العاهرة فى تاريخ الإمبراطوريات القديمة.. هى تلك المرأة الفاجرة التى تتاجر بجسدها من أجل أن تعيش أو من أجل أن تتعايش..
أما العاهرة فى تاريخ السياسة.. فهى تلك الأشخاص التى تلعب على كل الحبال وتترنح بين أحضان كل الفصائل غير آبهة بقيم ولا مبادئ..
وجماعة الإخوان الإرهابيين.. هى تلك الجماعة التى فى خلال ثمانين عاما من العمل فى الخفاء، استطاعت أن تمارس العهر السياسى بمنتهى الحرفية، فباتت تتنقل من فراش هذا الحاكم إلى ذاك من أجل الخروج للنور..
الجماعة التى ظلت تعمل فى الخفاء أجيالا وراء أجيال تردت أخلاقها حتى وصلت إلى حضيض القيم وقاع المبادئ..
الجماعة التى تحولت من الغباء السياسى إلى البغاء السياسى.. جماعة لم تتعلم من أخطائها، ولم تبغ المشاركة يوما لأن المشاركة فى عُرفها السياسى ليست «دعوة» ولكنها «مرحلة» تأتى بعدها مرحلتا المُغالبة ثم التمكين.. وهكذا أفسد عليهم الجيش المصرى العظيم مرحلة التمكين، فجن جنونهم وتحول الصولجان فى أيدى رئيسهم إلى سيف والمُصحف إلى طلقة رصاص وكلمة الحق إلى مقصلة..
لقد انكشفت كل أوراق الجماعة الإرهابية المتعطشة للدم والسلطة بلا حدود فخسروا رهان من صوتوا لهم مبتغين دولة الدين.
ماحدث من مجزرة أمام الحرس الجمهورى لم يكن إلا استكمالا طبيعيا لمرحلة حُكم الإخوان التى طالما تحدثنا فى بدايتها عن نهايتها التى لن تأتى إلا بالدم، وقد كان.. ولكن ما كل هذه الدماء؟ وما كل هذه القسوة والغلظة؟..
ولأن الزمان علمنا بأننا كما نُدين نُدان، فقد أصبح من البديهى أن ينقلب السحر على الساحر، فقتل متظاهرى الاتحادية ومكتب الإرشاد واستاد بورسعيد يا سادة هو دين فى رقابكم تدفعون ثمنه اليوم.
ألم تكن أنت يا رئيسنا المخلوع من يُخفى الحقائق والأدلة عن الرأى العام كلما تم قتل متظاهرين أو تم الاعتداء عليهم تحت سمعك وبصرك؟ إنك اليوم تتجرع من نفس الكأس.. فحين غضضت بصرك عن كلمة الحق أصبح وجودك بيننا باطل..
فجماعتك لم تتصدى للفيلم المسئ للرسول (صلى الله عليه وسلم) بمثل ما تصدت للإساءة لرئيسهم المخدوع المخلوع.. أإلى هذا الحد اختلطت لديكم معايير الحق بالباطل؟
وإذا كان يا سادة الدم المصرى حرام.. فما جنسية هؤلاء الجنود الذين قتلوا ساعة الإفطار وهم يحمون الحدود؟ وإلى أى وطن ينتمون تلك الذين قتلتوهم أمام الاتحادية ومكتب الإرشاد؟ وهل الثلاثة جنود الذين خطفوا بواسطة أتباعكم فى حماس مصريون أم صهاينة؟.. وهل مذبحة بورسعيد كانت فى مملكة زنزبار؟!..
يا سادة لا تقولوا ما لا تفعلون فكبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون..
يبدو أن فكرة المصالحة الوطنية التى طالما تبنيتها أنا شخصيا بعد الثورة أصبحت فكرة خيالية.. فالمُصالحة لها شروط، أولها: أن يشعر المخطئ بخطئه ويعترف به مُخلصا النية، وثانيا: أن تصفح عنه كل الأطراف بحب وسماحة..
