· مهزلة فى بريد بنى سويف .. أصحاب المعاشات ينامون فى الشوارع للحصول على مستحقاتهم · المكاتب ترفض عمل "بطاقات الصرف الإلكترونى" والموظفين يهددوا بتحويل الرواتب الى الأمانات · الاهالى : إما أن يحترم المسئولين آدميتنا أو يحكموا بالاعدام علينا مسئول البريد : عندنا تعليمات من رئيس الهيئة "منتكلمش" مع الصحفيين
رصدت "الفجر" المعاناة التى يعيشها كبار السن من النساء والرجال أصحاب معاشات الورثة والضمان الاجتماعى والتأمينات ، حيث أصبحوا فى حالة يرثى لها أمام ويلات العذاب فى مكتب بريد حى "مقبل" بمدينة بني سويف ، حيث يضطر 4 آلاف مسن ومسنة الانتظار طيلة 4 أيام كل شهر من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الثالثة عصرا يوميا ليأتى دوره فى الحصول على حقه ويتعامل موظفى هذا الفرع مع هؤلاء الفقراء والمسنين معاملة الشحاذين ولا يرحموا لهم كبر عظامهم ووقار سنهم وحرموهم معها من الحصول على البطاقات الالكترونية " الفيزا كارت " ليتمكنوا عبر أبنائهم من الحصول على المعاشات بسهولة ويسر .
تقابل "الفجر" مع بعض هؤلاء المنكوبين بعلة المعاش للوقوف على معاناتهم وعرضها على المسئولين لعل ارجلهم تتحرك من أسفل مكاتبهم لتقديم حلول عاجلة .
فى البداية تحدثت الينا فاطمة فتحى سيدة مسنة زوجها متوفى ودموعها تملأ كفيها قائلة : احنا عملنا ايه يا " ولدى " عشان يبهدلونا كدا انا جالسة على الرصيف هنا منذ يومين بعد صلاة الفجر وحتى أذان العصر ولم يأت دورى للحصول على المعاش وإن حاولنا تلاشى الزحام والحصول على الراتب فى وقت يكون البريد فيه غير مزدحم ولكن الموظفين يهددونا بتحويل الرواتب الى الأمانات .
وتجاذبت أطراف الحديث أم محمد قاسم يوسف " أرملة " قائلة : نأتى من بلاد ارياف وقرى بعيدة كل يوم ونتكبد العناء والمشقة والكثير من الحاضرين يغشون عليهم لظروفهم الصحية الصعبة ومعاناة العديد منا من أمراض الشيخوخة التى لا ترحم ومساحة مكتب البريد ضيقة لا تتعدى الثلاثون متر مربع ونضطر للإنتظار فى وسط الشارع وعلى الارصفة ولا نسمع أسمائنا حين يقوم الموظف بالنداء علينا ويقول لنا بعدها وضعت هوياتكم الشخصية فى آخر القائمة وعليكم بالانتظار مرة أخرى ليحين دوركم
وأضافت : تعرضت عدة سيدات مسنات للدهس من السيارات المسرعة بسبب الانتظار فى الشارع ونقلتهم سيارات الاسعاف للمستشفى ونناشد المسئولين بأن يحترموا آدميتنا فى الحصول على المعاش أو يحكموا علينا بالاعدام بدلا من الموت البطىء الذى نعيش فيه كل شهر .
وتضيف شيماء حسين " كلية التجارة " وهى تحمل والدتها وتساعدها على الخوض وسط الزحام للحصول على معاشها : الطاقة الاستيعابية للمكان لا تصلح الا لعشرة أفراد فكيف تصرف معاشات 4 آلاف مواطن والحظ هنا للشباب التى تمتلك توكيلات للحصول على معاشات ذويهم فيقوموا بدفع كبار السن يمينا ويسارا ولا ينال الجميع هنا غير قلة " القيمة " وطالبنا مدير الفرع عدة مرات بعمل " فيزا كارت " لنا وأستهزء بطلباتنا وقال اللى لا يعجبه يروح يشتكى فى رئاسة الهيئة بالقاهرة .
ومن جانبه رفض مدير الفرع التحدث لمراسل "الفجر" وقال له عندنا تعليمات من رئيس الهيئة " منتكلمش" مع الصحفيين وأتفضل من مكتبى "عشان مخدش جزاء" .