قفزت أرباح بنك (HSBC) بنسبة 10% في النصف الأول من العام الحالي لتصل الى 14.1 مليار دولار قبل الضرائب، وذلك بفضل الخفض الكبير في التكاليف، والذي جاء نتيجة لسياسة التقشف القاسية التي انتهجها البنك التي طالت مؤخراً الحسابات المصرفية للسفارات والتي يعمل البنك على التخلص منها بسبب أنها غير مربحة. وقال البنك إنه تمكن من خفض التكاليف في الشهور الستة الأولى من العام الحالي بنسبة 8% مقارنة عما كانت عليه في النصف الأول من العام الماضي 2012 عندما كانت بحدود الملياري دولار، وهو ما لعب دوراً كبيراً في رفع أرباحه بنسبة 10%. وارتفعت الأرباح الأساسية للبنك قبل الضرائب بنسبة 47%. ورغم الارتفاع في الأرباح فإن عوائد البنك انخفضت بنسبة 7% لتصل الى 34.4 مليار دولار وذلك بسبب التباطؤ في عمليات البنك بآسيا إضافة الى استمرار الركود في الأسواق الغربية التي ينشط فيها. وقال ستيوارت جيلفار، الرئيس التنفيذي لبنك (HSBC) إن الخفض في التكاليف منذ العام 2011 بلغ 4.1 مليار دولار متضمناً 800 مليون دولار في النصف الأول من العام الحالي. وكان جيلفار قال سابقاً إن البنك يستهدف خفض تكاليفه التشغيلية بواقع مليار دولار سنوياً، وهو ما يعني أنه سينجح في تحقيق هذا الهدف على الأرجح مع نهاية العام الجاري. وأضاف جيلفار في بيان صحافي حصلت "العربية نت" على نسخة منه أن النتائج الايجابية التي حققها البنك تؤكد "أننا ماضون في تحقيق استراتيجيتنا والوصول الى أهدافنا". كما أشار الى أن البنك تمكن من رفع عوائده في المناطق المهمة، بما في ذلك زيادة أنشطته في العديد من القطاعات والأسواق الناشئة، مشيراً أيضاً الى ارتفاع في التمويلات العقارية التي قدمها لعملائه في بريطانيا وهونج كونج. وكان (HSBC) قد ألغى عدداُ كبيراُ من الوظائف في إطار خطته التقشفية، حيث تم تسريح 1100 موظف خلال النصف الأول من 2013، فيما يتوقع أن يتم تسريح 4500 موظف آخرين خلال الشهور المقبلة. ولم تتوقف عمليات خفض النفقات في (HSBC) على الوظائف، وانما طالت لأول مرة الحسابات المصرفية، حيث كشفت جريدة "ميل أون صنداي" البريطانية أن البنك أمهل عدداً من البعثات الدبلوماسية الأجنبية في لندن 60 يوماً من أجل إغلاق حساباتهم المصرفية، وذلك نتيجة أنها لم تعد مجدية ولا مربحة بالنسبة للبنك. وقالت الصحيفة إن 40 سفارة وبعثة دبلوماسية تلقت الإنذار من البنك، فيما قال متحدث باسم (HSBC) إن قرار إغلاق حسابات عدد من السفارات والقنصليات يعود الى التدابير التي بدأها البنك منذ العام 2011. ومنذ نحو عامين يقوم بنك (HSBC) بتقييم مدى الربحية المتأتية من كل حساب على جهة، ومن ثم يقوم بتصنيف الحسابات على هذا الأساس الى خمس مستويات مختلفة، ويعمل على التخلص من الحسابات غير المربحة، أو الأدنى درجة من بين المستويات الخمسة.