واشنطن بوست .. انتقادات البابا تواضروس الثاني لمرسي تعكس واقع جديد تنجرف اليه مصر

ترجمة منار طارق



نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه انه وجه البابا انتقادات مباشرة غير مسبوقة للرئيس الاسلامي محمد مرسي يوم الثلاثاء بعد هجوم الغوغاء على الكنيسة الكاتدرائية ، وقال انه فشل في حماية المبنى وحذر من أن البلاد آخذ في الانهيار.

توضح تصريحات البابا تواضروس الثاني والهجوم علي الكاتدرائية نفسها واقع جديد في مصر، حيث تنجر المؤسسات التي طالما كانت فوق الخلافات الى الاستقطاب الشديد في البلاد والعنف السياسي.
أصبحت مصر مقسمة بشكل متزايد بين معسكرين، الرئيس محمد مرسي وحلفائه الاسلاميين من جهة والمعارضة المعتدلة التي تتكون من المسيحيين والمسلمين والليبراليين من جهة أخرى. و هو انقسام أساسا حول مستقبل البلاد السياسي بعد عقود من الدكتاتورية. ويتهم المعارضين مرسي والإخوان المسلمين بالسعي لاحتكار السلطة، في حين يقول حلفاء مرسي ان المعارضة تحاول زعزعة استقرار البلاد لعرقلة القيادة المنتخبة.

تقليديا، تم النظر الي عدد من رموز الدولة انها بعيدة سياسيا - الركائز القومية الحيوية لاستقرار الدولة وذلك يعطي اهمية لانتقادها أو اغراقها في المنازعات. ولكن واحدا تلو الآخر، تم غمسها في الانقسامات في البلاد، سواء تحت ضغط لاتخاذ اي من الجانبين أو تراجع صريح في الجدل.

تم استدراج الجيش في السياسة في وقت مبكر عندما تولى السلطة بعد الاطاحة بالرئيس المستبد حسني مبارك فبراير 2011 وحكم البلاد لمدة 17 شهرا تقريبا. أصبحت المحاكم مركز الجدل العام الماضي، مع مواجهات متكررة بين إدارة مرسي وأعضاء السلطة القضائية.

الآن، هناك اضطراب ليس فقط الكنيسة القبطية، ولكن أيضا أبرز إسلامية مؤسسة في البلاد، الأزهر. وكانت تصريحات البابا تواضروس الثلاثاء في مقابلة عبر الهاتف مع شبكة ONTV اول انتقاد مباشر من جانبه لمرسي منذ اعتلائه العرش في نوفمبر كزعيم روحي للمسيحيين الاقباط الأرثوذكسية في مصر. ويشكل المسيحيون نحو 10 في المائة من عددهم 90 مليون مصري.

وقال البابا تواضروس ان مرسي قد وعده في اتصال هاتفي أن يفعل كل شيء لحماية كاتدرائية القديس مرقس. و اضاف "لكن في الواقع لم يفعل". وقال ردا على سؤال للتوضيح،: إنه "يأتي في إطار فئة الإهمال وسوء تقييم الأحداث." لم يوضح ما اذا كان يتهم مرسي نفسه بالتقصير أو ما اذا كان يخاطب حكومة الرئيس.