والحقيقة فلا الإخوان يشعرون بفداحة ما فعلوا ولا نحن نستطيع أن نُصدقهم وأياديهم ملوثة بدماء المصرييين.. فخُداعهم لمصر ليس موقفاً ولكنه منهج طويل من الإرهاب، فالجماعة التى فرطت فى العرض والأرض هى جماعة لا عزيز لديها، جماعة تعود لممارسة العُهر السياسى كلما سمحنا لهم بالمشاركة.. فالعاهرة التى تفرط فى جسدها مقابل المال هى ذاتها التى تفرض فى وطنها مقابل السُلطة..
أما شعاع الضوء الوحيد لما نحن فيه الآن فهو بكل أمانة سقوط الأقنعة عن وجوه كل المنافقين.. أو من يُطلق عليهم بكل أسف المُخنثين سياسيا.. فهؤلاء هم من يرقصون على السلم فى كل وقت ولا ينتمون لطائفة بعينها.. وها أنا اليوم مثلى مثل كل المصريين الغيورين على وطنهم أطالب بالتفريق بين السياسة والدين لأن وجود الجماعات الإسلامية التى تتخذ لها فى السياسة أحزابا أصبحت فكرة غير مُستحبة.. وأتمنى أن نراجع أنفسنا فى فكرة مزج الدين بالسياسة والتفكير الجدى فى حل جميع الاحزاب السياسية المؤسسة على مرجعية دينية..
د.عبدالمنعم أبوالفتوح لا أعلم لأى فريق تنتمى ولكن الرقص على السلالم لا يراه من هم فى أعلى السُلم ولا يستمتع به من هم فى الأسفل.. لم أصدقك فى البداية بل فى الحقيقة لم أثق بك أبدا، الجماعة ميثاق وفكر لا ينشق عنه إلا الأقوياء، وأنت سيدى لست واحدا من هؤلاء..
حزب النور السلفى.. فى الواقع لم يقدم يوما ولم يؤخر، بل لم يشارك فى المشهد بجدية واكتفى طوال الوقت بالتلويح من بعيد، فلم يهتم لشىء سوى للشريعة، الشريعة التى لم يبحثون عنها إلا لتطويعها كما يريدون وبحسب معتقداتهم ولخدمة أغراضهم.. وأتمنى ألا ننصاع وراءهم اليوم لإفساد الساحة من جديد..
أسماء محفوظ ووائل غنيم.. ألا أسكت الله لكما حسا؟ لماذا لم تشاركا فى ثورة يونيو؟ وهل اكتفت أسماء محفوظ بالتويتر واتهامها للجيش بقتل المتظاهرين؟ يا سيدتى لقد تعلم هذا الشعب الدرس بالدم.. وهذه المرة لن نسمح بشرخ جديد بيننا وبين الجيش كالذى أحدثتموه بيننا وبين الشُرطة فى 25يناير..
أيمن نور ورامى لكح وحسام الغريانى وغيرهم الكثيرون ممن وضعوا أيديهم فى أيدى الإخوان انتظارا لقطعة خبز جافة يلقونها إليكم.. أتمنى أن تحزموا حقائبكم وترحلوا، ولتكن عندكم الشجاعة هذه المرة لتختفوا من المشهد..
إلى كل من أعتلى منصة رابعة العدوية ونفخ فى الكير ليشعل نيران الفتنة.. لن تفلتوا يوما من لعنات التاريخ ولن تهنأوا أبدا بنوم هادئ وأرواح الشهداء فى رقابكم.. أرواح من قتلتموهم من المصريين الأبرياء حين احتسبتموهم أعداء فاستحللتم دماءهم، وأرواح هؤلاء الذين احتللتم عقولهم فصورتم لهم الشهادة على أنها الدافع والهدف، فقذفتوهم إلى القتال فى أشهر حُرم ثم كفنتموهم بصورة رئيسكم المخلوع..
لن يغفر لكم هؤلاء ولا أسرهم أبدا، لن تغفر لكم مصر أبدا فتنة مُسلميها.. ولسوف تُحاسبون فى القريب ولسوف تنصب لكم المشانق فى الشوارع..
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يجذبك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاُ طيبة.. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة «.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ووداعا لجماعة حاملى الكير..