، خاصة أن هناك من بين من يتحدثون باسمه يمكن أن يمثلوا أكبر إساءة له.. كما أن من بينهم من يستغل الحديث باسم الفريق أول عبد الفتاح السيسى ليحقق من وراء ذلك مكاسب هائلة.. وليس معقولا أن يتحول الرجل الذى هو بحق صاحب الإنجاز الأكبر فى مصر الآن إلى سبوبة يتكسب من ورائها البعض.

أحمد شفيق.. عودة الشيخ إلى صباه السياسى بملايين الإعلام السرية

لم يكن الفريق أحمد شفيق صادقا عندما قال إن الفريق أول عبد الفتاح السيسى إذا رشح نفسه فى الانتخابات الرئاسية فإنه سيتراجع عن الترشيح وسيدعمه، فالرجل يعتبر نزوله الانتخابات الرئاسية القادمة والفوز بها مسألة حياة أو موت، مسألة كرامة. يعتبر أحمد شفيق نفسه أحد الأعمدة الأساسية التى قامت عليها ثورة يونيو، هو نفسه قال إنه تردد فى النزول إلى مصر والمشاركة فى الثورة حتى لا ينسب الأمر له، رغم أن هناك يقيناً لدى كثيرين ممن شاركوا فى الثورة بشكل حقيقى أن دور الرجل كان هامشيا.. بل لم يكن له دور يذكر على الإطلاق.

لا يمكن أن تنكر على أحمد شفيق حواراته الكثيرة التى أطل بها من خلال شاشات الفضائيات، مهاجما من خلالها جماعة الإخوان المسلمين، ومنقضا بقوة على محمد مرسى، لكنها فى النهاية تظل مجرد حوارات، فيها كثير من الحماس والجرأة، لكنها لم تتجاوز بتأثيرها سوى تفريغ شحنة الغضب.. وهى الحوارات التى ما إن كان شفيق ينتهى من تسجيلها حتى يكمل حياته ويمارس عاداته التى اكتسبها فى أبو ظبى حيث يقيم لدى أمرائها، وهى العادات التى لم تخرج عن التجول فى المولات والتنزه مع الأحفاد والدردشة مع الأصدقاء المقربين، واستقبال بعض معاونيه الذين كانوا يترددون عليها كثيرا ربما للتنسيق وتلقى التعليمات.

دور أحمد شفيق فى المشهد السياسى انتهى، وقد تكون رغبته فى العودة مرة أخرى إلى هذا المشهد مثل عودة الشيخ إلى صباه السياسى، فهو لن يقدر على شىء.. لكنه مع ذلك يوهم نفسه بأنه قادر على كل شىء، ربما يعتقد أن اللوبى الإعلامى الذى يكونه الآن وينفق عليه ببذخ يمكن أن يساعده فى الوصول إلى هدفه الأول والوحيد – كرسى الرئاسة – دون أن يعتقد ولو للحظة أن هذا اللوبى لن يستطيع أن يصلح ما أفسده الدهر، حتى لو كان ما ينفقه شفيق عليه يتجاوز الملايين. لن يعود أحمد شفيق إلا إذا أصبحت ساحته القانونية مبرأة تماما، فهناك عدد من القضايا التى أوقعه فيها الإخوان من باب الكيد السياسى، لكنها فى النهاية لا تزال منظورة أمام القضاء.. ومن يدرى فقد تظل هذه القضايا مفتوحة ولا تغلق أبدا.. وساعتها لن يستطيع شفيق أن ينزل الانتخابات الرئاسية، ولن يستطيع من الأساس أن يعود إلى مصر.


خطة وأموال آل عنان للسيطرة على انتخابات الرئاسة المقبلة تبدأ من سلمون القماش


لم يكن الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب الجيش المصرى السابق ساذجا حتى يتورط فى الإعلان عن ترشيح نفسه مبكرا جدا، ولكن هناك من أراد أن يحرقه، ولذلك سرب خبر ترشيح سامى لنفسه على هامش زيارته لمطروح.. صحيح أن سامى كان هناك، وصحيح أنه التقى عدداً من رجال القبائل، لكنه لم يتحدث عن الانتخابات الرئاسية، ولم يلمح إلى أنه سيفعلها.

