نفى تايفون أجار أر، رئيس مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية، الأنباء التي تفيد قيام المؤسسة بعرقلة خدمات شبكات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، على خلفية الأحداث التي تشهدها تركيا حاليا. وأكدا أجار أر في تصريحات أدلى بها للأناضول، أن المؤسسة التي يترأسها لم تقم بالتدخل في خدمات الانترنت على الإطلاق، مشيرا إلى أن كل ما أثير من أنباء تقول عكس ذلك، لا أساس لها من الصحة، وتتنافي مع الحقيقة. وأوضح أن حالة البطء التي شهدتها شبكة المعلومات الدولية «الانترنت»، وما عليها من مواقع تواصل اجتماعي، يرجع إلى كثافة الاستخدام من قبل المواطنين الذين حرصوا على متابعة الأحداث من خلال تلك الشبكات، وبسبب كثرة نشر مقاطع الفيديو التي تشغل حيزا كبيرا على الشبكات، على حد قوله. ويشهد ميدان تقسيم احتجاجات منذعدة أيام، انطلقت شرارتها من حديقة «جَزي بارك» التي تعد منتزها يطل على ميدان تقسيم في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين الماضي، بعد قطع أشجار من تلك الحديقة بموجب خطة حكومية لإعادة التنمية، وتوسيع الميدان، ولكن الأحداث اتسعت إلى تظاهرة كبيرة بعد مداهمة الشرطة فجر الخميس الماضي لمتظاهرين كانوا يعتصمون هناك منذ أيام، واندلع العنف بين الشرطة والمحتجين، أمس الجمعة. واستخدمت الشرطة خلال ذلك الغاز المسيل للدموع، وصادرت عددا من خيام الاعتصام، وأصيب العشرات من المحتجين، فيما أحرق بعض المتظاهرين عددا منها، ما أوجب تدخل الإطفاء للسيطرة على الحريق. ووقعت أمس مناوشات بين الشرطة التركية والمحتجين في الميدان، وكان بين المحتجين أعضاء في البرلمان من المعارضة دعمًا للحركة الاحتجاجية التي تطالب بوقف مخطط إزالة بعض أشجار الحديقة. واتسعت دائرة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة إسطنبول أمس، لتصل إلى مدن تركية أخرى، منها العاصمة أنقرة و أزمير، ويأتي ذلك وسط تصعيد بعض أحزاب المعارضة. وقد خرج عدد من المسؤولين الأتراك، على رأسهم الرئيس التركي، عبد الله غل، بدعوة الشعب التركي عامة، والمتظاهرين خاصة، بالتزام أقصى درجات ضبط النفس، وتغليب العقل والمنطق السليم، حتى تمر تلك الأحداث بسلام، دون أن يتم تصعيدها بشكل أكبر من ذلك. يُذكر أن المنتزه هو قلعة عثمانية قديمة أنشئت عام 1940، وتقلصت مساحتها تدريجيا عبر بناء فنادق فخمة في ضواحيها، إلا أن أردوغان في تعليقه على هذه الحركة الاحتجاجية قال إن الحكومة اتخذت قراراها ولن يكون هناك عدول عنه. وكانت الحكومة قد وافقت على مشروع تطوير ميدان تقسيم في فبراير 2012 وقام العمال مساء الاثنين الماضي بهدم أسوار المتنزه وبعدها بفترة قصيرة ظهرت مجموعة من المحتجين في المنطقة في محاولة لمنع اقتلاع المزيد من الأشجار وهدم الأسوار. ويهدف هذا المشروع إلى تعديل وتطوير الميدان الذي استمر لأكثر من 45 عاما دون أن يشهد أي تطوير، ومن المفترض ان يتم بناء نفق للسيارات تحت الأرض، وتوسعة الميدان للمشاة فقط، وبناء حديقة عملاقة أخرى فوق البناء الهيكلي لمحطة المترو التي تمر من تحت الميدن. ويأتي تطوير الميدان حسب الخطة السياحية لبلدية اسطنبول التي تعمل على رفع التقييم السياحي والإقبال على الميدان الذي يعد معلما سيايا من معالم المدينة التركية.