بائع: رزقنا مهدد منذ الثورة.. وخسارتنا تقدر بآلاف الجنيهات مواطن: نتمني أن ينظر إلينا أحد.. ونريد حلولا حقيقية
عانت مصر في الفترة السابقة من العديد من الأزمات التي أدت بها إلى تدهور الأوضاع الإقتصادية والأمنية والإجتماعية, وكانت هذه الأزمات هي من فجرت ثورة الشعب المصري طامعاً في التغيير, يحلم بأن يصبح غدًا يحمل له "عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية", ولكن مع مرور الوقت تزداد الأزمة سوءًا وتشتد علي المواطن البسيط الذي لا يملك سوي الحلم لحياة أفضل يتمناها في هذا العالم الكبير .
اقتربت السنة الدراسية من البدء, والإستعدادات لها وما يصحبها من تجهيز للملابس والأدوات المدرسية وغيرها إستقبالاً للعام الدراسي الجديد, وجاء معها أيضا خبر إعفاء المواطنين من سداد المصروفات المدرسية, ولكن رغم الظروف التي تمر بها البلاد من تدهور في الأحوال الإقتصادية لا يقف سقف الأسعار في مكان ولكنه لا زال يرتفع في كل شيء وبشكل سريع لا يلاحقه مرتبات المواطن البسيط فهل يخفف الإعفاء من المصروفات العبء علي أولياء الأمور.
فكيف يواجه المواطن البسيط كل هذه الأعباء فهو الضحية الوحيدة وسط كل هذا فهو من يواجه الغلاء مهما كان مصدره, ومن هنا قالت "زكية زكي" 45 عام ربة منزل: إن ما يحدث في الأسواق من غلاء الأسعار ليس وليد هذه اللحظة ولكنه منذ فترة طويلة ويزداد علي جميع السلع التموينية واللحوم والألبان وغيرها من المنتجات وليست المدرسية فقط, مشيرة إلى أن زوجها يعمل موظف بمصلحة الضرائب وراتبه منخفض حيث أن شهادته العلمية ضعيفة ولا ينتظر دخلاٌ أخر بخلاف الوظيفة, ولكننا نحاول أن نتعايش مع الأزمة, ونشتري ما هو ضروري وما يلزم للدراسة بحد كبير ونحاول أن ندخر الملابس القديمة لنستخدمها العام الحالي.
ومن جهته قال "أحمد زهران" 39 "عامل محارة": إن الوضع يحتاج إلى النظر إلى الطبقة الكادحة وهي تصرخ ولا يستمع لها أحد ولا مسئولين ولا أثرياء ولا غيرهم فنحن فقط البسطاء من نشعر بالغلاء, مشيرا أن الثورة أتت عليهم بالسلب فكل شيء يرجع إلى الخلف .
وأضاف "زهران": أنه يجب أن توجد أسواق من قبل الدولة خاصة بمحدودي الدخل والغير قادريين علي مواكبة هذا الغلاء الباهظ.
أما عن "عزت الصياد" فعلَّق قائلاً: إنه يعاني من الدروس الخصوية أكثر بكثير من المصاريف الخاصة بالمدارس, مشيرا إلى أنه يعطي أبنته دوروس خصوصية قبل بدء الدراسة بشهر ونصف وأن هؤلاء المدرسيين لا يكتفوا فقط بوقت الدراسة وكل هذا يزيد من العبء عليه وعلي أسرته, خاصة أنه يدفع لها يوميا ثلاثون جنيها في حين يأخذ مرتب 1300 جنيه في الشهر, مضيفًا: "كيف أعيش أنا وبقية أبنائي", وكل شيء في غلاء فمنظومة التعليم بأكملها فاشلة ونتمني أن تحل من قبل المسئوليين.
أما عن البائعين فهم لديهم قصص تقول أنهم يعانون برغم رفع الأسعار, فهم ليس كما يظن البعض بأنهم أصحاب جشع برفع الأسعار وإحتكار السوق وغيرها, وإنما هم ضحايا لأصحاب رأس المال الذين يرفعون عليهم أسعار السلعة والمحلات والأدوات وغيرها, ومن خلال هذا قال"سليمان محمد" 43 صاحب محل ملابس: أنه يعاني من إرتفاع الأسعار بشكل كبير من جميع الجهات فصاحب العقار يريد منه أن يرفع الإيجار, وصاحب المصنع المورد له يرفع عليه الأسعار, ومن ينقل البضائع يريد أجرة أعلي حتي العاملين لديه يريديون رفع رواتبهم, وتابع: أهن علي الرغم من رفع الأسعار إلى أنه يعاني من إنخفاض في المكسب عن ما كانت الأوضاع مستقرة وأن هذا الإرتفاع يعود عليه بالسلب.
فى عين أوضح "عمرو الشيخ" 32 عام, صاحب محل ملابس: أنه يحاول علي قدر المستطاع ألا يرفع الأسعار علي المستهلك خاصة أن هذه الأيام لا تستدعي ذلك, ولكنه أكد أن هذا الإرتفاع يحدث بسبب المصانع المجهزة للملابس فهى تزيد الأسعار وتضطرنا إلى رفع السعر دون زيادة في الربح, ودون وجود مبرارات لرفع الأسعار من جهة المصانع المصرية وإنما الإرتفاع يعود دائما لعوامل كثيرة بعيدة عن البائع نفسه.
وأضاف "محسن محمد"48" عام صاحب مصنع للملابس: أن هذا الإرتفاع يرجع إلى زيادة أسعار الخامات من خيوط وأقمشة وصيانة للمعدات وغيرها, وأنها تعود أيضا لإرتفاع الدولار أمام الجنيه المصري, فإن لم تكن الملابس مستوردة فالماكينات مستوردة وتحتاج لصيانة دورية تكلف الكثير من الأموال, وكل هذا يضطرنا إلى رفع الأسعار خاصة أن هذه المصانع لا تجد دعما من أى جهة حكومية أو رسمية وتعتمد علي نفسها إعتمادا كليا .
وفى سياق متصل, أشار "أحمد سامي" مديرعام البنك المصري التجاري السابق إلى أنه يري أن مع كل ما يحدث في مصر من أزمات إقتصادية ووقوع الإستثمار بها إلا أن الشعب المصري يصمد أمام الأزمات وقادر علي تخطيها من خلال المرحلة المقبلة, خاصة أن مصر لديها موارد كبيرة قادرة أن تعتمد عليها في الوقوف مرة أخري وتحريك عجلة الإستثمار من خلالها.
كما أضاف أنه يجب الإبتعاد عن تنظيم الوقفات والإحتجاجات والذهاب بمصر إلى الإستقرار حتي نستطيع البناء وإسترداد الحالة الأمنية الجيدة.
وتظل الأزمة تتفاقم دون حلول, فعودة الأمن باتت المهمة الأولي للحكومة الحالية, ولكي يتحقق لمصر أبسط ما تحلم به من عيشة كريمة نحتاج إلى حكومة تشمل "كفاءات", و"شعب واعي" حتي تكتمل المنظومة .