رأى الكاتب الأمريكى الشهير "توماس فريدمان" أن مصر مرّت بثلاث ثورات منذ عام 2011 وبإضافتهم جميعًا إلى بعض يمكن تحديد الرسالة التى يسعى إليها غالبية المصريين. قال "فريدمان" في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية:" لقد قامت الثورة المصرية الأولى للتخلص من أولئك الذين يعوقون البلاد عن المضى قدمًا، أما الثورة الثانية فكانت للتخلص من الأشخاص المُملين عديمى البديهة، أما الثورة الثالثة فقد كانت من أجل الفرار من الطريق المسدود". واستطرد "فريدمان" – فى مقاله المعنون "ثورات مصر الثلاث" – قائلاً:" لقد قامت الثورة الأولى بسبب يأس قطاع كبير من الشباب المصرى – غالبيته ممن لا ينتمون للتيار الإسلامى – من قبضة "حسنى مبارك" الذى أشعر المصريين بأنهم يعيشون فى نظام مُزيف لا يتمتع برؤية". وتابع قائلاً:" أما الجنرالات الذين جاءوا خلفًا ل"مبارك" فكانوا عديمى البديهة والرؤية لا يملكون القدرة على الإدارة، مما دفع الكثير من الليبراليين للتصويت ل"مرسى" مرشح الإخوان المسلمين فى الانتخابات الرئاسية بدلاً من "أحمد شفيق" المحسوب على نظام مبارك". وأضاف قائلاً:" إن استبداد "محمد مرسى" ورغبة جماعته فى توطيد سلطتهم والاستحواذ على الحكومة بدلاً من إدارتها بالتعاون مع الآخرين؛ مما دفع مصر نحو طريق مسدود لدرجه أن المصريين نزلوا فى 30 يونيو ليتوسلوا الجيش للإطاحة ب"مرسى". وقال "فريدمان":" إن غالبية المصريين أوصلوا رسالة واضحة مفادها لا نريد مزيدًا من قبضات حديدية، نحن نريد حكومة طامحة لجعل مصر فى طليعة العالم العربى مرة أخرى، ولا نريد مزيدًا من عديمى الكفاءة، فنحن نريد حكومة تديرها كفاءات تسطيع إعادة النظام وخلق فرص عمل؛ وبالتالى لا نريد الوصول إلى طريق مسدود آخر لذلك نريد حكومة شاملة تحترم حقيقة أن ثلثي المصريين ليسوا من التيارات الإسلامية، وأن غالبية المسلمين فى المجتمع لا يريدون حكمًا ثيوقراطيًا". وأردف الكاتب قائلاً:" ليس غريبًا أن يقلق الكثيرون من استمرار الجيش المصرى فى الحكم إلى أجل غير مسمى، وهو أمر خطير، ولكنى لست قلقًا حيال ذلك الأمر؛ لإن السلطة الآن أصبحت بأيدى المصريين". وأضاف:" ما يقلقنى هو تحديد الطريق الصحيح الذى سيسير فى غالبية المصريين، وهو ما يعتبر نوعًا مختلف تمامًا من التحدى لست متأكدًا إذا كان المصريون قادرين على الوصول إلى هذا المستوى من التوافق" وختامًا، وصف "فريدمان" الحكومة المصرية الجديدة بأنها "تبعث على الأمل بسبب وجود كفاءات بها"، مضيفًا: ستكون مهمتها أسهل إذا ما تم إعادة دمج الإخوان فى السياسة وإيقاف حربها مع الجيش لذلك يحتاج الإخوان إلى قبول فكرة أنهم فشلوا ويحتاجون إلى كسب ثقة الشعب".