قال الأنبا مكاريوس أسقف عام كنائس المنيا و أبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس :" رغم أن ما حدث من اعتدءات وقتل وحرق وتدمير يُنسَب إلى المسلمين بشكل عام، إلّا أن الكثير من المسلمين أظهروا نبلاً كبيرًا إبان تلك الأحداث وبعدها, ومن أكثر تلك المواقف النبيلة تصدّي الكثير من المسلمين- لا سيّما في القرى – لمحاولات المتشدّدين حرق الكنائس أو ممتلكات الأقباط، والبعض أنقذ بعض المسيحيين من الخطف. وبشكل عام فان أكثر الاعتداءات قد وقعت في المدن حيث لا يعرف السكان بعضهم بعضًا مثلما هو الحال في القرى ذات الطبيعة المتجانسة والحميمية. وفي بعض القرى تجمّع المسلمون أمام الكنائس في خطوة وقائية لردع أي معتدٍ من خارج القرية يقترب، كذلك اشترك الكثير منهم في محاولات إطفاء ما يحترق والتي نجح بعضها، بل وتعرض بعضهم للخطر من المتشددين بسبب تعاطفهم مع المسيحيين". وتابع الأنبا مكاريوس , في مقال له تم نشره عبر الموقع الرسمي لمطرانية المنيا وأبو قرقاص , بتاريخ اليوم الأحد الموافق 29 من شهر سبتمبر الجاري :" هذه قصة روتها لي صحافية مسلمة شابة، فقد اتجهت إلى واحدة من الكنائس التي تحترق لكي تحقِّق الحدث بالصوت والصورة، وما أن رآها المتشدِّدون حتى أسرعوا خلفها، فهربت داخل إحدى العمارات لتختبئ منهم فتعقّبوها على درجات السلم، ولكن سيدة قبطية أدخلتها إلى عندها وحمتها منهم، فتركوها وعادوا أدراجهم، لتغادر هي المكان بعد إنصرافهم بقليل لتتمِّم المهمة التي جاءت لأجلها".
وأضاف الأنبا مكاريوس :" وبعض الأسر المسلمة استضافت أسرًا مسيحية أثناء الاعتداءات، وبعضها عرض المساهمة في إعادة ما تهدّم إلى أصله، سواء بعرض المال أو المساعدات العينية أو الجهد البدني، أحد التجار كتب شيكًا بمبلغ كبير لتاجر فقد أموالاً كثيرة في تلك الأحداث، وأصرّ على ألا يسترد المبلغ، حتى وإن كان التاجر قد اعتذر بأدب، إلّا أن تلك اللفتة الكريمة كان لها كبير الأثر في نفس التاجر ومن سمعوا بالأمر".
وأكمل الأنبا مكاريوس :" مظهر آخر من نُبل "نبلاء المسلمين" هو الاعتذارات الكثيرة التي قدّموها بشتّى السبل، بعضهم صرّح بأنه يشعر بالخجل كلما تقابل مع أصدقائه المسيحيين، والبعض الآخر عرض أن يساهم في إعادة إعمار الكنائس، والبعض أرسل بالفعل بعض المساعدات سواء للمدارس أو الملاجئ أو المنازل، هذا إضافة الى الكثير من الهيئات والجمعيات الأهلية والتي يرأسها مسلمون".
و إستطرد :" كثير من الفنانين والشخصيات العامة يعربون يوميًا، عن رغبتهم في القيام بزيارات ميدانية إلى المناطق التي تضرّرت من أعمال العنف، ليثبتوا تعاطفهم مع المتضررين ورفضهم للعنف والاضطهاد، وبعضهم يحمل الهدايا ويقدم بعض العروض ويلقى المحاضرات".
وإختتم الأنبا مكاريوس أسقف عام كنائس المنيا و أبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس , مقاله قائلاً :"من الضروري أن يخرج هؤلاء النبلاء ليعبِّروا عن رفضهم لما حدث، وليؤكدوا أنه ليس جميع المسلمين هكذا، بل أن من فعلوا ذلك لا يمثلون جُلّ المسلمين, ومن فوائد ذلك تصحيح مفاهيم كثيرة خاطئة ما زالت عالقة في أذهان البعض عن المسيحيين".