عندما ألقت جماعة الإخوان المسلمين بأحد أبنائها ليكون رئيسا للجمهورية، لم تتخير من بين أعضائها الأكفأ والأكثر قدرة على العمل وإدارة شئون البلاد، بل اختارت الأسوأ، قالوا إنها فعلت ذلك لأنه الأكثر التزاما بالتعليمات التى يتلقاها من مكتب الإرشاد، فلم يخرج عن التعليمات التى يتلقاها منهم قيد أنملة، وهو ما حدث وتحقق وثبت بالفعل.. فقد أداروه بالريموت كنترول من المقطم.. حتى ساقوه إلى الهاوية من دار الحرس الجمهورى. فى كتاب حديث «الإخوان المسلمون.. بين الصعود والرئاسة وتآكل الشرعية» صدر للدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق، والذى خرج من الجماعة احتجاجا على فسادها السياسى، يكشف أن قيادات الجماعة يعرفون جيدا تواضع وفقر إمكانيات محمد مرسى، وأنهم لم يثقوا فيه أبدا، إلا بوصفه تابعا ومنفذا.
وللتدليل على ذلك يروى حبيب أنه فى انتخابات العام 2000 دخل 17 عضوا من جماعة الإخوان إلى مجلس الشعب، وفى اجتماع لمكتب الإرشاد تم إسناد الإشراف على الكتلة البرلمانية إليه، لأنه كان عضوا سابقا فى البرلمان ولديه خبرة فى هذا المجال، كما أنه كان مشرفا على قسم المهنيين بالجماعة، وهو قسم يضم كفاءات متنوعة ومتخصصة فى القانون والاقتصاد والتعليم والزراعة والصناعة والصحة والإسكان، ويمكن أن تقوم بالتخديم على الكتلة البرلمانية كى تتمكن من القيام بدورها الرقابى والتشريعى على أكمل وجه.
يقول حبيب: اتصل بى الدكتور محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد وطرح على اختيار الدكتور محمد مرسى كمسئول عن الكتلة البرلمانية ومتحدثا رسميا باسمها، تكلمت مع النواب ال17 مجتمعين حول استطلاع رأيهم فى الدكتور مرسى، كان طرح الاسم مفاجئا لهم، خاصة أن هذه هى المرة الأولى التى يدخل فيها مرسى البرلمان، ولا سابق خبرة له به، تصور أعضاء الكتلة أن هذه رؤية مكتب الإرشاد، ولأن للمكتب منزلة ومكانة فى قلوب الإخوان فقد قبلوا الأمر ورضوا به.
فى اجتماع مكتب الإرشاد التالى برئاسة مصطفى مشهور – وكما يقول حبيب- : طرحت ما جرى مع أعضاء الكتلة، فإذا بالأستاذ مأمون الهضيبى نائب المرشد يستشيط غضبا ويوجه حديثه إلى حبيب قائلا: كيف يا دكتور تقوم بهذا الإجراء وأنت تعلم أن ثمة قواعد وأصولاً يجب أن تتبع فى الاختيار؟ فقال له حبيب: معك حق وأعتذر لخطئى.
لم يكن الرجل فى أى منصب تولاه داخل جماعته صاحب كفاءة، ومع ذلك وفى غفلة من الزمن أصبح رئيسا لدولة كبيرة وعظيمة مثل مصر، لم يفز الرجل إلا لأن منافسه كان خصما للثورة، عصر المصريون على أنفسهم الليمون وذهبوا فى انتخابات عنوانها الكراهية، فمن انتخبوا مرسى فعلوا ذلك كراهية فى شفيق، ومن انتخبوا شفيق فعلوا ذلك كراهية فى مرسى.
