قام الكاتب والروائي " يوسف زيدان" رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية برصد العديد من الأخطاء الجديدة في كلمة الدكتور " محمد مرسي" أمام مجلس أمناء جامعة الإسكندرية، وأبرزها أن مكتبة الإسكندرية أصلها مصري، وكنيسة الإسكندرية هي الكنيسة الكبرى في العالم المسيحي لعدة قرون حسب قوله , وإنتقد زيدان أيضاً إستمرار مدير المكتبة في منصبه رغم مرور 6 أعوام على بلوغه سن المعاش القانونية، والتحقيق معه في قضايا تخص المكتبة. وتابع " زيدان " نشر أخطاء الدكتور " مرسي" التي رصدها في إحدى تدويناته على موقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك" حيث كتب زيدان "الرئيس قال مكتبةُ الإسكندرية مصريةُ الجذور، مكتبةُ الإسكندرية يا رئيس الجمهورية ليست مصرية الجذور ، فقد أقيمت على أرض مصرية لكن أصولها كلها يونانية، فالملوك البطالمة هم الذين أقاموها و قاموا برعايتها (وهم يونانيون) و مُدراؤها الكبار لم يكن فيهم شخص مصري، في أي يوم من أيام نشأتها الأولى (وكلهم يونانيون) وعلماؤها لم يكتبوا حرفاً باللغة المصرية طيلة القرون الطوال الأولى ( و كتبوا باليونانية)". وأكمل زيدان "كان عليك يا رئيس الجمهورية عدم الخلط بين تاريخ المكتبة والترويج لمشروعك المُسمي ب(النهضة)، وليس لمكتبة الإسكندرية شأن بعقيدتنا، على علوٍ قدرها، فقد قامت المكتبة و ازدهرت في زمن يصفه الجهال بالزمن الوثني، ثم خربها المتعصبون لعقيدتهم سنة 391 ميلادية، احتفالا بصدور مرسوم إمبراطوري من ثيودوسيوس الأول ينصُّ على أن المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية، فيا رئيس الجمهورية، العقيدةُ التي تظنُّها أصلاً لوهج المكتبة القديمة، هي معول الهدم الذي أفنى المكتبة، من قبل ظهور الإسلام بعشرات السنين". وأضاف "وتقول يا رئيس الجمهورية، أو جعلك كاتُبك تقول، إن الترجمة السبعينية للتوراة تمت في المكتبة، فهل أردتَ مغازلة اليهود؟ حتى إذا أردت ذلك، فاجعل كلامك على النحو الصحيح، الترجمة السبعينية تمت في مدينة الإسكندرية، أثناء إنشاء المكتبة أو في أيام افتتاحها، و لم تتم في المكتبة و لا قام بها أهل الإسكندرية، و لا علمائهم، و إنما أنجزها 72 حَبراً يهودياً، استقدمهم من فلسطين (بطليموس الثاني) الذي افتتح المكتبة، و استقدم من أثينا مُديراً لها". وإستطرد زيدان " ليس صحيحاً يا رئيس الجمهورية، ما كتبوه لك من أن المكتبة (كانت بمثابة أكاديمية للعلوم ومركز للأبحاث)، هذا خطأ، يا رئيس الجمهورية، في الإسكندرية كان المعهد العلمي أو الموسيون (بيت ربّات الفنون) هو مكان البحث العلمي و الأكاديمي، وكانت ملحقة به مكتبة، هي التي اشتهرت لاحقاً و سطع اسمها في سماء الإنسانية باعتبارها مكتبة الموسيون، الذى كان يديره (كاهن)، والمكتبة لم تستقبل الفتيات كما زعمت في كلمتك التي كتبوها لك، يا رئيس الجمهورية، و وضعوا على فمك العبارات ذاتها التي طالما كتبوها لسوزان مبارك، و قرأتها على الملأ ويمكنك إذا أردت التأكد، مقارنة ما قلته بالأمس بما قالته سوزان مبارك ، مراراً ". وفي نفس السياق أعرب الكاتب والروائي عن اندهاشه قائلاً: "كيف يصحّ، يا رئيس الجمهورية ، أن تقول في كلمتك (كنيسة الإسكندرية هي الكنيسة الكبرى في العالم المسيحي لعدة قرون، و حتى مجمع خلقيدونية سنة 451 ميلادية)، هذا خطأ يا رئيس الجمهورية، ففي الإسكندرية كانت آنذاك كنيسة كبيرة، لكنها لم تكن يوماً هي الأكبر، و لم ينعقد بقربها أي مجمع مسكوني (عالمي) لرؤساء الكنائس الكبرى، و لم تعترف بسلطتها الكنائس الكبرى، و الأكبر، كنيسة روما ، كنيسة أنطاكية، كنيسة القسطنطينية، فإذا أردت، يا رئيس الجمهورية، مغازلة المسيحيين لسببٍ أو لآخر، فغازلهم بالتي هي أدقُّ و أفصح". وحول حديث مرسي عن أن الكل سواء أمام القانون، وأنه يرفض التعرض للحريات، قال "ما بالنا نُحاكم بالاتهامات المجانية المسماة ازدراء الأديان، وإهانة الرئيس، وغير ذلك من الاتهامات التي ما أنزل اللهُ بها من سلطان؟ ثم تقول (الكل سواسيه أمام القانون) فما بال نائبك العام ليس في السواسية، و ما بال مدير المكتبة الواقف بجوارك في الصورة، وهو الذي أنطقك بما أنطق به سوزان مبارك، من قبل، ليس في السواسية". وتابع "ألا تعلم يا رئيس الجمهورية أن المدير الواقف بجوارك، تجاوز السن القانونية للعمل في المكتبة، ب6 أعوام، و هو يدير المكتبة تحت رئاستك، بينما يُحاكم في قضايا تخصُّ المكتبة، و جلسات المحاكمات مسترة منذ عامين، و إلى الآن، وجعلك تلتقي بمجلس الأمناء في القاهرة، لأنه لا يجرؤ على عقد الاجتماعات في المكتبة، اتّقاء لثورة الموظفين الذين دخلوا عليه مكتبه العام الماضي، وكان معهم المناضل المأسوف على شبابه، الدكتور محمد يسري سلامة، فقفز مديرك من شباك الدور الخامس، محمولاً على أكتاف العسكر".
وختم " يوسف زيدان" تدوينته على فيس بوك قائلا "يا رئيس الجمهورية، يعلم الله أنني لا أكرهك (و لا أحبّك) و أنني لا أنتظر منك خيراً ولا شّراً، فما أنا إلا ناصحٌ، يحزنه الكذبُ و يحزّ في نفسه الخليطُ وعدمُ التمييز، لاسيما إن جاء على لسان رئيس مصر".