سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
" المولد " و " الفرح " و " التت " و " دربكة " و " شعبيات " فضائيات ... إفساد " الذوق " العام في مصر معظمها يبث إرساله ومحتوياته بدون ترخيص حققت كثافة في المشاهدة في الريف والمناطق الفقيرة
شهدت الفترة التي أعبقت نجاح الثورة المصرية زيادة في عدد القنوات الفضائية الجديدة، بعض تلك القنوات ذات مضمون ومحتوى إعلامي سياسي مثل مركز تليفزيون العاصمة cbc والتحرير والنهار وصد ى البلد، ثم مجموعة أخرى من القنوات ذات المضمون الترفيهي والتي تتمثل في قنوات " التت " ثم " الفرح " و " المولد " و " دربكة " و" شعبيات" و "المصراوية" و "تايم" وهي مجموعة قنوات التي حققت نسبة مشاهدة عالية وانتشار سريعا في وقت قصير. ولعل المضمون الذي تقدمه تلك القنوات هو ما ساعد علي زيادة وسرعة انتشارها خاصة في الريف والمناطق الفقيرة فتلك القنوات تبث الأغاني الشعبية ومهرجانات الرقص طوال ساعات بثها، إضافة إلى خدمات "الشات" لتكتمل منظومة الإعلام التخريبي التي تعمل تلك القنوات الغنائية علي بث ونقل رسائله طوال 24 ساعة. اغلب الظن أن تلك القنوات تم بثها بدون ترخيص وإلا فلماذا تصمت إدارة النيل سات المصرية علي المهازل التي تقدمها تلك القنوات، فالمفروض أن يتم سحب ترخيص تلك القنوات الفضائية الفضائحية إذا كانت تبث بترخيص أصلا، ولماذا لا تفعلها إدارة النيل سات وهي التي دامت طوال العام الماضي علي وقف بث قنوات إخبارية جادة مثل " الجزيرة مباشر مصر" وتهديد قنوات أخرى بسحب ترخيصها مثل قنوات ال ON TV و الفراعين و دريم.. فهذه القنوات تسهم في تخريب العقول المصرية وأقساد الذوق العام بما تبثه من " وصلات " الرقص والأغاني ذات الاقاع السريع حتى تتخيل أن المصريين يأكلون ويعيشون علي تلك الأغاني ووصلات الرقص بل وتتعدى تلك القنوات إلى تقديم الإعلانات عن أوهام الرجولة الكاملة وقراءة الكف ورسائل الشات ومعرفة نسبة الحب بين الشاب والفتيات فتعمل علي نشر الخرافة والسحر والشعوذة إلى جانب إفسادهم للذوق العام. ولا يعني هجومنا علي تلك القنوات أننا كارهون للأغنية الشعبية بل أن هناك أغاني شعبية قدمها مطربون جادون وعاشت مع الناس أمثال أغاني " محمد رشدي " و "محمد العزبي" و " حسن الاسمر "، بل اغنية " انا مش عارفني " التي قدمها " عبد الباسط حمودة " ضمن أغاني ألبومه " ضربة معلم " قد حققت في رفع توزيع الألبوم إلى أكثر من مليون نسخة إضافة إلى مرات تحميلها من شبكة الانترنت، فهذه الأغنية رغم بساطة كلماتها التي تقول " انا مش عارفني ... انا تهت مني .. انا مش انا ... لا دي ملامحي ولا الشكل شكلي ولا دا انا ... " عبرت بحق عن أوجاع المصريين وآلامهم التي ألحقتها بهم كوارث النظام السابق. بل إن هذه الأغنية تصلح لأن تصبح نشيداً قوميا للمصرين...، فقد انتشرت تلك الأغنية في كل الحياة الراقية منها والعشوائية، وبين جميع الطبقات الموجودة في المجتمع المصري. ولكن شتان بين ما قدمه هؤلاء المطربين وبين ما تبثه وتذيعه تلك القنوات من اغني ذات كلمات ركيكة وجمل صارخة تصاحبها موسيقى صاخبة وراقصة تتلوى ومطرب يشوح بيديه كأنه في معركة في درب شعبي. سوف تزداد تلك القنوات إن لم تضع حدا لها، فهي تحقق مكاسب عالية من المعلنين الذين أدركوا كثافة المشاهدة علي تلك القنوات الفضائية الفضائحية مم يدفع أصحابها إلى بث قنوات أخرى في المنتجون الفنيون إلى تصوير العديد من الأغاني الشعبية ومهرجانات الرقص حتى تصبح وكأننا في مولد منصوب بطول مصر وعرضها بهذه القنوات الفاسدة المفسدة. وفي وقت تتوسع فيه الدول العربية في تأسيس وبث قنوات إخبارية جادة، يلهث رجال الأعمال والمستثمرون في مجال الإعلام المصري إلى بث قنوات الأفلام والأغاني والمسلسلات، فالمملكة العربية السعودية بثت قناة " العربية الحدث " إلى جانب " العربية الإخبارية " و دولة قطر تتوسع في تزويد شبكتها الإخبارية الأهم والأشهر " الجزيرة " بباقة أخرى من القنوات الإخبارية والوثائقية حتى أصبحت باقة الجزيرة القناة الإخبارية رقم " 1 " عالميا متعدية بذلك قنوات إخبارية عالمية مثل CNN و BBC.. لكننا في مصر هوليود الشرق نتسابق إلى بث قنوات الخلاعة والأغاني ولم تجد قناة إخبارية مصرية تنافس مثيلاتها العربية فكل الشبكات التليفزيونية المصرية الكبرى مثل " الحياة " و cbc و " النهار " لم تستطع إطلاق قناة إخبارية تنافس بلل تكتفي تلك القنوات ببرامج ونشرات إخبارية يعاني مقدموها من حالة توهان لغوي حتى تجد مذيعات " الحياة الآن " يخلطن بين العامية والفصحة وكأنهن لم يشاهدن أية برامج إخبارية. ولا نعرف كيف تصبح تلك القنوات الغنائية الشعبية هي ملاذ المصريين في دولة حقق الإسلاميون فيها 76.5% من مقاعد البرلمان ثم تجد أفلاما خليعة مثل " شارع الهرم " و " ركلام " و " واحد صحيح " طريقها إلى العرض. الحل هو قيام لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب إلى رفع طلب للشركة المالكة للأقمار الصناعية المصرية " النيل سات " لوقف بث قنوات الأغاني الشعبية ومهرجانات الرقص التي تفسد عقول المصريين وتشوه صورة الإعلام المصري. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 span style="font-size:24.0pt;font-family:" Arabic","="Arabic","" mso-ascii-font-family:"Times="mso-ascii-font-family:"Times" New="New" lang="AR-EG"عرفه محمد احمد