تعيش مدينة "إهناسيا" التابعة لمحافظة بنى سويف ، وإحدى عواصم مصر الفرعونية والقرى التابعة لها حياة متدنية بعد أن كانت أبرز وأجمل مدن العالم في العصر القديم، فالأهالي يغرقون في مياه الصرف الصحي ومستشفاهم لا تنقذ مرضاهم وبات الخبز مخلوطا بالأتربة والمسامير. وشوهت الإشغالات وروث الحيوانات شوارعها وباتت أيادي أهاليها ممدودة ليلا ونهارا إلي المسئولين لعل أحدا ينقذهم من براثن ما يعيشون فيه. في البداية يقول "عماد عبدالله - محاسب بالتأمين الصحي" : يعاني الأهالي بالقرى التابعة لمركز اهناسيا من عدم وجود الأمصال الخاصة بلدغات الثعابين والعقارب وعضات الكلاب وعلي رأسها مصل التيتانوس وهو ما يتسبب في وفاة العديد من الفلاحين عندما يلدغون في الحقول أو في الاراضي المستصلحة ولا يجدون من يسعفهم في ظل تباعد المستشفيات الاخرى عن مستشفاهم المركزي.
وأضاف طاهر منصور ب"المعاش" تعاني مدينة اهناسيا من الاختناق الدائم بسبب الباعة الجائلين خاصة في شارعي السويقة والمرور وهما من الشوارع الرئيسية بالمدينة ومن يعبر تلك الطرق أو يسلكها يعاني أيضا من الروائح الكريهة الناتجة عن مخلفات الباعة الجائلين.
وأشار محمد عبدرب الرسول "فلاح" إلي سوء حالة الخبز المنتج في بعض المخابز واحتوائه علي الرمل والزلط والحشرات بجانب قيام الجمعيات الأهلية بإدراج بعض الأسماء المكررة والاشتراكات الوهمية للحصول علي الخبز وتوزيعه علي "الحبايب".
وطالب المئات من أهالي قرية معصرة نعسان من رئيس المدينة والمحافظ بأن يساعدوهم في توصيل الصرف الصحي الي قريتهم عبر المشاركة المجتمعية بعد أن ظلوا سنوات عديدة يعانون من غرق بيوتهم بمياه الصرف الصحي بسبب خزانات الصرف التي يتسرب منها المياه الي البيوت والأراضي الزراعية التي قاربت علي البوار بسبب الاملاح الزائدة بالأرض نتيجة الصرف الصحي وأبدي الاهالي موافقتهم مكتوبة علي دفع المبلغ الذي تحدده شركة مياه الشرب والصرف الصحي للبدء في توصيل الصرف الصحي للقرية.
من جانبه أوضح المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف قبيل ساعات من نقله للإسكندرية انه يتابع شخصيا نقص الأمصال مع وكيل وزارة الصحة لاستعجال إفادة وزارة الصحة والهيئة العامة للمصل واللقاح لتوفير الاحتياجات المطلوبة لسد العجز والنقص في هذه الأمصال الحيوية.
وأضاف بيبرس أنه كلف رئيس المدينة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية برفع الإشغالات من جانب الباعة الجائلين وشدد علي التعامل بحكمة مع الباعة ورفع المخلفات الناتجة عن الإشغالات والقمامة حرصا علي صحة المواطنين وتحقيق السيولة المرورية بشوارع المدينة وتجهيز أماكن بديلة في المحلات الموجودة "الباكيات" بمنطقة السويقة واستكمال الباقي منها وتجهيزها علي نفقة المحافظة وتوزيعها بنظام القرعة علي الباعة الجائلين كحل لمشكلة الإشغالات وتوفير مكان مناسب لهم بإيجار رمزي.
وبالنسبة للشكوى الخاصة بسوء حالة الدقيق المورد للمخابز كلف المحافظ إدارة المتابعة بإحضار عينات من الدقيق المورد لتحليها في المعامل المختصة لبيان مدي جودة الدقيق ومطابقته للمواصفات مشيرا أنه في حالة ثبوت العكس سيتم تغيير المطحن المورد للدقيق لآخر أكثر كفاءة وتكليف مركز معلومات التنمية المحلية بأهناسيا بعمل مراجعة وحصر دقيق لكشوف أسماء المشتركين وتنقيحها واستبعاد الأسماء الوهمية والمكررة "إن وجدت" من خلال بحث ميداني علي الطبيعة ومطابقة الكشوف علي ما تم التوصل إليه من خلال هذه الأبحاث مبديا موافقته المبدئية علي استبدال الجمعيات التي لا تنال رضا المواطنين إذا كانت هذه رغبتهم .
وشدد "بيبرس" على أنه في حالة ثبوت أي تلاعب سوف يقوم علي الفور باستبعاد هذه الجمعيات من عملية التوزيع واستبدالها بالجمعيات الجادة فضلا عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين من أعضائها.