بينما أبدى رئيس الوزراء اللبناني (المستقيل) نجيب ميقاتي استعداده لتولى رئاسة الحكومة المقبلة حال توفر ما أسماه ب "بعض المقومات"، أظهرت تصريحات لقياديين في تحالف 8 آذار (صاحب الأكثرية النيابية) وتحالف 14 آذار (المعارضة) أن ميقاتي خارج حسابات الطرفين.
وفي تصريحات صحفية له اليوم، قال ميقاتي الذي يترأس حاليا حكومة تصريف أعمال لحين تشكيل حكومة جديدة: "إذا قلت إنني لا أريد ان أستمر في السلطة أكون كاذباً"، لافتاً إلى أنه "تعلم من تجربته السابقة أنه لا يمكن العودة إلا في ظل توافر مجموعة من المقومات، وليس شروطاً"، مضيفاً ان "شرطه الاساسي فهو تحقيق الاجماع وهذا أمر ضروري لإتمام العملية الانقاذية التي تحتاج إليها البلاد اليوم".
وبشأن إمكانية عودة ميقاتي على رأس حكومة جديدة، اعتبر كامل الرفاعي النائب عن كتلة حزب الله النيابية أن "أسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ضعيفة لدى حزب الله والتيار الوطني الحر (اللذين يقودان تحالف 8 آذار) للعودة لرئاسة أي حكومة جديدة.
وفي اتصال هاتفي مع مراسلة وكالة الأناضول للأنباء، لفت الرفاعي إلى أنه "لدى قوى 8 آذار خيارات أخرى" (غير ميقاتي).
ولم يحدد القيادي بحزب الله ماهية هذه الخيارات، لكنه قال إن اسم مرشح تحالف 8 آذار للحكومة المرتقبة "يحدده شكل الحكومة ومهماتها".
ودعا إلى عقد جلسة حوار وطني تضم كل الفرقاء السياسيين، وتحدد شكل الحكومة الأنسب للمرحلة المقبلة، وما إذا كانت حكومة كفاءات أم حكومة وحدة وطنية.
من جانبه، رأى مصطفى علوش القيادي في تيار المستقبل - الذي يقود تحالف 14 آذار - أن ميقاتي "لا يستأهل (يستحق) أن تكلفه قوى 14 آذار بتشكيل حكومة جديدة خاصة بعد الخطأ المميت الذي اقترفه من خلال السماح لحزب الله بالسيطرة على البلد طوال السنتين الماضيتين"، على حد قوله.
وفي اتصال هاتفي مع مراسلة الأناضول، قال علوش: "ما تطرحه قوى 14 آذار اليوم إما حكومة حيادية تدير الانتخابات النيابية أو حكومة وحدة تكون عناوينها هي العناوين التي ترفعها قوى 14 آذار، مع العلم أن خلاف ذلك مغامرة".
وأعرب عن عدم تفاؤله بتشكيل حكومة جديدة في القريب العاجل، وقال: "حزب الله حين قبل باستقالة الحكومة أيّد ضمنا تأزيم الأمور لنصل بعدها الى حل أو سعى لدخول مرحلة من الفوضى ليخوض بذلك معركة حماية النظام (نظام بشار الأسد) حتى النهاية".
وأضاف: "نأمل أن يكون ما يخطط له حزب الله غير ذلك".
وكان ميقاتي سلم استقالته الخطية إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان السبت الماضي.
وأوضح في تصريحات صحفية أن ما دفعه لذلك هو العراقيل التي تحول دون إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر يونيو/ حزيران المقبل، ومنها عدم إقرار قانون الانتخابات حتى الآن، وعرقلة تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات، وفراغ الأجهزة الأمنية.
كما كشفت مصادر بالحكومة عن سبب آخر وهو خلاف وقع خلال جلسة مجلس الوزراء الجمعة الماضية؛ حيث كان ميقاتي يطالب بالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي بلغ سن التقاعد، لكن وزراء قوى 8 آذار رفضوا ذلك.