ولأن الأمر لم يكن منطقيا بالمرة، فكان لابد أن يثور الشعب على الرئيس الفاشل، وعلى حلفائه الذين اتضح للجميع أنهم ليسوا إلا مجموعة بلطجية يرغبون فى قمع الشعب كله بالتهديد والوعيد واستعراض العضلات والبجاحة والوقاحة وقلة الأدب وطول اللسان، دون أن يعرفوا أن الشعب قادر على قطع لسان أى وكل من يتطاول عليه.. لم يفشل مرسى فى إدارة شئون البلاد خلال السنة التى قضاها فقط، بل فشل فشلا تماما فى إدارة أزمته الخاصة مع الشعب خلال أيامه الأخيرة.
رقصة العراة الأخيرة
ظل محمد مرسى ومن وراءه يصرخون بأنه رئيس شرعى، وأن الشرعية معهم، ولا يوجد فى الدستور ما يتحدث عن انتخابات مبكرة، وفى حالة من الغباء السياسى سربوا بعض الوقت أن مرسى يريد أن يطرح وجوده للاستفتاء الشعبى، دون أن يعى أو يدرك أحد منهم أن الاستفتاء نتيجته أمامه فى الشارع، وأن الملايين تقول له «لا»، ليس حبا فى أحد غيره أو تمنيا لأحد سواه، ولكن كراهية فيه وفى جماعته وعشيرته وحلفائه.
اعتقد محمد مرسى حتى لحظة سقوطه الأخيرة أنه رئيس شرعى، خرج على الناس يتحدث عن ديمقراطية الصندوق، دون أن يدرى أن الشعب المصرى كله رآه عاريا تماما من أى شرعية قانونية أو سياسية أو إنسانية.
لا أخفيكم سرا أننى رأيت مرسى عاريا، صحيح أن هذا حدث أكثر من مرة، لكنه كان عاريا من كل شىء، وهو يتحدث إلى المصريين مساء الأربعاء - 26 يونيو - بخطاب فيه استعلاء وغرور ومحاولة للتخويف والترهيب لكل خصومه الذين ذكرهم بالاسم فى حالة من حالات الانحطاط بمقام الرئيس، الذى يترك كل معاركه ويتفرغ لتصفية حساباته القديمة.
عندما بدأ محمد مرسى يذكر أسماء بعينها، فودة من المنصورة وعاشور من الشرقية وغيرهما تأكدت أن الرجل أفلس تماما، ليس لديه ما يقوله.. وفى غمرة نشوته كشف ما يمكن أن يدينه، بل ما يمكن أن نعتبره جريمة لابد من أن نحاسبه عليها.
وعندما ظهر مرة أخرى مساء الثلاثاء – 2 يوليو – كان أكثر عريا، وهو يكرر كلمة الشرعية أكثر من 70 مرة فى خطاب دام لأكثر من أربعين دقيقة، فى إيحاء بأنه لا يثق تماما فى شرعيته، فإذا كان الرجل مقتنعا بهذه الشرعية فلماذا يلح عليها كل هذا الإلحاح، فقد علمتنا التجارب أن الإنسان لا يتحدث كثيرا إلا عما يفتقده.
الانحطاط السياسى والإنسانى بدا فى خطاب مرسى، الذى يمكن أن تطلق عليه خطاب الفتنة وأنت مطمئن تماما.. فإذا كان من يعتقد أنه رئيس شرعى يقول إنه سيفدى الشرعية بدمه، فما الذى ينتظره من أتباعه، إنهم أيضا سيخرجون ليفتدوها بدمائهم، وهو ما جرى بالفعل، فبعد دقائق من خطابه اشتعلت معركة حربية أمام جامعة القاهرة، راح ضحيتها 16 شهيدا وأكثر من 200 مصاب، يتحمل دماء الجميع فيها – إخوان وغير إخوان – محمد مرسى وحده.
لقد حكم مرسى على نفسه بالقتل.. حدد مصيره، فلا يوجد رئيس يتحدى شعبه بهذه الطريقة السافرة الفاجرة الوقحة المنحطة، إلا ومصيره القتل الواضح والبشع، وإذا كان مرسى يخاف أن يقتل على أيدى جماعته إذا تنازل عن السلطة، فإنه سيقتل على أيدى الذين يعارضونه فى الشوارع.
