وكالات أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن السياسة الخارجية لدولة قطر ثابتة وراسخة وتقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول .
وحول مدى توقع تغير السياسة الخارجية القطرية بعد انتقال السلطة من صاحب السمو الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قال العطية في برنامج "في العمق" مساء اليوم على قناة الجزيرة الفضائية ان النهج السياسي لدولة قطر ينبع من عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، وقال: "في فترات سابقة كنا نحتاج الى التحرك بشأن بعض القضايا التي تخص الوطن العربي وكانت هناك أزمات تعصف بالوطن العربي وكنا نتمنى ان يكون هناك تحرك عربي قوي لمعالجة هذه الازمات فوجدنا انفسنا بما لدينا من مبادئ وامتداد عربي مضطرين للتحرك في سبيل المعالجة او المساعدة في حل هذه القضايا".
وأكد د. العطية أن ثوابت السياسة القطرية أرسيت منذ زمن صانع السفينة في خضم الأمواج التي كانت تتخبط بالوطن العربي "فأتقن صانع السفينة صنعها والآن هو أحسن اختيار الربان" منوها بأن سياسة دولة قطر ثابتة ومتطورة على كل الاصعدة السياسية والاقتصادية ومتنامية في نفس الوقت.
وحول تأثير التدخل في سورية على نهج سياسة قطر بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول قال وزير الخارجية ان دولة قطر اجتهدت منذ البداية للحفاظ على الدم السوري واجتهدت في محاولة اقناع النظام السوري بالعدول عن الاجراءات القمعية التي تتخذ ضد الشعب إلا ان النظام السوري للأسف أمعن في استخدام العنف ضد شعبه وبالتالي انحازت قطر للشعب السوري منذ اليوم الاول وسوف تستمر في الانحياز للشعب السوري.
ونفى العطية وجود لبس في الموقف القطري موضحا انه في ظل تعنت مجلس الامن واحجامه عن عدم اتخاذ قرارات حاسمة لحماية الشعب السوري "تدارسنا بعض الخيارات ووجهنا مندوبينا في نيويورك بدراستها وهي خياران الاول مسألة الاتحاد من أجل السلام باللجوء مباشرة الى الجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار لحماية الشعب السوري.. والمسألة الثانية لدينا قرار 1559 الصادر عن مجلس الامن بنزع سلاح الميليشيات وهو لايحتاج الى اصدار قرار آخر ويجري التدارس في كيفية تنفيذ القرار بين اصدقاء سورية".
وحول طبيعة علاقة قطر بالتيارات الاسلامية نبه سعادة وزير الخارجية الى وجود لبس وقراءة خاطئة لموقف دولة قطر. وقال د. العطية ان دولة قطر هي دولة مسلمة وشعب مسلم، وهي عضو في منظمة التعاون الاسلامي وعضو في جامعة الدول العربية وشعب قطر شعب مسلم" واذا أتت ظروف بعض الدول بحزب قد يكون له انتماء اسلامي فلا يعني هذا انحياز قطر الى الحزب.
واكد ان دولة قطر تتعامل مع الحكومات وهذا كان نهجها منذ القدم وانه اذا كانت إحدى الدول قدرها ان يحكمها حزب اسلامي فان قطر تتعامل مع هذه الدولة من خلال الحكومة المنتخبة. مشددا على اننا في دولة قطر لسنا في موقع تقييم وان نهجنا هو الانحياز لمصلحة الشعوب وخيارات الشعوب وان الشعوب هي التي تختار "واننا على ضوء اختيار الشعوب نتعامل مع الدول كدول وكيانات ولسنا في مقام تقييم أداء حكومات اي من الدول العربية او غير العربية".
وحول تأثير الخلاف مع ايران حول الموقف في سورية على علاقات الدوحة وطهران، قال سعادة وزير الخارجية "ان ايران دولة جارة ودولة قطر تربطها مع ايران علاقات حسن الجوار"، مضيفا "نحن لدينا علاقات جيدة مع ايران ونتمنى ان تستمر وقد يكون الاختلاف الوحيد مع ايران هو موضوع سورية وهذا الاختلاف لايفسد للود قضية ونحن دائما نتكلم مع الايرانيين بأن موضوع سورية هو اختلاف جوهري ولكن باقي امور العلاقة هي علاقة جيدة ونحن مازلنا مقيمين على علاقة حسن الجوار والعلاقة الجيدة فيما عدا الاختلاف في موضوع سورية".