أتعجب كثيراً من هذا المشهد الغريب، حيث أرى بعض الجماهير التى من المفترض أن تكون "مصرية" مثل باقى أفراد الشعب، وهى فى وادِ أخر بعيداً عن ما يحدث داخل الوطن تهلل وتشجع أنديتها فى ملاعب كرة القدم وتحدث الكثير من التصرفات غيراللائقة بإشعال الشماريخ وتوجيه السباب وغيره، فى الوقت الذى يعيش فيه أفراد الشعب الباقين فى حالة سيئة معنوياً ونفسياً بل ومادياً مما يحدث على الساحة السياسية حاليآ، ويكفى الفتنة الطائفية التى تضرب جنبات وإستقرار الوطن وأمنه، فبدلاً من أن نشجب العنف فيما بين المسلمين والمسيحيين ونقيم حداداًعلى إخواننا من المسيحيين والمسلمين، نهلل ونغنى بإسم الأندية واللآعبين كيف يحدث ذلك، ومن المفترض أننا شعب مترابط من نسيج واحد يندمج ويتفاعل ويتأثرببعضه البعض فى السراء والضراء؟!. ففى"اليوم الأسود" الذى فقدنا خلاله 12 لمن الضحايا الأبرارالمصريين، وبلغ عدد المصابين 234 مصاباً جراء أحداث إمبابة المؤسفة فيما بين المسلمين والمسيحيين شاهدت بنفسى جماهيرالكرة خلال مباراة الأهلى أمام زيسكو الزامبى بدورى الأبطال الإفريقى وهى تتراقص وتهلل وتفرح، وتكررللأسف هذا المشهد أيضاً خلال المباريات الأخرى بالدورى الممتاز لكرة القدم ضمن لقاءات الأسبوع ال 20 من المسابقة فى الأيام الماضية أيضاً، دون مراعاة وإحترام أو إكتراث لمشاعر المصريين المتأثرين لما يحدث من أحداث جديدة علينا فى "وطننا الجديد" مصر، بل وظل مقدموا البرامج الرياضية والمحللون لساعات بعد هذه المبارايات يتحدثون عن هذا اللاعب وذاك، وكيف لعب هذا المدرب، وما هى خطته التكتيكية، وكيف أحرز هذا اللاعب الهدف وأهدركثيراً من الفرص دون أن يعلموا أن الجماهير "المصرية الأصيلة" فى واد أخرغيرالذى يعيش فيه هؤلاء الذين أشعر أنهم يعيشون فى وطن أخرغيرمصر. فكيف نفقد أخوات لنا وأبناء وأصدقاء مسيحيين ومسلمين سواء خلال أحداث كنيسة القديسين أوأطفيح أوإمبابة أخيراً، دون أن نقف قبل كل مباراة على الأقل دقيقة حداد على أرواح هؤلاء الضحايا مع مراعاة شعورأهالى الضحايا بعدم المبالغة فى الفرحة والتهليل خلال المبارات التى أقيمت مؤخراً وهو ما لم يحدث!!. ما أود أن أختم به، أننا أفراد من هذا الوطن الواحد، نسيج واحد متشابك لا ينقطع كما قلت، وما يحدث فيما بيننا بكل تأكيد ماهو إلا "سحابة صيف" بلاشك وسنتخطاها بإذن الله، وعلينا أن نشعرببعضنا البعض دون أن يعيش البعض منا فى واد والبعض الآخرفى واد أخر دون إحترام للمشاعر. كفانا لامبالاة بقى، كفاية.. كفاية. [email protected] المزيد من مقالات حاتم الشربينى