كان يمكن لمرسى أن يظل فى التاريخ معززا مكرما، فهو الرئيس المدنى المنتخب الذى استجاب لشعبه ورحل عندما فشل، لكن الجنون تلبسه تماما، فأصبحنا أمام رجل معتوه قرر أن يحرق مصر كلها من أجل الكرسى، الذى يقول كذبا وزورا إنه لا يريده، كعادة كل الطغاة فى كل مكان.. يدعون أنهم لا يريدون السلطة، وهم فى الوقت نفسه يذبحون شعبهم من أجل هذه السلطة.
ضياع فرصة الخروج الآمن
قبل أن يهل مرسى بوجهه على المصريين مساء الثلاثاء الماضى بخطابه الذى أراد أن يؤكد للجميع من خلاله أنه رئيس بشرعية، كان أن عرضت عليه أكثر من جهة سيادية أن يخرج من منصبه خروجا آمنا، وكان من بين بنود العروض ضمان عدم ملاحقته قانونيا بعد الخروج من منصبه، لكنه رفض.
يمكن أن تلتمس العذر لمرسى تماما، فهو يعتقد أن بقاءه فى المنصب هو الأمان الوحيد له، ثم إنه يعرف جيدا أن خروجه من الرئاسة وإنهاء حكم الإخوان لا يعنى ضياع فرصته وحده، ولكنه يعنى ضياع فرصة تيار الإسلام السياسى كله فى الحكم، فلن يمنح المصريون ثقتهم بعد ذلك لمن يتحدث باسم الدين، أو يخدع الناس باسم الله من أجل أن يحصل على السلطة.
ولذلك يتمسك محمد مرسى بموقفه، لقد كانت هناك مبادرة مبكرة للحل، يبدو أن أعضاء من التنظيم الدولى للإخوان قدموها للأمريكان لحل الأزمة، كانت تقوم على أن يظل محمد مرسى فى مصر بعد الخروج من الرئاسة دون ملاحقات له أو لأى من قيادات الجماعة، والسماح له بممارسة العمل السياسى من خلال حزب الحرية والعدالة – بما يعنى الإبقاء على الحزب دون حله – وكذلك الإبقاء على جماعة الإخوان المسلمين دون حلها أو مصادرة أموالها، والأهم من ذلك أن يكون هناك اعتراف دولى بها.
لم يتم التعاطى مع هذه المبادرة بشكل كامل، لأن الشارع نفسه لن يقبله، ولذلك ذهبت أمريكا لممارسة ضغوط ناعمة على القوات المسلحة للإبقاء على محمد مرسى ولو بصورة شكلية دون أن تكون له صلاحيات واسعة أو تدخل فى إدارة البلاد بشكل كبير.
الآن لم يعد أمام محمد مرسى إلا أن يواجه مصيره.. إن لم يكن الآن فغدا وإن لم يكن غدا فبعد غد.. حتى لو طالت أيامه فإنه سيرحل، وساعتها سيجد نفسه وجها لوجه أمام مواجهة اتهامات قانونية وجنائية وليست سياسية فقط.. إننا أمام رئيس فشل فى إدارة البلاد وأدى إلى تجريفها بشكل كامل، وحاول أخونتها ليسد الطريق على كل القوى السياسية الأخرى، لكن هذ كله سوف يتضاءل إلى جوار جرائمه الجنائية التى لابد أن يحاكم عليها، وهى جرائم ارتكبها قبل أن يصل إلى السلطة، وبعد أن تمكن منها.
ماذا يفعل عميل أمن الدولة فى الرئاسة؟
هناك شبهات كثيرة حول محمد مرسى، منها تعاونه مع جهاز أمن الدولة، ليس هذا التعاون الذى كان يمثل فيه كادرا سياسيا يقوم بالتفاوض وعقد الصفقات فقط، ولكن تعاون العميل للجهاز، فطبقا لقيادات من الجماعة فإن كثيرا من الاجتماعات التى تم اعتقال الموجودين فيها، كان من المفترض أن يحضرها محمد مرسى، لكنه فى اللحظة الأخيرة كان يتخلف عنها، فيتم القبض على المجتمعين وينجو هو من الاعتقال. قد يكون الأمر من قبيل المصادفة، وقد يكون لأنه أخبر أمن الدولة بهذه الاجتماعات وبأسماء الموجودين فيها، ولذلك لم يتم اعتقاله، وحتى عندما اعتقل على ذمة مشاركته ومساندته لإضراب القضاة فى 2006، قيل إن هذا الاعتقال تم تحديدا لتغطية العميل مرسى.
