على الرغم من مرور أكثر من خمسين عاما على خروج أول طرازاتها من خطوط الإنتاج، لا يزال بإمكانك مشاهدة تلك السيارة الصغيرة ذات الهيكل البلاستيكي التي أصبحت رمز إعادة توحيد شطري البلاد، وهي تسير في شوارع ألمانيا. و لذللك يشن عشاق السيارة"ترابانت" حملة الآن، من أجل إقامة متحف بالعاصمة الألمانية، تمجيدا للسيارة التي صارت ترمز لسقوط جدار برلين. وقد اختفت إلى حد كبير السيارة ترابانت، التي كانت تنفث وراءها سحابة من الدخان، من شوارع برلين، غير أنه يمكن لأي شخص الانضمام إلى جولات بالمدينة في قافلة من هذه السيارات الطريفة الجذابة بهيكلها المصنوع من البلاستيك، وعلى الرغم من أنه لم يتم حتى الآن، العثور على موقع مناسب لإقامة المتحف المقترح، إلا أنه يرى أن المتحف المقترح سيكون جاذبا للأطفال والشباب.لقد أثبتت «ترابانت»، أو كما يطلق عليها اختصارا «ترابي» والتي تعني «القمر» باللغة الألمانية، أنها أكثر تحملا من رفيقتها الأغلى ثمنا، «فارتبورغ» التي لم يتبقَّ منها سوى 7500 نسخة، قادرة على العمل. وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن مصنع «في اي بي زاكسنرينغ» في تسفيكاو أنتج نحو 3.7 مليون نسخة من السيارة «ترابي» خلال الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) 1957 وحتى 1991، أي بعد انهيار حائط برلين بعامين. وعندما انهار الحائط عمد كثير من أبناء ألمانياالشرقية للتجول في شوارع ألمانياالغربية بسياراتهم التي كانت تعد رمز الشيوعية في الجانب الشرقي.
أحد عيوب «ترابي» المعروفة كانت تلك السحابة الدخانية الزرقاء التي كان ينتجها محركها الرخيص ذو الشوطين - محرك احتراق داخلي يعمل بشوطين اثنين بدلا مما هو معتاد من محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بأربعة أشواط - إضافة إلى هيكلها الخارجي الضعيف المصنوع من الراتينغ، وهو نوع من البلاستيك المقوى، غير أن أوجه القصور تلك لم تمنعها من أن تحقق شهرة مطبقة.
نسخ كثيرة من «ترابانت» لا تزال معروضة في المتاحف حول العالم، ويستطيع السياح في برلين ودريسدن الانطلاق في جولات سياحية وهم يركبون نماذج تم تجديدها من «ترابي» يطلق عليها
كانت شركة «هيربا» لتصميم موديلات السيارات قد كشفت النقاب عن نموذج مصغر ل«ترابانت» التي أعيد تصميمها في معرض فرانكفورت الدولي عام 2007 كتصميم محتمل«ترابي سفاري» «ترابانت» ولكن كسيارة كهربائية يطلق عليها إسم «ترابانت إن تي»، على أن تبدأ بالإنتاج التجاري في عام 2012