على نحو غير مسبوق، وخلافاً لكل رؤسائها ورجال سياستها وصانعي قيامها منذ 1948، تحتفل إسرائيل حالياً بعيد الميلاد التسعين لرئيسها شمعون بيريز وسط حضور عالمي من السياسيين وصناع القرار والمفكرين والنجوم والمشاهير. عمّان: تواجه الاحتفالات التي تكلف الملايين من الدولارات بعيد ميلاد (ثعلب السياسة الإسرائيلية) الرئيس شمعون بيريز، حالات انتقاد من جانب مناهضي السياسي الإسرائيلي العجوز المولود في بولندا، حيث تزامنت مع مناقشات كثيفة في الكنيست لوضع خطة صارمة للتقشف، رغم أنها ليست من ميزانية الدولة بل من جيوب متبرعين. ضيوف الاحتفال ومن بين ضيوف الاحتفال عدد من السياسيين الذين يشاركون حاليًا في "المؤتمر الرئاسي الخامس" الذي يشرف عليه مركز بيريز للسلام المنعقدة فعالياته على مدى يومين، والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، ورئيس الوزراء السابق توني بلير، بالإضافة الى امير موناكو البرت الثاني، ووزير خارجية كندا جون بيرد. كما وصل الممثل الأميركي الشهير روبيرت دي نيرو، والممثلة شارون ستون، لينضما الى فعاليات المؤتمر، ليستمع الضيوف جميعاً الى المغنية الأميركية اليهودية الشهيرة، باربرا سترايسند تغني فيه. بيريز وكان بيريز، ضابط الموساد السابق وابن تاجر الأخشاب المهاجر الى فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، انتخب رئيسًا للدولة في تموز (يوليو) 2007. وتزعم لسنوات عديدة حزب العمل، إلا أنه في يونيو 2006 انتقل إلى حزب كاديما. وكان بيريز تولى رئاسة وزراء إسرائيل على فترتين، الفترة الأولى من عام 1984 إلى 1986، والفترة الثانية 1995 إلى 1996. وعلى الرغم من أن الرئيس الاسرائيلي سيبلغ عامه التسعين في الثاني من آب (أغسطس) القادم، إلا أنه يحتفل بعيد ميلاده وفق التقويم اليهودي، فعيد ميلاده الثمانين وافق تاريخ 16 أغسطس عام 2003، والسبعين وافق 20 أغسطس عام 1993، وفي هذا العام بدأت التهاني تنهال عليه قبل يومين من عيده التسعين، وكان بابا الفاتيكان فرانسيس، من المهنئين السباقين من خلال ارسال برقية. انتقادات وانتقد مقال في صحيفة "معاريف" عيد بيريز "الضخم" و"تعاليه" و"ترويجه لنفسه"، فكتب المعلق اليميني امنون لورد: "عيده الفخم يحمل الاحتقار للشعب"، وأضاف "يتعين على الشعب الاسرائيلي أن يسأل نفسه كيف تمكن بيريز دائماً من القيام بما يحلو له، بينما يقف الشعب ينظر بلا حول ولا قوة في مواجهة حيله". كان شمعون بيرسكي ولاحقًا بيريز استقر في تل أبيب بعد الهجرة التي أصبحت في تلك الأيام مركزاً للمجتمع اليهودي الصهيوني. وتعلم بيريز في مدرسة "غيئولا" في تل أبيب، ثم واصل دراساته في المدرسة الزراعية الصهيونية "بن شيمن" قرب مدينة اللد. وفي 1940 انضم إلى مؤسسي كيبوتس "ألوموت" الواقع بين مرج بيسان وبحيرة طبريا. وفي 1947 انضم بيريز إلى قيادة (الهاغاناه) التي شكلت لاحقًا نواة الجيش الاسرائيلي، وكان مسؤولاً عن شراء العتاد والموارد البشرية، وفي ذلك الحين عمل مع دافيد بن غوريون وليفي أشكول، وهما من أهم السياسيين الصهيونيين، وقد أصبحا من كبار زعماء دولة إسرائيل بعد تأسيسها في مايو 1948، فانضم بيريز إلى مجموعة أنصار بن غوريون حيث يعتبره بيريز حتى اليوم راعيه السياسي. مهمات حساسة وفي خمسينيات وستينيات القرن العشرين، عمل بيريز كديبلوماسي في وزارة الدّفاع الإسرائيلية وكانت مهمّته جمع السلاح اللازم لدولة إسرائيل الحديثة. وفي 1949 عيّن بيرس رئيسًا لبعثة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى الولاياتالمتحدة. و استلم عام 1952 منصب نائب المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية ثم أصبح المدير العام عام 1953. وكان بيريز حقق نجاحًا باهرًا في الحصول على المقاتلة الفرنسية (ميراج 3)، وبناء المفاعل النووي الإسرائيلي (مفاعل ديمونة) من الحكومة الفرنسية. ويسجل لبيريز في تاريخه السياسي والعسكري أنه كان وراء تدشين برنامج التعاون العسكري مع فرنسا الذي أدى إلى الهجوم على مصر في تشرين الأول (أكتوبر) 1956 ضمن العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي. ويشار في الختام، إلى أن بيريز حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994 واقتسم الجائزة مع كل من ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين بعد توقيع اتفاقية أوسلو للسلام. وهو معروف باهتمامه الخاص بالإلكترونيات الدقيقة. وكان أسس في عام 1997 مركز بيريز للسلام.