كل هذه تسريبات يمكن أن تكون حقيقية ويمكن أن تخيب تماما، لكن ما لا يمكن أن يخيب هو اعتراف محمد مرسى نفسه بعمالته لأمن الدولة، فعل ذلك دون أن يدرى.. ففى خطاب الأربعاء 26 يونيو، قال مرسى: حسن عبدالرحمن وشلته ودول أنا عارفهم.
كلمة عارفهم هذه هى مفتاح السر لعلاقة مرسى بأمن الدولة، فهو لا يعرف حسن عبدالرحمن وشلته لأنه أصبح رئيسا ولديه تقارير عن كل شىء، ولكن لأنه تعامل معهم عن قرب، جلس معهم، نقل لهم معلومات، ونقل عنهم معلومات، وعقد معهم صفقات مرة لصالح الجماعة التى ينتمى إليها ومرات لصالحه هو شخصيا.
فى العام 2000 كان محمد مرسى متصلا ومتواصلا مع أمن الدولة، ولذلك لم تكن هناك مشكلة فى دخوله إلى مجلس الشعب، لكن فى 2005 وكان وقتها أحمد نظيف رئيسا للوزراء، وتردد وقتها أن مرسى حاول أن يعقد صفقة مع الحكومة من خلالها رئيسها متجاوزا وزير الداخلية وجهاز أمن الدولة من أجل الحصول على المقعد، إلا أن حبيب العادلى تدخل شخصيا لإسقاط محمد مرسى فى انتخابات الشرقية، ليس لأنه إخوانى لا سمح الله، ولكن لأنه أخل بالعلاقة التى تربطه بحيبب العادلى ورجاله.
فى 2010 كانت ملامح الصفقة أكبر والتعاون أوضح، ففى الأسبوع الأول من أغسطس 2010 توسط الدكتور محمد سليم العوا الصديق الشخصى والمقرب والحميم لحسن عبدالرحمن، من أجل عقد لقاء بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين وجهاز أمن الدولة.
عقد اللقاء بالفعل فى مكتب حسن عبدالرحمن بمقر جهاز أمن الدولة بمدينة نصر، وحضره من قيادات جماعة الإخوان محمد بديع المرشد العام ومحمد مرسى وسعد الكتاتنى واثنان من المسئولين فى الجهاز.
استمر اللقاء نحو 6 ساعات وتم الاتفاق على أن يحصل الإخوان على 45 مقعدا فى برلمان 2010، مقابل أن تعمل الجماعة على دعم جمال مبارك إذا ما ترشح فى الانتخابات الرئاسية التى كان مقررا لها 2011، وهو ما رضاه بديع ومرسى والكتاتنى.
كانت الصفقة حتى هذه اللحظة صنيعة الأمن، وكان لابد أن تعرض على الحزب الوطنى، لكن فى الحزب الوطنى كانت لديهم خطة يعدها أحمد عز وجمال مبارك، كان فى ذهنهما أن انتخابات مجلس الشعب بروفة نهائية لانتخابات الرئاسة .. وكان يعنيهم جدا الشكل دون أدنى اهتمام بالمضمون.
رفض أحمد عز الصفقة تماما .. وقال إنه درب كوادر التنظيم – الحزب الوطنى - على أساس أن هذه الانتخابات مسألة حياة أو موت لأنها التى تمهد للرئاسة، وأنه يريد أن يعرف حجم الحزب الحقيقى فى الشارع المصرى، ولذلك سمح بالترشيح الثلاثى والرباعى فى الدوائر، حتى يعرف على وجه التحديد ما الذى يستطيع كوادره أن يفعلوه.
