هدف الثورات هو التخلص من الجمود والفشل والطريق المسدود فشل مرسي في إدارة البلاد استدعى الثورة الثالثة التي أطاحت بنظامه
محمود الشافعي
شهدت مصر عبر تاريخها الطويل العديد من الثورات والحركات الحربية التي كانت علامات بارزة في التاريخ المصري عبر الأزمنة البعيدة ابتدءا من أحمس قاهر الهكسوس.. ومرورا بالقادة العظام عبر العصور الطويلة حتى وصلنا لثلاث ثورات في العصر الحديث.. وهي ثورة يوليو 1952 وثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو التى غيرت معالم التاريخ الحديث..
وفي ظل احتفالات مصر بعزل مرسي زعيم الإخوان ، والإطاحة بنظامهم ، و الاحتفالات بثورة 23 يوليو.. وبقراءة سريعة للصحف العالمية.. نجد أن اهتماماتها تركزت على العديد من ملفات الشرق الأوسط والتي من أبرزها تطور الأوضاع في مصر وحالة العنف التي انتشرت عقب الإطاحة بمحمد مرسي.
فقد قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز: إن مصر مرت بثلاث ثورات منذ عام 2011 للتخلص من الجمود والفشل والطريق المسدود.
وأكد فريدمان أن الثورة الأولى عندما اتفق الشعب المصري مع الجيش لإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، وتولي المشير حسين طنطاوي قيادة البلاد والذي أثبت انعدام الكفاءة لإدارة الجيش للبلاد.
والثورة الثانية عندما استبدل المجلس العسكري الحاكم بحكومة منتخبة جديدة، وكان النصر لجماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات التي شهدتها البلاد، وفاز المرشح الإسلامي محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية.
ونوه فريدمان، إلى أن مرسي لم يف بوعوده الانتخابية وسرعان ما حاول تعزيز سلطته عن طريق تعيين الموالين له من الإخوان في المناصب العليا الحيوية في البلاد، مما أثار غضب المعارضة للنهج الاستبدادي الذي اتخذه مرسي وهو أول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر، وفشل مرسي في إدارة البلاد وهو ما استدعى الثورة الثالثة التي أطاحت بمرسي.
وأوضح فريدمان أن الأعمال الاستبدادية لمرسي هي سبب اتحاد المعارضة وخروج الحشود تطالب بعزله من منصبه، مما جعل الجيش يتحد مع المعارضة ليطيحا به وتصبح الثورة الثالثة لمصر.
ووصف فريدمان الثورات الثلاث، وقال إن الثورة الأولى مثل الأيدي الميتة والثورة الثانية هي التخلص من الرءوس الميتة والثورة الثالثة هي الهرب من الطريق المسدود.
وأوضح فريدمان سبب الثورة الأولى وخروج الشباب إلى الشوارع احتجاجا على عمليات القمع التي تمارسها الشرطة ضدهم والتميز الذي عاناه الشعب في عهد مبارك، وشعور الشباب الثوار الذين خرجوا بأنهم يعيشون في نظام مزور وليس لديهم فرصة في هذه الحياة.
وأرجع فريدمان سبب فوز مرسي في الانتخابات الرئاسية إلى أن الشعب يئس من الحكم العسكري، فاختار مرشح الإخوان وخاصة أن الليبراليين فشلوا في كسب تأييد الشارع لهم، وأكد الإخوان تعزيز سيطرتهم في الشوراع وقوتهم التنظيمية في إدارة العملية الانتخابية ولكنه في النهاية قاد مصر إلى طريق مسدود بسياسته الاستبدادية وجعل الشعب يثور عليه ويطالب بعزله يوم 30 يونيو وهي الذكرى الأولى لتوليه منصبه رئيسا للبلاد.
ويري فريدمان أن الثورات الثلاث بينها رابط واحد وهو رسالة مبعوثة من المصريين، ترفض الاستبداد، وتطالب بحكومة ترتقي بمستوى البلاد، وتبقى طليعة العالم العربي كما كانت، ولا يرغبون في حكومة فاشلة، يرغبون في حكومة تحقق الأمن والاستقرار وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وأن تكون حكومة شاملة، حكومة وحدة وطنية تحترم الحقوق لجميع الأشخاص.