جاءت الانتصارات الإفريقية للفرق المصرية لتعيد إلينا الأمل من جديد فى إحياء الكرة المصرية بعد أن راهن الكثيرون على أنها اقتربت من الوفاة، ورغم يقينى أنها انتصارات منطقية نظراً للفارق الكبير فى المستوى إلا أن الظروف غير الطبيعية التى عاشتها الكرة المصرية جعلتنا نشفق على الأهلى والزمالك وإنبى ، خصوصاً أن أحداً منهم لم يستطع أن يلعب مباراة ودية واحدة داخل مصر، بل إن تدريباتهم واستعداداتهم حملت الطابع السرى لذلك كان من الضرورى أن نفرح بل ونهلل لهذه الانتصارات لأنها تعنى وببساطة أننا قادرون على إعادة النشاط الكروى فى مصر من جديد، وهو الأمر الذى يجب مناقشته الآن وليس غداً وعلى وجه السرعة فمن غير المعقول أن تتوقف الحياة الرياضية بأسرها رغم إيمانى الشديد بفداحة المصاب وآلام أسر الشهداء، إلا أننى أجد نفسى مضطراً للتأكيد بأن هناك آلاماً عنيفة لآلاف الأسر التى لا سبيل لها لاكتساب الرزق إلا من خلال النشاط الرياضى فى مصر.. وليس سراً أن كثيراً من هذه الأسر استدان ويمر الآن بظروف قاسية جداً تجعلنا ندعو للجميع الإسراع بوضع كل الخطط والسبل لعودة النشاط من جديد، فليس معقولاً أن تتفرغ مصر كلها لمتابعة ماراثون الرئاسة ليكون هو النشاط الوحيد الذى تشهده البلاد، ومع شديد احترامى لهذا الماراثون إلا أنه قد لا يعنى الكثيرين الذين لا هم لهم سوى لقمة العيش والعيش باحترام ولم يكن غريباً أن يخرج برادلى مدرب المنتخب ليعلن أنه الآن فى قمة السعادة بفوز الفرق المصرية الثلاث فى البطولات الافريقية لأن هذه الانتصارات تعيد إليه الأمل فى استئناف النشاط وبالتالى فى توسيع قاعدة الاختيار للاعبين فى هذه المرحلة الحرجة التى ستحدد إلى درجة كبيرة فرصة مصر فى الاستمرار فى تصفيات كأس العالم وهو الحلم الذى يراود المصريين جميعاً منذ زمن بعيد، ونحن وبكل أسف اعتدنا على الإهمال فى البداية وضياع النقاط وبعدها ندفع الثمن فى النهاية بالخروج وضياع فرص التأهل لكأس العالم لذلك أرى أنه ومع ما يحدث على الأرض الآن من فوز للفرق المصرية وتعليق جماهير الأهلى لاعتصامهم وتحديد دائرة لنظر قضية قتل جماهير الأهلى أرى أن الأرض اصبحت مهيأة أمام مسئولى المجلس القومى للرياضة واتحاد الكرة وأيضاً أمام كل الإعلاميين للقيام بدورهم الاصيل فى إعادة الحياة للملاعب الرياضية وفى إقامة عدد من المباريات الودية للفرق المصرية على مستوى الاندية والمنتخبات وفى نشر القيم والمبادئ التى يسعى الجميع اليها لتعود الروح الرياضية الصحيحة للملاعب ونطرد جميعاً كل من تسول له نفسه ولو حتى فكرة الهتاف غير اللائق داخل المدرجات ووضع اللوائح والقوانين التى تضمن للرياضة بعدها التام عن السياسة حتى تعود للرياضة قيمتها ومعناها الأصيل.