أسقط فى يد حسن عبد الرحمن مهندس الصفقة، وقد يكون ضحك ساخرا لأنه أهدى من حضروا معه اجتماع الصفقة علبة شيكولاته فرنسية فاخرة «حلاوة» الإتفاق، أرسلها على بيوتهم ابتهاجا بالاتفاق الذى توصل إليه مع الإخوان.
كان الإخوان مستعدون إذن لأن يتعاونوا – يبيعوا كل شىء – من أجل بقائهم، لكن الأهم من ذلك أن محمد مرسى لم يكن يكذب عندما قال إنه يعرف حسن عبدالرحمن وشلته، فقد تعرف عليهم وجلس إليهم، واستمع منهم ونقل إليهم ما أرادوا من معلومات.
مرسى.. كلمة السر فى القتل
دع جانبا كثيرا من المناوشات التى جرت فى عهد محمد مرسى، وهى مناوشات سقط فيها شهداء وضحايا، لكن هناك ملمحاً لدى مرسى نفسه لا يجب أن نغفله أو نهمله، فهناك ثلاث مرات تحديدا كان محمد مرسى فيها هو كلمة السر فى قتل المصريين على يد جماعة الإخوان المسلمين والمتطرفين.
المرة الأولى كانت أمام الاتحادية بعد أن أعلن بيانه غير الدستورى الذى حصن به كل قراراته وجعل من نفسه إلها فوق البشر، خرج ليتحدث أمام مؤيديه عن مؤامرة يتعرض لها، وعندما خرج المعارضون بعدها ليعتصموا أمام الاتحادية احتجاجا على الاعلان الدستورى خرجت عليهم جحافل الإخوان لفض الاعتصام، وتخلف عن ذلك سقوط شهداء كان من بينهم زميلنا الحسينى أبوضيف الذى قتل عمدا ومع سبق الإخوان وترصدهم.
المرة الثانية عندما تحدث مرسى فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة، وصمت وقتها على من حرضوه ضد الشيعة، بعدها وعلى الفور تم قتل أربعة من الشيعة فى قرية أبو مسلم بالجيزة، وكل ما فعلته الرئاسة أنها أدانت ووعدت بالتحقيق فى الحادث.
المرة الثالثة كانت يوم الثلاثاء 2 يوليو، فبعد خطابه الذى بكى فيه وتباكى على من يريدون أن ينزعوا عنه شرعيته، سقط 16 شهيدا برصاص غادر، بدأ الإخوان المعركة، فى استجابة لرئيسهم الذى أعلن أن دمه فداء للشرعية.
مرسى ليس مسئولا عن قتل هؤلاء سياسيا، بل مسئولا جنائيا وبشكل مباشر، لن نقول إنه علم ولم يمنع القتل عن أبناء شعبه، بل وبشكل صريح الاتهام يصل إلى أنه من قتل مرة بالتحريض ومرة بالصمت ومرة بالتواطؤ.. إننا أمام قاتل لابد أن يحاكم إذا أردتم العدل.
القضية موجودة.. وتهمة التخابر جاهزة
لو كان محمد مرسى منصفا أو عادلا لسلم نفسه إلى النيابة التى تتهمه بشكل أساسى بالتخابر والتجسس والعمالة للخارج، لقد صدع أنصاره رؤوسنا بأنه كان معتقلا أيام الثورة، لكنهم صمتوا عن الطريقة التى خرج بها من السجن.. وهى الطريقة التى أشارت إليها محكمة مستأنف الإسماعيلية بأنها تمت عن طريقة الاستعانة بقوة خارجية فى إشارة إلى رجال حماس.. لكن مرسى ضرب بذلك عرض الحائط.. وذهب يحدثنا عن الشرعية.
لن نبحث لمحمد مرسى عن تهم لنحاكمه بها، فالتهم جاهزة.. ومصير الرجل نراه أمامنا، لا تفصل بيننا وبينه إلا ساعات.