هدايا الرؤساء حسب معلوماتي.. اي مسئول بريطاني يحصل علي هدية من الداخل أو من الخارج يجب ان يقدمها إلي خزينة الدولة اذا بلغ ثمنها165 جنيها استرلينيا فأكثر وأي مسئول أمريكي يجب ان يفعل الشيء نفسه إذا كان المبلغ150 دولارا وهكذا الحال في كل الدول التي تحترم نفسها, وبالارقام والوثائق ايضا فإن أكبر عدد من الهدايا واثمنها علي الاطلاق هو ما يقدمه حكام دول الخليج والتي تصل قيمة الواحدة منها إلي مليون دولار في بعض الاحيان. واذكر انني قمت في اعوام96 و97 و98 من القرن الماضي بمهمات صحفية إلي دولة العراق وكان يئن آنذاك من حصار غير مسبوق منذ احتلاله الكويت عام1990 وحتي احتلاله هو عام2003 ومن أهم ما استرعي انتباهي هناك ما كان يسمي بمتحف قائد النصر وهو مبني فخم يضم عدة صالات عرض كبري اكثر فخامة كل منها تحوي عددا من الفاترينات الزجاجية تعج بالهدايا التي حصل عليها الرئيس الاسبق صدام حسين. واذكر من بين تلك الهدايا الصفحة الأولي من أول عدد لجريدة الأهرام عام1876 وهي من الفضة هدية الأستاذ عبدالله عبدالباري رئيس مجلس إدارة الأهرام الاسبق, واذكر ايضا طاقم شاي من براد وفناجين وسكريات وهو من الفضة ايضا هدية المشير محمد عبدالحليم ابوغزالة وزير الدفاع الاسبق, وكذلك السيف الذهبي عيار24 هدية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات السابق. المهم ان كل صالة بفاتريناتها المختلفة كانت تضم كل مايمكن ان يخطر علي البال من سيوف وذهب وفضة وساعات وعباءات ونظارات واقلام وكئوس مدونا بجانب كل منها اسم صاحب الهدية, ثم نجد طابقا آخر في الاسفل للارشفة مدونا بسجلاته اسم الهدية ومتوسط ثمنها والوزن والعيار والموديل حتي لايتم تقليدها او استبدالها وفي ذلك التوقيت كان مايحويه المتحف من مقتنيات تزيد قيمتها علي ملياري دولار هي حصيلة عشرة اعوام فقط. وكان السؤال الذي يتبادر إلي الذهن مباشرة هو واين هدايا رؤسائنا الاجلاء؟! الوضع الطبيعي أو ما هو معمول به ان اي رئيس دولة حينما يتوجه إلي دولة ما او حينما يستقبل في موطنه رئيسا اخر يقدم لنظيره هدية وسوف يحصل علي اخري وعادة يتم ذلك خلال حفل العشاء, إلا ان الغريب في الحالة المصرية ان هديتنا تم شراؤها بفاتورة تسددها الدولة وفي المقابل فإن الهدية التي حصل عليها رئيسنا سوف تصبح ملكية خاصة له, وهكذا الحال مع جميع مسئولي الدولة الكبار والصغار علي السواء علي الرغم من وجود نصوص قانونية عتيقة لدينا ايضا تنظم مثل هذه الأمور إلا انها للاسف معطلة. معلومة.. متحف قائد النصر المشار إليه كان أول ما قصفته ودمرته الطائرات الأمريكية في بداية غزو العراق حتي لايكون شاهدا علي اي شيء! بقي ان اؤكد ان هناك سماسرة عالميين ومنهم مصريون يعملون في مجال تثمين وبيع وشراء هدايا الرؤساء خصيصا. المزيد من أعمدة عبد الناصر سلامة