أعتبر الإعلامي الكبير حمدي قنديل إن تكريمه خلال منتدى الإعلام في دبي كشخصية العام الإعلامية عربيا، هو انتصار لكلمة الحق، مشيرا إلى أنها رسالة لكل من أصابه الإحباط . وقال الإعلامي الكبير - أثناء استضافته في برنامج "جملة مفيدة" الذي تقدّمه الإعلامية منى الشاذلي على "MBCمصر": "الجائزة ليست تكريم لشخص، ولكنها تقدير لرسالة، وتكريم لجد وإخلاص في سبيل المهنة، وإعلاء كلمة الحق، وقول كلمة الحق عند السلطان الجائر، والدفاع عن حقوق الناس، من هنا فهي ترفع معنوياتي، وترفع معنويات كل من يتننى هذه الرسالة، ويدافع عن الحق وثوابت الأمة".
وأكد قنديل إن النظام الحالي أقسى من نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك، لأنه لم يأتي حسب التوقعات بعد ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أنه يرفض الجلوس مع الرئيس محمد مرسي.
وأضاف حمدي قنديل : "النظام الأثقل ظلا هو الذي نعيش فيه، لأنه يتناقض كلية مع الذي كنا نتوقعه وما سعينا من أجله، من هنا أعتقد ما نراه هو الأقسى، كان مفترض أن حكم مبارك فيه كل أسباب المنغصات، ولكن لم نتوقع أن بعد الثورة تكون المنغصات متعلقة بالحريات، التعبير وغيرها، التي قامت الثورة في الأساس لكي تقضي عليها، ولكن لم نسكت وقتها، ولن نسكت أبدا".
وأضاف:"صحيح النظام الحالي لم يتعرض لي بشيء، ولكن يجب أن يكون رد فعلي على الاعتداء على الإعلاميين، مساويا لرد فعلي لما كان يرتكب ضدي شخصيا أيام حسني مبارك، لو يهاجم زميل في أي قناة، أعتبره هجوما عليّ شخصيا، وهجوم على الحريات في البلد التي خرجنا من أجلها يوم 25 يناير".
وكشف الإعلامي حمدي قنديل أن النظام الحالي يمارس ضغوطا جديدة على وسائل الإعلام، منها تهديد مالكي القنوات والصحف، ورجال الإعلانات لأن الحكم القائم يعتبر أن شركات الإعلانات تمول صحف وقنوات معينة تشجع الصحف على التهجم على الدولة والرئيس.
وقال حمدي قنديل –أثناء استضافته في برنامج "جملة مفيدة"-: "لدي معلومات، ولا أريد أن أكشفها اليوم، ولكن سأكشفها قريبا جدا، والمعلومات المؤكدة أن هناك هجمة على القنوات المصرية جميعا، سواء يملكها مصريون أو غير مصريون، حتى رجال الإعلانات".
وأضاف:"هذه الحملة بدأت بالفعل، أدواتها معروفة، وكل الحكومات المستبدة تلجأ لنفس الوسائل، التهديد المباشر وغير المباشر للعاملين بهذه الوسائل وملاكها، والجديد اليوم للمعلنين فيها أيضا".
وأشار قنديل إلى أن الإعلاميين كانوا يهاجمون النظام في ظل سطوة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وقال: "لماذا يتعجبون أننا نهاجمهم الآن، نحن انتقدنا النظام السابق، ولن نسكت اليوم، نعم الضغوط تمارس على وسائل الإعلام، ولكننا سنواجهها بكل حزم".
استنكر الإعلامي حمدي قنديل تعامل السلطة مع قضية خطف سبعة جنود في رفح، وتناقض التصريحات بين المتحدث باسم الرئاسة ومحافظ سيناء، وقال إن النظام دائما ما يعلق أخطائه على شماعة الإعلام.
وقال قنديل إن الرئيس محمد مرسي ضيع سيناء بسياسته الحالية، وقال: "سيناء سطقت فيها هيبة الدولة سقوطا ذريعا، وكل ما يقال في رئاسة الجمهورية، هو حلقة ثانية في الهجوم على الإعلام، يفشلون ويضعون فشلهم على شماعة الإعلام".
وأضاف:"الإعلام هو من يفسد العلاقة بين الجيش ومؤسسة الرئاسة، الإعلام هو من يزور الأخبار، ولكن الحقيقة أن هناك بلبلة أعتقد أنها ستزداد في الأيام القادمة".
وكشف الإعلامي حمدي قنديل أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك ابتز العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عبر مكالمة تليفونية لكي يوقف بث برنامجه "قلم رصاص" من ليبيا، مشيرا إلى أن القذافي قام بغلق القناة التي كان يعرض فيها البرنامج بعد مكالمة مبارك مباشرة.
وقال قنديل –أثناء استضافته في برنامج "جملة مفيدة"-: "كان برنامج"قلم رصاص" يصيب مؤسسة الرئاسة سابقا بما هو أكثر من الارتكاريا أو الحساسية، وحينما تم عرض هذا البرنامج في إحدى القنوات الليبية لم يتحمل النظام أكثر من أربع حلقات، وقام مبارك بالاتصال بالقذافي لمدة ثلث ساعة كاملة، وأحد من حضروا المكالمة أبلغني بتفاصيلها".
وأضاف:"مبارك هدد القذافي ضمنيا، وقال له أنتم تتركون حمدي قنديل عندكم ويقول ما يشاء، نحن أيضا لدينا معلومات كثيرة ويمكن أن يتكلم فيها الإعلام، ثم طلب مبارك منه أن يوقف البرنامج، لذلك طلب القذافي من القناة أن توقفه، وحينما لم تستجيب لطلبه، أغلقها بعد عرض الحلقة الخامسة من البرنامج".