أصبح الاندماج هو الحل الذى يفرض نفسه على الاحزاب التى لا تستند لمرجعية دينية.. حتى تتمكن من تشكيل كيان يضمن قدرتها على منافسة الاحزاب ذات المرجعية الدينية.. بما يحقق توازنًا على الساحة السياسية، الفكرة تجاوزت مرحلة القناعات الشخصية بعد أن دعت العديد من احزاب اليسار والوسط إلى عقد اجتماعات بين قياداتها لمناقشة وتفعيل الاندماج، وهو ما أسفر حتى الآن عن عمليتى اندماج بين حزبين يساريين وآخرين ينتميان لتيار الوسط. وقالت الدكتورة كريمة الحفناوى أمين عام الحزب الاشتراكى المصرى إنه تقرر عقد اجتماع الأسبوع المقبل يجمع سكرتارية حزبى الاشتراكى والتحالف الشعبى الاشتراكى، لمناقشة الاندماج بين الحزبين، وهى الفكرة التى تم طرحها اثناء انعقاد ندوة بالدقهلية حول وحدة اليسار المصرى.. شارك فيها كل من التحالف الشعبى والاشتراكى المصرى بالإضافة إلى العديد من قوى اليسار بالدقهلية، وركزت المناقشات على ضرورة صياغة برنامج نضالى مشترك بين حزبى التحالف الشعبى والاشتراكى المصرى وضرورة اتخاذ قرار اندماجهما، وبناء عليه اتفقت الأمانة العامة لحزب التحالف الشعبى على تكليف هيئة المكتب بعقد اجتماع مع الحزب الاشتراكى المصرى لمناقشتهم فى هذه الأفكار التى طرحت فى الندوة. واضافت الحفناوى أن اللجنة التنسيقية بين قوى اليسار والتى نجحت لفترة طويلة فى توحيد موقفه فى ميدان التحرير، حيث التنسيق أثناء المظاهرات والمسيرات، وكان لهم منصة واحدة فى الميدان إلا أن الفترة الحالية تفرض نوعا آخر من التنسيق الايديولوجى للاتفاق على برنامج واحد، وحتى يستطيع اليسار اتخاذ مواقف سياسية جادة ومؤثرة فى الفترة المقبلة، فلم يعد لدينا رفاهية الوقت بسبب تسارع الاحداث على ارض الواقع من انتخابات للشعب ثم الشورى لنجد انفسنا فى وجه انتخابات الرئاسة وليس لدينا موقف من كون النظام رئاسيًا أو برلمانيًا أو مختلطًا، وكلها قضايا تحتاج إلى التوحد لحسمها واتخاذ موقف فعال تجاهها. وأكدت الحفناوى أن فكرة الاندماج بين حزبى الاشتراكى والتحالف تلقى قبولا واسعا بين عدد من اعضاء التحالف الشعبى خاصة أن الاشتراكى لم يتم إشهاره رسميا حتى الآن فى حين جرى اشهار حزب التحالف مما يوفر الكثير من الوقت والاجراءات بالنسبة لاعضاء الاشتراكى، كما أن التحالف لم ينته من عملية بنائه بشكل نهائى ولم يتم انتخاب رئيس للحزب بعد، وهو ما يسهل عملية الاندماج. فكرة الاندماج بين الاحزاب المنتمية الى تيار سياسى واحد لم تقتصر على حزبى التحالف والاشتراكى، حيث تعقد الآن العديد من الاجتماعات بين حزبى العدل والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، وقال عبد المنعم إمام عضو الهيئة العليا بحزب العدل إن الاجتماعات تعقد بشكل مكثف منذ أكثر من أسبوعين بين اللجنة السياسية بالعدل واللجنة السياسية بالديمقراطى الاجتماعى، لوضع برنامج حزبى موحد يتم عرضه على اعضاء الحزبين، والتوافق حوله، وفى حالة الوصول إلى مرحلة الاندماج النهائى فمن المقرر عقد انتخابات لاختيار رئيس الحزب وهيئة المكتب بناء على التغيرات الجديدة، وأضاف إمام أن الفكرة جاءت بسبب التقارب الأيديولوجى الوسطى بين حزبى العدل والديمقراطى والحاجة إلى تحقيق توازن بين القوى وأن يكون هناك حزب قوى يعبر عن مواقف الوسط. السنة الخامسة - العدد 343 - الاثنين - 27/02/2012