فوز الاهلى بالبطولة الإفريقية أو تأهل مصر لكأس العالم لا يجب أن ينسينا أن الهدف الرئيسى هو عودة النشاط الرياضى فى مصر فالملايين يرزقون من خلال هذا النشاط فلا يهمنى فرحة يوم أو يومين مقابل سد باب الرزق امام الملايين من البشر. فمثلا فى إنجلترا مهد كرة القدم فى العالم ومع ذلك لم تفز ببطولة كأس العالم لكرة القدم سوى مرة واحدة بهدف مشكوك فى صحته والأكثر من ذلك أن الفرق الإنجليزية المشاركة فى البطولة الأوروبية خرجت جميعها من كل البطولات الأوروبية الموسم الماضى وتكرر هذا الموقف كثيرا ومع ذلك يظل الدورى الإنجليزى هو الأغلى قيمة فى العالم سواء كان من الناحية المادية أو من ناحية أعداد المشاهدين حول العالم، حتى إن قيمة صفقة بيع الدورى الإنجليزى لقناة الجزيرة مازالت سرا حتى الآن لأنها تجاوزت الأرقام الفلكية.. فالنشاط الكروى هو الاساس فلم تتوقف الحياة فى إنجلترا لعدم فوزهم بكأس العالم أو خروجهم من البطولات الأوروبية والأمر نفسه ينطبق على إسبانيا والتى خسر أكبر فريقين فى العالم برشلونة والريال البطولة الأوروبية ومع ذلك لم يتحدث أحد عن إلغاء نشاط أو أى اجراءات عقابية وحتى عندما يفوزون هم أو غيرهم لاتستغرق الأفراح إلا وقتاً قليلاً وبعدها تعود الحياة الى مسارها الطبيعى، وحتى عند الخسارة يتعاملون بمنتهى الاحترافية والاحترام، والامر نفسه ينطبق على معظم بلدان العالم لأنها باختصار منظومة اقتصادية متكاملة من هنا وجب على المسئولين فى مصر أن يبدأوا من الآن وفورا لوضع الاسس والقوانين التى تضمن عدم توقف النشاط الرياضى تحت أى ظرف أو أى تهديد، ويجب أن تفهم الجماهير انها جزء من المنظومة وليست كل المنظومة، تطبق عليها اللوائح وأسوق إليكم مثالا ما حدث فى ايطاليا الاسبوع الماضى عندما صدرت بعض الهتافات العنصرية من بعض جماهير نادى لاتسيو فى مباراته امام اليوفى فى كأس السوبر الايطالية فلم ينتظر الاتحاد الايطالى واجتمع فى اليوم التالى مباشرة وأصدر قراراً بمنع هذه الجماهير من حضور المباريات، اذن هناك قانون وهناك نظام لذلك تنجح كل المسابقات حول العالم إلا فى مصر، وذلك عندما نصب المشجعون انفسهم اسيادا وحكاما للعبة مستغلين ضعفاً شديداً فى الدولة المصرية مستفيدين من تواطؤ بعض كبار المسئولين معهم ظنا منهم انهم سيكونون خلفهم فى اوقات الشدة.. ولن أتطرق الى ماحدث فى ميدانى النهضة ورابعة فلست ممن يحبون أن يطلقوا التهم جزافا ولكنى فقط ابنه وأوضح أن الأسوأ مر على مصر وبالتالى لن نرى أصعب من رأيناه أو أسوأ مما رأيناه ويكفى أن ناديى الاهلى والزمالك لا يجدان ملعباً لاقامة مبارياتهما الإفريقية ويكفى أن الاهلى قد خسر أقسى هزيمة فى تاريخه بسبب اضطراره للعب فى عز الظهيرة امام بطل جنوب إفريقيا وكانت النتيجة الكارثية للاهلى، من هنا وجب على كابتن طاهر ابوزيد وزير الرياضة أن يخرج علينا قريبا ليعلن لنا خطته عن عودة النشاط الرياضى فى مصر والاهم القضاء على الشغب الجماهيرى فى مصر.. ولو فعلها ابوزيد لرفعنا له القبعات وطالبنا بأن يستمر وزيرا للرياضة ام إن لم يفعلها فعليه أن يحمل عصاه ويرحل.