سامى عنان ولأنه يدرك خطورة الإعلان عن نفسه مبكرا مرشحا للرئاسة، فقد تراجع على الفور، وأعلن أنه لن يقولها، ولم يقل إنه لن يفعلها، لأن الشىء المؤكد أن سامى سوف يرشح نفسه، ولن يردعه عن ذلك أن يرشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى نفسه فى الانتخابات الرئاسية، هذا إذا فعلها بالطبع – فسامى يعتبر رئاسة مصر أحد حقوقه التى حرم منها.

منذ ثورة 30 يونيو وسامى عنان يعمل من أجل هذه اللحظة، ولأنه فقد كثيرا من شعبيته بسبب أخطائه وأخطاء المشير طنطاوى فى إدارة المرحلة الانتقالية، فقد قرر أن يعود مرة أخرى إلى أصوله الأولى، إلى قريته سلمون القماش فى الدقهلية.. وكان أول ما أعلن عنه أنه سيقيم هو وأشقاؤه مجمع مدارس.. على مساحة تتجاوز الفدان ونصفاً.. ورغم أن بناء مجمع مدارس قد يصلح كبداية لمرشح برلمانى وليس لمرشح رئاسى، لكن سامى عنان اعتبرها خطوة للعودة إلى بلده التى لم يكن يتردد عليها كثيرا خلال السنوات الماضية بسبب مشغولياته الكثيرة.

سامى ليس واحداً، فأشقاؤه الذين يطلق عليهم آل عنان يقفون إلى جواره، بل ويمثلون القوة الضاربة فى حملته الرئاسية القادمة، وقد بدأوا الخطة بالفعل، حيث يشكلون ما يمكن التعامل معه على أنه محور انتخابى كبير يضم كلاً من المنزلة وأجا ودكرنس وبلقاس.. وهو محور انتخابى يمكن أن يضمن لسامى عنان على الأقل 3 ملايين صوت انتخابى.. وهى بداية جيدة يمكن أن يبنى عليها فى بقية المحافظات الأخرى.

مصادر مقربة من الداعمين لسامى عنان أكدوا أن الفريق مدعوم من عدد من رجال الأعمال الكبار الذين تحمسوا لترشيحه ومن بينهم رجب العطار من تجار الأزهر، وكذلك أصحاب شركات سياحة، وعدد من رجال الأعمال من محافظة الدقهلية الذين يعملون فى صناعة الغزل والنسيج تحديدا.

تمويل حملة سامى عنان لن يتوقف على هؤلاء فقط، فأشقاؤه الأربعة يقفون إلى جواره بشدة، وهم اللواء منير عنان مدير أمن الإسكندرية السابق وهو الآن لواء على المعاش، والدكتور عثمان عنان وهو أستاذ جامعى على المعاش، وحاتم عنان وكان مديراً عاماً فى شركة بسكو مصر وعندما تخصخصت تركها وسافر إلى الكويت، لينضم إلى الشقيق الرابع الذى سافر إلى الكويت من العام 1968، ولا يزال هناك حتى الآن، ويمكن أن يكون أشقاؤه فى الكويت تحديدا هم مصدر التمويل الأساسى لحملة عنان الانتخابية.

كل هذا يؤكد أن نفى سامى عنان ترشحه للانتخابات الرئاسية ليس إلا من باب التكنيك والمراوغة، فهو لا يقوم بكل هذا المجهود من فراغ.. ثم إنه كان يطمح إلى منصب الرئيس بالفعل، وحاول أن يرشح نفسه فى انتخابات 2012، إلا أن محاولته فشلت، فكان عليه أن يترك القوات المسلحة ويدرج اسمه فى كشوف الناخبين، وهو ما تمكن منه الآن بعد أن أخرجه محمد مرسى من منصبه فى أغسطس 2012.



