قال حسين العباسي، زعيم الاتحاد العام التونسي للشغل ذو النفوذ القوي، إنه يرفض تشبيه الاتحاد بالجيش المصري أو مقارنته بأنه "سيسي تونس" الذي سيطيج بحكم الاسلاميين مثلما فعل وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي قبل شهر.
وأوضح العباسي، الذي كان يشتغل مدرسًا قبل أن ينتخب أمينا عامًا للاتحاد في 2011، ل"رويترز"، أن منظمته تريد أن تستعمل نفوذها لوضع حد للمواجهة السياسية بين الخصوم الاسلاميين والعلمانيين بتونس والتي زادت متاعب الاقتصاد التونسي المنهار منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير 2011.
وأضاف: "إذا استمر الجمود السياسي فنحن لدينا خيارات وسنجد آليات لفرض الحوار على الأحزاب.. نحن لسنا مثل مصر..الحل الوحيد للخروج من المأزق هو الحوار ثم الحوار".
ويرى كثير من المراقبين أن الاتحاد هو لاعب مهم ورئيسي في تونس في إنهاء المواجهة السياسية المحتدمة بين الاسلاميين وخصومهم العلمانيين، لكن العباسي قال لرويترز "الوضع في مصر يختلف والاتحاد ليس الجيش المصري وأنا لست سيسي آخر" في إشارة إلى وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي عزل محمد مرسي أول رئيس منتخب بعد احتجاجات واسعة في الشارع المصري.
واستغلت المعارضة اغتيال محمد البراهمي لتصعد ضغوطها على الحكومة وتبدأ حملة احتجاجات واسعة للمطالبة بحل الحكومة وتكوين حكومة إنقاذ تنهي المرحلة الانتقالية وتقود إلى انتخابات.
ويطالب الاتحاد التونسي للشغل الذي يفوق أعضاؤه عدد أحزاب كبرى مجتمعة المعارضة والحكومة بتبني مبادرته التي يصفها زعيم الاتحاد بأنها "مباردة معتدلة وتخدم مصالح المعارضة والحكام على حد سواء".
وكان يبدو أن النهضة ستقدم تنازلات بعد تصريحات أمينها العام حمادي الجبالي لكن زعيمها راشد الغنوشي، قال يوم الخميس إنه يرفض مطالب المعارضة تكوين حكومة غير حزبية، معتبًرا أن الحل هو حكومة وحدة وطنية لا تستثني أي جهة سياسية.
لكن العباسي، قال إن موقف النهضة "مخيب للآمال وهو موقف تصعيدي لم يقدم تنازلات في فترة حرجة تمر بها البلاد على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي".
ومضى يقول "على المعارضة والحكومة الوصول إلى حوار واتفاق خلال أيام" معتبرًا "عدم الوصول الى اتفاق يضاعف مصاعب الاقتصاد المنهار أصلاً.