يعانى المعاقين من العديد من المشكلات فى بلدنا ، ونسرد فى السطور الآتية صرخة معاق يعانى من شلل نصفى. ويقول "مخلص عدلى محروس عطاالله" 28سنة - من مواليد حاجر الضبعية غرب الأقصر ، وأعانى من شلل نصفى كساح منذ ولادتي ومتزوج ، ودخلى يتمثل فى معاش السادات 215 جنيهاً لا يكفى علاجى ، وأعيش عالة على أسرتى الفقيرة ، لا أمتلك أجهزة تعويضية ، مشيراً إلى تقدمه إلى العديد من المسابقات أخرها مسابقة التنظيم والأدارة بالأقصر ولم يقع على الأختيار.
ويضيف " مخلص" أحسست بالوحدة فى الحياة التى لا ترحم ، وحولي كثير ممن هم في مثل إعاقتى ، والكل تتوفر له الحياة اليومية الهادئة من أسرّة مفروشة بأفضل الفرش والطعام والشراب من ألذ ما تشتهي الأنفس ، ولكن هذا كله لم يكن يعني لي شيئاً ، فأنا أريد أن أحيا حياة سعيدة ، أعتمد فيها على نفسى فى الحركة والنشاطات اليومية المختلفة ، وكذلك أُعبِّر عما بداخلي ، وعندما نظرت حولي وجدت الكل ينظر بعينه ولا يستطيع أن يتكلم ، فكم تمنينا أن نتحدث مع بعضنا كغيرنا من الناس.
وأردت أن أصرخ فلم أستطع ، وأردت أن أتكلم بلسانى وعندما رفق بي الغير قالوا: هناك علاج فرصة للعمل، فاستبشرت خيراً، ولكن وجدت نفسي في ضياع مع الكم الهائل من الحالات التي تريد أن تتحدث مثلي ، ولا يوجد غيرى حالة واحدة شلل نصفى كساح ، فلا أتلقى علاج واحد في الأسبوع وربما فى الأسبوعين.
أردنا أن نخرج من منزلى هذا السجن الكبير الذي وضعونا فيه ، لنرى ماذا يدور من حولنا بنعمة النظر التي منَّ الله بها علينا ، فإذا من حولنا منشغلون عنا فمن لنا نحن الضعفاء الذي أوصى بنا الرسول خيراً، فنحن في اليُتم أشد يتماً، وفي الفقر أشد فقراً، وفي الضعف أشد ضعفاً، ومن المساكين أشد مسكنة.
هذه صرخة نُعبِّر بها عما يجيش في صدورنا، لعلنا نجد من المسئولين في الجهات المعنية من يقف بجانبنا أو يرحم ضعفنا، أو يعمل على توفير الكوادر اللازمة للنهوض بهذه الخدمات الجليلة.
ويوجه "مخلص" ندائه إلى الدكتور "عزت سعد" محافظ الأقصر قائلاً : لقد فقدنا القدرة على الكلام ، فلتكونوا ألسنتنا التي نتكلم بها ، ولقد ضعفت أبداننا ، فلتكونوا أيدينا في الخير والعطاء وأقدامنا التي نمشي بها، واعلموا أن الأجر كبير، فلقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى.