آخر مرة ذهبت فيها إلي الفلبين حاولت أن ألتقي بالسيدة الجميلة أو التي كانت جميلة فلم أستطع مع انها تعمل بالسياسة وتسهر في الحفلات وتمارس حياتها وكأن شيئا لم يكن. "اميلدا ماركوس" كانت زوجة رئيس جمهورية تم خلعه ليلجأ إلي أمريكا ويموت هناك.. وبقيت الأرملة الطروب تتحدي. أشهر ما بقي في أذهان العالم عن عصر ماركوس هو انهم وجدوا أو ضبطوا أكثر من ألف زوج حذاء حريمي تحولت إلي متحف. فلما قرأت ما نشر عن بعض الهدايا التي كان يتلقاها حكام الماضي القريب وشماشرجيتهم فكرت في أن يقام لها متحف.. فالشعب الغلبان من حقه أن يتعرف علي الساعات الفاخرة المطعمة بالأحجار الكريمة واحداها مجهزة ضد الزلازل وأسعارها تصل إلي المليون جنيه ثمنا لساعة واحدة. ومن حقهم أن يروا كيف تكون القلادات والبروشات من الألماس مثل التي يشاهدونها في المسلسلات التركية لا تتزين بها إلا سلطانه. وأقلام الحبر ومحافظ جلد وكرافتات بالجملة وما لا يخطر علي البال القلم المتواضع بخمسة آلاف جنيه يرتفع إلي ما يقرب من العشرين ألفا.. ومثل تلك الأقلام لا يكتب بها قرار واحد لصالح الشعب.. وقد تكون أقلاما أمية للزينة وتضييع الفلوس.. تبين للنيابة من مراجعة ميزانيات "الأهرام" ان الهدايا تجاوزت ما يقرب من 100 مليون جنيه.الذين تقدم لهم الهدايا مقتدرون مش ناقصين كرافتات ولكنه النفاق وادفعي ياللي مش غرمانة. اتكلم عن القائمة التي نشرتها صحيفة "الشروق" وصحف أخري بعدها وهي عن هدايا جريدة "الأهرام" وحدها لمبارك وأسرته في السنوات الأربع الأخيرة فقط.. فما بالنا بباقي مؤسسات الدولة ورجال أعمالها. المفلسون أيضا كانوا يقدمون الهدايا يرونها أشبه بالقرابين. امتد الكرم ليشمل باقي المسئولين والواقفين علي باب الرئيس والحرس صاحب النفوذ. وتنوعت الهدايا فأصبح منها جنيهات ذهبية وما يمكن أن يعاد بيعه في الأسواق. لم يخجل أحد ولم يرفض احد ولم يكن أحد في حاجة اليها.. تماما مثل كشوف الشقق والفيلات والشاليهات التي "يكوش" عليها من استطاع فتكون متناثرة الأطراف ربما لم يدخلها أصحابها يوما.. ولكن لم لا؟حتي شققهم القديمة بالإيجار يحافظون عليها! في الصحافة لم يكن "الأهرام" وحده ولكنه الأكثر قدرة علي دفع المعلوم وشاء قدره أن يفضح أمره أكثر وأن يحاسب "المسئولون عنه" بدلا من أن يثابوا رغم أنوفهم فلم يحصلوا علي الغنائم وانما كان يتقون الشر.. إذ جاء يوم رأس السنة في عصرهم فلم يكن أمامهم إلا أن يوقعوا بصرف الملايين هدايا للأكابر. لن تباع الهدايا ويعاد ثمنها لأصحابها فيصرف المتعثرون مرتباتهم المتأخرة.. فلماذا لا نستمتع بالفرجة ونقيم لها متحفا كما فعلت الفلبين بأحذية اميلدا ماركوس؟! * نقلا عن صحيفة الجمهورية