شركة علاقات عامة مصرية تتولى مهمة تلميع وتصنيع اللواء مراد موافى


.. قد تكون هناك مشاكل كثيرة يعانى منها أحمد شفيق وسامى عنان، إلا أن كلا منهما يمتلك تاريخا تتفق معه أو تختلف.. إلا أن هناك علامات واضحة فى طريقهما.. وهو ما يفتقده اللواء مراد موافى تماما، فالرجل الذى خرج من الخدمة وهو مدير للمخابرات المصرية لا يكاد يعرف أحد له تاريخا سياسيا، وهو ما سيصعب مهمته إذا ما خاض الانتخابات الرئاسية.

حتى الآن لم يعلن مراد موافى أنه سيكون مرشحا رئاسيا، وإن كانت تحركاته الأخيرة تشى بذلك، كان الظهور الأول له فى إفطار رمضانى دعا له الشيخ أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية، وكانت هذه إشارة إلى أن الطرق الصوفية يمكن أن تقف إلى جوار موافى.. وهو ما لم تنفه الطرق الصوفية بالمناسبة.

لكن مراد موافى الذى كان يقود جهاز المعلومات الأول فى مصر لم يرد أن يترك الأمر للصدفة، ولذلك فقد تعاقد مع شركة علاقات عامة مصرية تخطط له خطواته المقبلة، وقد تكون صاحبة هذه الشركة ومديرتها هى التى نصحته بأن يتريث فى الإعلان الرسمى عن ترشحه للرئاسة، إلا أنها فى الوقت نفسه تقوم بحملة تسويق كاملة لمراد موافى ليس داخل مصر ولكن خارجها، ومن المنتظر أن يقوم موافى بعدة جولات للالتقاء بالمصريين فى الخارج، ليدخلوا معهم فى حوار حول أولويات المرحلة المقبلة فى مصر.. وربما يكون اللقاء الأول لموافى مع المصريين فى أمريكا من خلال مؤتمر يشارك فيه بعد أيام.. وكانت شركة العلاقات العامة المصرية هى التى وفرت له الدعوة إلى هذا المؤتمر.

المفاجأة أن أنصار عمر سليمان الذين كانوا قد انتقلوا إلى تأييد أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية الماضية بعد استبعاد عمر سليمان من السباق.. ينظمون صفوفهم الآن لتأييد مراد موافى، وذلك تأسيسا على أن عمر سليمان كان قد رشحه للرئيس الأسبق مبارك ليعينه مديرا لجهاز المخابرات، بعد أن أصبح هو نائبا للرئيس، وهو ما يعنى أن سليمان كان يثق ثقة مطلقة فيه، ولذلك فهو أولى بالتأييد.

التاريخ السياسى لمراد موافى على أية حال لا يبشر بخير، فعندما كان محافظا لشمال سيناء صرح تصريحات تسببت فى أزمة كبيرة، حيث اتهم أهالى سيناء بأنهم تجار مخدرات، بل وفهم من تصريحاته أنهم غير مواطنين، وهو ما دعا صفوت الشريف وقتها إلى أن يتدخل لدى وسائل الإعلام لتكثيف المادة الإعلامية التى تمدح فى سكان سيناء.

هامش: يمكن أن تسأل عن الفريق حسام خير الله وكيل جهاز المخابرات السابق، الذى أعلن بالفعل أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو الذى خاض الانتخابات السابقة ولم يحقق أى نتيجة تذكر، إلا أنه هذه المرة وقد شارك فى ثورة يونيو واعتصم فى الميدان مع الثوار، فمن حقه أن يتحدث باسم الثورة ويرشح بنفسه باسم الثورة.. لكنه فى الغالب لن يربح باسم الثورة.. وهذا يكفى الآن على الأقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.