ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن رحلة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى إسرائيل والأردن هذا الأسبوع لا تتعلق بإسرائيل أو الأردن أو حتى بإيران كما يؤكد البعض أو الانتفاضات العربية، بل أنها ستكون رحلة بشأن الولاياتالمتحدة والدور الذى تراه لنفسها فى الشرق الأوسط وقالت الصحيفة فى سياق تقرير بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى إن حلفاء الولاياتالمتحدة يريدون المزيد من القيادة الأمريكية فى المنطقة ووضوح أكبر فيما يخص السياسة الأمريكية بشأن القضايا الحيوية فى منطقة مثيرة للمشاكل بشكل متزايد.
وأشارت الصحيفة إلى أن رسالة هؤلاء الحلفاء لواشنطن تعكس مفارقة مزعجة وتتمثل فى أن رئيسا كان شعاره السياسى "الانخراط" فى عام 2008 - إذا لم يغير أوباما مسار ولايته الثانية - سيترك إرثا من عدم الانخراط أوالتدخل فى الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما تولى قبل أربعة أعوام وكان لديه استراتيجية شرق أوسط أكدت الانسحاب من العراق وحل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى من خلال التعامل بصرامة مع إسرائيل وتحسين صورة الولاياتالمتحدة فى المجتمعات الإسلامية والتحدث إلى الأنظمة المعادية.
ونوهت الصحيفة إلى أن هذه الاستراتيجية فشلت لأنها اعتمدت على السياسة الأمريكية وليس على حقائق الشرق الأوسط وانقلبت رأسا على عقب عندما اصطدمت بعناد النظامين الإيرانى والسورى والطبيعة الصعبة للنزاع الإسرائيلى الفلسطينى والاستياء الاجتماعى والاقتصادى المتأصل الذى اندلع مع الانتفاضات العربية فى عام 2011.
واعتبرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية لم ترد على انهيار نهجها الأولى باستراتيجية أكثر واقعية بل أنها بدت تتحول إلى التفاعل مما نتج عنه مزيج من السياسات المرتبكة والمتناقضة التى حاول حلفاء الولاياتالمتحدة جاهدين فهمها."
وقالت الصحيفة إن الأمريكيين يفهمون بالفطرة أن الخلل الوظيفى فى الحكومة لا يتطلب شرحا، ومع ذلك فإنه فى شرق أوسط متأصلة به فكرة المؤامرة تميل محاولات فهم العلاقة بين تجارب السياسة الخارجية الأمريكية إلى أن يكون لها تفسير مزعج ألا وهو أنه بالانسحاب من العراق وتقليل عدد القوات فى أفغانستان تدريجيا ومواجهة أزمة ميزانية واستراتيجية خاصة فى التعامل مع آسيا تبدو الولاياتالمتحدة تفتقد إلى الاهتمام بالحفاظ على التزام بالشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أنه ببداية ولايته الجديدة توجد لدى أوباما فرصة لبداية جديدة.
ورأت الصحيفة أن فريق أوباما لم يكن مخطئا فى عام 2008 عندما وجد حاجة لتغييرات فى الأسلوب الأمريكى تجاه الشرق الأوسط، لكن يتعين على المسئولين بإدارته النظر إلى أداء ولايته الأولى بنفس العين المهتمة وإجراء تصحيحات لازمة.