انسحبت الشرطة التركية من أماكن تمركزها في ميدان (تقسيم)، وحديقة (جَزي بارك)، وشارع الاستقلال المطل على الميدان.
وقد قامت مجموعات من المتظاهرين والمحتجين قد شاهدت انسحاب عناصر الشرطة من أماكنها، بالتنديد بها والاحتجاج عليها بالتصفيق ، وإطلاق شعارات مناهضة لها.
وقد اتجهت جموع المتظاهرين من عدة جهات إلى ميدان تقسيم بعد مغادرة عناصر الشرطة له، واحتشدوا جميعا أسفل نصب الجمهورية التذكاري الذي يتوسط الميدان التركي.
هذا وقد قامت مجموعة أخرى من المتظاهرين بالتوجه إلى حديقة (جزي بارك) بعد أن تم رفع الحواجز التي وضعت من قبل لمنع المتظاهرين من الوصول إليها.
وقام عدد من المتظاهرين بإلحاق ضرر بالعديد من مركبات النقل العامة، والمركبات الشرطية التي استخدمت في الأحداث، والتي تقف على مقربة من مكان الحدث.
ومازالت أعداد من المتظاهرين والمحتجين تتدفق على الميدان الذي يشهد حالة من الاحتجاجات منذ الاثنين الماضي ، بلغت ذروتها أمس الجمعة.
ويشهد ميدان تقسيم احتجاجات منذ عدة أيام، انطلقت شرارتها من حديقة «جَزي بارك» التي تعد منتزها يطل على ميدان تقسيم في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين الماضي، بعد قطع أشجار من تلك الحديقة بموجب خطة حكومية لإعادة التنمية، وتوسيع الميدان، ولكن الأحداث اتسعت إلى تظاهرة كبيرة بعد مداهمة الشرطة فجر الخميس الماضي لمتظاهرين كانوا يعتصمون هناك منذ أيام، واندلع العنف بين الشرطة والمحتجين، أمس الجمعة.
واستخدمت الشرطة خلال ذلك الغاز المسيل للدموع، وصادرت عددا من خيام الاعتصام، وأصيب العشرات من المحتجين، فيما أحرق بعض المتظاهرين عددا منها، ما أوجب تدخل الإطفاء للسيطرة على الحريق.
ووقعت أمس مناوشات بين الشرطة التركية والمحتجين في الميدان، وكان بين المحتجين أعضاء في البرلمان من المعارضة دعمًا للحركة الاحتجاجية التي تطالب بوقف مخطط إزالة بعض أشجار الحديقة.
واتسعت دائرة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة إسطنبول أمس، لتصل إلى مدن تركية أخرى، منها العاصمة أنقرة و أزمير، ويأتي ذلك وسط تصعيد المعارضة.
يُذكر أن المنتزه هو قلعة عثمانية قديمة أنشئت عام 1940، و تقلصت مساحتها تدريجيا عبر بناء فنادق فخمة في ضواحيها، إلا أن أردوغان في تعليقه على هذه الحركة الاحتجاجية قال إن الحكومة اتخذت قراراها ولن يكون هناك عدول عنه.
وكانت الحكومة قد وافقت على مشروع تطوير ميدان تقسيم في فبراير 2012 وقام العمال مساء الاثنين الماضي بهدم أسوار المتنزه وبعدها بفترة قصيرة ظهرت مجموعة من المحتجين في المنطقة في محاولة لمنع اقتلاع المزيد من الأشجار وهدم الأسوار.
ويهدف هذا المشروع إلى تعديل وتطوير الميدان الذي استمر لأكثر من 45 عاما دون أن يشهد أي تطوير، ومن المفترض ان يتم بناء نفق للسيارات تحت الأرض، وتوسعة الميدان للمشاة فقط، وبناء حديقة عملاقة أخرى فوق البناء الهيكلي لمحطة المترو التي تمر من تحت الميدن.
ويأتي تطوير الميدان حسب الخطة السياحية لبلدية اسطنبول التي تعمل على رفع التقييم السياحي والإقبال على الميدان الذي يعد معلما سيايا من معالم المدينة التركية.