- الساكنة السرية : تسكن فى مكان ضيق محدود ، متعدد الجنباتو الاركان التى تشبهه فتلك الجنبات ضيقة أيضا , هذا المسكن ليس له إلا نافذتين ،فيه العديد من الغرف إلا انها تفضل واحدة بعينها فتجول المسكن كله وتعيش فيه ولكن يبقى مستقرها فى هذه الغرفة ...ساكنة شديدة الكتمان لا يعرف احد شكلها ولم يبصر احد طرفها فأصبحت سر حتى على صاحبها ،لديها قوة جبارة لكنها محجمة ، رغباتها قليلة لكنها غير متطلبة ،تبدو بشدة فى بعض الاحيان وسرعان ما تختفى وفى احيان اخرى تقف فى تلك النوافذ تداعب المارة فى خجل وخفاء يجعلهم يستشعرون وجودها ولكن لا يروها ،وبالرغم من انهم لا يرونها ،إلا ان احساسهم بوجدها يجعلهم يحسون الكلام ويحبون قائله ..... عن روحك اتحدث وذلك المسكن هو جسدك ،نوافذه عينيك ،غرفتها المفضلة قلبك . - روح وجسد : خلق كلا منا بروح وجسد وجعل لكل منهما رغبات وأسرار ، الجسد نعرف شكله وكل يوم يكشف العلم سر من اسراره ،ورغباته تنحصر فى الرغبات الشهوانية ( مأكل ،مشرب،تكاثر ) ، اما الروح فهى لغز لا يعرف لها شكلا ولا يكشف عنها سرا ،قال عنها الله "قل الروح من امر ربى " لكن كل ما نعرفه عن الروح انهاترغب فى كل ما هو متنزه عن النقيصة ..... هل تعاملت يوما وكان لك روحا ؟ هل نظرت يوما الى المرايا وفكرت فى ان هذا الجسد الذى تراه يحوى مخلوقا لا محدود ؟ ، اتريد ان تعرف متى فكرت روحك ؟...ان روحك تظهر وتبدو بعد كل خطا ترتكبه او بعد ان تشبع رغبات جسدك اتذكر شعورك بعد هذا التصرف الخاطىء وكم تكون تكون نادما وكيف كنت تلوم نفسك على فعله ؟... " انها روحك " ،اتذكر الصوت الذى يقول لك ان صلاه الفجر لا تفوت؟ ..."انها روحك " ، اتدرى ذلك الشعور الذى يجعلك ترجع لتقبل يد امك التى اغضبتها ؟ ... " انها روحك "...... ان المشكله هى اننا نسىء التعامل مع أرواحنا فعندما نشعر بالضيق والضجر نسافر ( لنغير جو ) او نأكل طعاما نحبه او غيره من الاشياء التى ترضينا ، فنرضى نصفا واحدا منا وهو الجسد وبمجرد بعدنا عما يرضينا يعود بنا الحال الى سابقه ، لان الروح لم ترضى فهى لا يرضيها الا ما يتصف باسمها وكان روحانيا ،جرب ان تكون ضجرا وترضىنصفك الاخر "روحك" ، وانا اعدك يا قارئى العزيز ان ترضى كلك بشقى تكوينك "روحك وجسدك " ... اذا كنت تريد ان تعرف احساس رضى الروح فكلمنى عن شعورك بعد صلاه الفجر فى المسجد ، عن راحتك وانت فى فراشك وقد اديت كل الفروض ، او عن فرحتك بعد حضور قداس الاحد ، عن مدى اطمئنانك لإنك لم تنسى ارتداء الصليب . ان للروح سطوة على القلب والجسد فإذا ارضيت روحك رضا قلبك وجسدك وإن كانا سقيمين ، وان لم ترضى روحك اتعبك قلبك ، فاهلكت جسدك ورجعت بخفى حنين - إلتقاء الارواح : إذا نظرت الى المقربين منك أو إلى من تحب فستجد انهم إما ان يكونوا قد كانوا أعداء لك ثم اصبحوا اصدقاء أو انك احببته من التعامل الاول ،او انك لا تتذكر متى عرفته ،او انكما اكتشفتما انكما كنتما معا لفترة طويلة لكن لم تكونا تعرفا بعضكما ...على الرغم من إختلاف تلك الحالات إلا انه بينهما عامل مشترك وهو وقت التقاء روحكما ،الذى لادخل لكما فى تحديده ولا تتحكمون فى ميعاده _لكنه_ مختار بدقة و محدد بعناية فكل تلك الحالات التى ذكرتها ما هى إلا مبررات تسوقكما وتوجهكما أو تؤخركما لحين وصول موعد لقاء روحكما ، فتلقى هذا وتنساه بمجدرد ان يخرج من حيز رؤيتك و تقابل هذا للمرة الاولى وتشعر وكأنه تربى معك !! . قد تلتقى الأجساد ولا تلتقى الارواح ،وقد تلتقى الأرواح وإن لم تلتقى الاجساد ،فالأجساد خلقت خاضعة لإرادتنا فتلتقى برغبتنا ،أما الأرواح فتلتقى بميعاد يحدده واهبها و صاحب سرها . انا لا ادعوك ان تعيش بروحك فهذا واقع وليس طلب فروحك تعيش وجسدك يتأثر فهى التى تفكر وتنشغل فيزهد جسدك عن ما يحب ،وهى التى تحزن فيمرض جسدك ،وهى التى تفرح فيصح جسدك ، وهى التى ستتذكر اقربائك عندما يزورونك فى قبرك بعد الموت بعد ان تنفصل عن جسدك !! ان الفترة ما بين الوهب والاسترداد "للروح" هى ما نسميها الحياة ، ترسم فيها ذكريات روحك وكيف ستحيا روحك بين الناس بعد ان فارقتهم وشكل حياتك الاخرى ...فكن حريصا وانت ممسك بقلم قدرك .