تستعد ولاية صفاقس خلال الأيام القليلة القادمة لاحتضان فعاليات الافتتاح الوطني لتظاهرة ربيع الكتاب التونسي التي تنظمها وزارة الثقافة في دورتها الأولى من 20 إلى 27 مارس 2013 والتي تمتد هذا العام على كامل الإقليم الرابع أي ولايات صفاقسوقفصةوسيدي بوزيدوالقصرين، اعترافا بأهمية الكتاب التونسي وتكريما للمبدعين والمؤلفين الذين ما فتئوا يثرون الساحة الثقافية بإبداعاتهم وإنتاجاتهم الفكرية. ويعود التفكير في مثل هذه التظاهرات إلى السعي نحو إيجاد أرضية تواصل ثقافية ومعنوية بين الأقاليم والجهات بعيدا عن التقسيم الترابي الذّي يباعد فيما بينها جغرافيا لتتوزع طيلة الأيام المبرمجة على عديد الفقرات والتظاهرات أبرزها الاحتفاء بالمؤلفين ومعرض صفاقس لكتاب الطفل ومشروع مصالحة القارئ مع الكتاب وتهيئة أنجع السبل لتوطيد العلاقة بين الكتاب وقارئه .
وسيكون الموعد في إطار تظاهرة ربيع الكتاب التونسي مع عودة الحفل السنوي للاحتفاء بالمؤلفين الذي احتجب إبان الثورة لسنتين ليطلّ هذا العام جامعا الكتب الصادرة بعد 14 جانفي 2011 في شكل احتفائي استقر في الأخير على ثمان وستين كتابا لخمسين كاتبا دون اعتبار الكتب التي سيقع الاحتفاء بها والراجعة بالنظر إلى ولايات سيدي بوزيدوقفصةوالقصرين بعد أن كانت حكرا على مؤلفي صفاقس منذ سنة 1990 .
كما ينتظم معرض صفاقس لكتاب الطفل في دورته العشرين من 20 إلى 30 مارس 2013 بمشاركة 13 دولة لتشمل الدورة تقريبا كل الجوانب الفكرية والتثقيفية والترفيهية المتعلقة بالطفل وعالمه من ذلك تخصيص ندوة دولية حول " كتاب الطفل خصوصياته وضوابطه " في إطار المعرض يومي 22 و23 مارس 2013 بمبادرة من جمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل والمندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس ليكون ذلك مواصلة لما كان في الدورة الماضية حين وقع إقامة ندوتين فكريتين: الأولى خاصة بالمرأة "صورة المرأة في المنتوج الثقافي الموجه للطفل"والثانية خاصة بالطفل "حقوق الطفل الثقافية".
كما سيقع هذا العام وخلال فعاليات الدورة إسناد جائزة الإبداع الوطني في الكتابة الموجّهة للطفل وهي جائزة يقع إسنادها سنويا للكتّاب الذين أثروا المكتبة الموجّهة للطفل بإبداعات مميّزة بعد إجراء تصفيات مكثّفة لفترة تناهز السنة، ليتزامن ذلك تقريبا مع حفل اختتام توزيع جوائز الدورة الرابعة لمسابقة الإملاء يوم 25 مارس 2013. كما سيتم كذلك تقديم كتاب "أسوار ودموع زعتر" للكاتب الإيطالي " جان لوكا سوليرا " المترجم للعربية، بحضور المؤلف بالتعاون مع دار محمد علي للنشر وذلك يوم 26 مارس 2013. كما سيكون الكتاب التونسي حاضرا بقوة في هذه الدورة من خلال جناح خاص تحت إشراف اتحاد الناشرين التونسيين وبمشاركة 30 ناشرا بتقديم ما يناهز 4000 عنوان . كما سعت المندوبية الجهوية بالتعاون مع معرض صفاقس لكتاب الطفل في إطار تظاهرة مسافر زاده الكتاب إلى تنظيم رحلات من معتمديات الولاية وولايات الإقليم (قفصة، سيدي بوزيد، القصرين) في اتجاه معرض صفاقس لكتاب الطفل لتقام أثناءها جملة من الأنشطة تعرّف بالكتاب التونسي من خلال القراءات الفردية والمسابقات الفكرية والمراوحات الشعرية.
وفي سياق متّصل، تنظم المكتبات المتجولة بكل من صفاقس وقرقنة تظاهرة المطالعة في الوسط الريفي بمعتمديات الغريبة واللوزة والصخيرة ومنزل شاكر وقرقنة. وتشمل هذه التظاهرة المناطق النائية داخل هذه المعتمديات مرفقة بعروض قصص مجسّمة مسرحية وسينمائية وحكواتية، كما تمّ الإعداد المسبق لذلك حسب خصوصيات الجهات المزمع التوجه إليها، حيث سيقع استغلال المساحات الطبيعية المفتوحة بتجهيزها بالحدّ الأدنى من الوسائل كالكراسي والمفروشات ليكون الأمر بمثابة مكتبة مفتوحة على الطبيعة سواء تعلّق الأمر بالبحر أو بالزياتين، هذا إضافة إلى تدشين نواتات مكتبات بكل من معهد اللوزة وإعدادية المنارة بسيدي منصور وإعدادية بئر صالح.
إضافة إلى ذلك، تمّ الاتفاق مع النيابة الخصوصية لبلدية صفاقس على تحويل فضاء حديقة الأم والطفل الموجود بقلب المدينة أمام نزل الزيتونة إلى حديقة مخصّصة لكتاب العائلة، بتهيئة الفضاء من طرف البلدية وتجهيزه بمجموعة من الكراسي والطاولات الثابتة مع تركيز مكان لحفظ الكتب، على أن تؤثث المندوبية الجهوية للثقافة وهياكل المجتمع المدني نواة المكتبة بكتب ومراجع مع السهر على إحياء هذا الفضاء دوريا بالعروض الموسيقية والمسرحية.