القادة العظام المتميزون فى الفتوحات العسكرية، غالبا ما يكون دافعهم الأساسى هو الفشل فى العشق، العبارة قالها ألبير كامى، أمير الكتابة فى العالم على مدى الثمانين عاما الأولى من القرن العشرين، ضمن كتابه الصادم: «أسطورة سيسيف» الطاقة الايجابية داخل الرجال إذا لم تجد متنفسا لها فى التواصل الجسدى مع المرأة، فإن العنف الذى يصل إلى شهوة الدم هو المخرج البديل، الأمر بالطبع ينطبق هو نفسه على المرأة، لكنه يتخذ شكلا أكثر سرية. جلوريا بيلادينيو الوصيفة المقربة من سيدة الفلبين الأولى إميلدا ماركوس، كشفت النقاب ضمن الحوار الذى أجرته معها فى حينه صحيفة دياريو 16 التى تصدر فى مدريد عن أن الرئيس وقرينته دأبا على أن يشركا فى علاقتهما الزوجية الحميمة بعض صغار الخدم من المراهقين بالقصر، وأن الكثيرين من هؤلاء قد تمت تصفيتهم جنسيا، أو جسديا إذا لزم الأمر، تفاديا لتناثر الأخبار خارج البلاط، ومع هذا فلقد تسربت حكاية فرناندو الصغير 16عاما، بدأ -على ما يبدو- يطالب بأكثر من الدور الثانوى المسند إليه فى اللعبة، فاتهموه بسرقة بعض المجوهرات وظل فى السجن إلى أن غادر الديكتاتور وزوجته البلاد، إلا أنه حكى بعد ذلك كيف أنه ضاجع السيدة إميلدا ماركوس، كطرف خامس ضمن أكثر من حفلة جنس جماعى.
إميلدا ماركوس كانت مغرمة إلى حد الجنون باقتناء الأحذية المصممة خصيصا لها، إلى درجة أن لجان فحص الممتلكات عثرت فى دواليبها على ثلاثة آلاف زوج من الأحذية، يقدر ثمنها بملايين الدولارات، بينما الناس يتضورون جوعا فى الجزر البعيدة عن العاصمة مانيلا، أحدهم اقترح إقامة متحف خاص بأحذية إميلدا ماركوس، جلوريا بيلاردينيو قالت بالنص: أطنان من الأحذية الفاخرة لتدارى على أقبح قدمين فى الوجود! طبيب القصر الدكتور إجناثيو ديل بوسكى، ركز من جهته على هذه الحقيقة حين أشار فى حديث إذاعى بعد الثورة التى أطاحت بالعائلة الرئاسية قائلا: كل هذه الفرطحة أو التشققات -التى تلازم أقدام الفلاحات فى الحقول- لم تكن تليق أبدا بعقيلة رئيس جمهورية الفلبين، بالإضافة إلى غرابة الميول الكثيرة التى لم تنجح مطلقا فى إخفائها، علاملات الباديكير، عندما بدأت تتوجه نحوهن أصابع الاتهام، دافعن عن أنفسهن مؤكدات أن قدمى سيدة الفلبين الأولى حالة فريدة من الصعب أن تتكرر، وأن جميع التكنيكات التى تعلمنها كانت دون مستوى إيجاد العلاجات المناسبة لمشكلة نادرة الحدوث كهذه، المتحدث الرسمى باسم الأسرة المخلوعة صرح من المنفى بأن كل هذه الدعاية المسمومة ضد السيدة إميلدا ماركوس مجرد هراء يستهدف النيل من سمعتها، وأن الأمر لايعدو أن يكون مخططا تنفذه بعض القوى ذات الأجندات المشبوهة التى تسعى إلى دمار الفلبين، أغلب الوقت اعتادت أن تقضيه فى مشاهدة المسابقات التى يخوضها أبطال الرماية أو المصارعة الحرة بالقوات المسلحة، صغار الضباط بالحرس الجمهورى كانوا يتنافسون بشتى الوسائل على لفت انتباهها بدافع الوصول أو أحلام الترقى السريع، الديكتاتور وقرينته - بعيدا عن معارك الأقدام أو الميول الغريبة تلك- قاما بتهريب عشرة مليارات دولار إلى الخارج من أموال الشعب الفلبينى المعدم، كما توحشت فى عهدهما أجهزة القمع التى حققت أرقاما قياسية من حيث أعداد الضحايا أو بشاعة الأساليب. وعلى اختلاف مراحل التاريخ العربى، تكررت أكثر من مرة حكاية كافور الإخشيدى الذى حكم مصر بأسلوب قمعى لا يعرف الرحمة أو التسامح، كان منزوع الذكورة أصلا بالكامل، طبقا لمقتضيات القواعد المعمول بها مع العبيد إلى ما بعد منتصف القرن التاسع عشر، عندما أصدر الخديو إسماعيل فرمانيه التاريخيين بتحريم الرق، ثم بتجريمه، لأول مرة فى تاريخ هذه المنطقة منذ الإنسان القرد المعتدل القامة. لعل إحساس كافور الإخشيدى بالعجز الذى ينتقص من الرجولة فى ثقافة العرب حتى هذه اللحظة، يبقى هو السر فى إصراره على أن يتابع بنفسه عمليات الإخصاء الدامية التى جرت العادة على أن تتم داخل حظائر الحيوانات، السيخ المحمى فى النار يخترق الخصيتين، ضاربا عرض الحائط بصراخ الإنسان المختطف أو المأخوذ كغنيمة حرب أو المباع فى سوق النخاسة، وهو مكبل كالنمر الجريح بالسلاسل، الدم يطرطش على ثياب العبد الآخر المدرب على أداء المهمة يومان على أحسن الفروض، يجب أن يظل النصف السفلى -لمن عليه الدور- مدفونا فى الرمل حتى يتوقف النزيف.
هكذا فقط يضمنون الحفاظ على شرف الأميرات أو الجوارى كن يبحثن عن رجل -أيا ما كان انتماؤه الطبقى أو العرقى- يمنحهن مولودا ذكرا يضمن الوريث لاستمرار العائلة فى الحكم، كما يضمن مكانتهن عند الخليفة أو السلطان بصرف النظر عن هوية الأب الشرعى للغلام.