يعيش كبار السن وأصحاب المعاشات ببني سويف مأساة حقيقية بعد أن قرر بنك ناصر أن يغتال آدميتهم ويهين وقار أعمارهم مع مطلع كل شهر بعد أن لجأ الآلاف منهم لعمل سلفة أو قرض ليقاوم به ضغوط المعيشة الصعبة وأضطر لتحويل راتبه إلي هذا البنك والذي يقوم بدوره بعدها في مذلة وشقاء هؤلاء المسنين حيث لا يوجد للبنك بالمحافظة سوي فرع واحد لخدمة المدينة بأكملها ومراكزها السبعة بطول100 كم من شمال المحافظة لجنوبها. قال فتحي سليمان معاش بالقطاع العام جميع أصحاب المعاشات من الذين حصلوا علي سلف من جهات عملهم سواء لتجهيز عرس ابنته أو للعلاج والدواء يقوم بتحويل راتبه إلي بنك ناصر الاجتماعي الذي تخلي عن الصفة الاخيرة له. والغريب في الأمر ان البنك يرفض عمل فيزا للصرف الالكتروني للمعاشات أو حتي فتح فروع صغيرة بأي مركز من مراكز المحافظة لذا تصل الطوابير مع بدايات كل شهر إلي ما لا نهاية ويسقط منا المريض والمسن والاسعاف دائما ما تكون موجودة بعد علمها بالامر المتكرر. أضاف اسماعيل عبدالوهاب معاش مخابز البنك بالمحافظة عبارة عن شقة صغيرة لا تتعدي مساحتها ال100 متر وليس بها مكيفات للهواء اسوة بالبنوك الأخري أو حتي مراوح ويجلس الجميع في الأرض وخارج البنك في الشمس الحارقة ونحن مسنون ولا نستطيع أن نتحمل ذلك وهل يعقل بعد أن قمنا بخدمة مصر علي مدار سنوات عديدة يكون مصيرنا هذه المذلة والشقاء حتي في أيام الصيام لمجرد سلفة قمنا باقتراضها لنسد حاجات الحياة التي أصبحت أضخم من الجميع. وفجر ابراهيم شفيق معاش تربية وتعليم مفاجأه عندما قال لنا ان الامر لا يتوقف علي الطوابير ولا الانتظار لساعات تحت الشمس الحارقة لعدة أيام فقد لا يأتي دورك الا بعد أسبوع من الانتظار ولكن المصيبة التي نعاني منها هي تحجج الموظفين الدائم بانقطاع نظام الكمبيوتر بالبنك ونسافر إلي مراكزنا ونأتي كل يوم حتي سئمنا الحياة ونطالب المسئولين أن ينظروا الينا كأجدادهم وآبائهم وبأن يوفروا لنا الصرف الآلي أو الصرف الفرعي عن طريق البنوك الفرعية بمراكز المحافظة وبضع كراسي نريج عليها عظام البدن الذي خارت قواه. واشتكت زينب رمضان أبوبكر موظفة باحد البنوك من سوء معاملة الموظفين لها وعدم وجود أمن بشكل نهائي لتنظيم دخول وخروج اصحاب المعاشات وليمنعوا التدافع الذي يتسبب في اختناق العديد من كبار السن كما يعاني الجميع من أن احدا لا يسمع اسمه عندما يقوم بتسليم بطاقته لينتظر دوره في الصرف حيث لا يوجد بالبنك أي نوع من أنواع مكبرات الصوت أو حتي الأرقام الالكترونية فالبنك أشبه بمقبرة الأحياء. وأكدت وداد محمد رمضان معاش وحرم مدير البنك السابق أن غياب الأمن داخل البنك يساعد علي سرقة مئات المسنين من اللصوص والنشالين وسط الزحام وأن البنك أصبح مكانا لا يصلح للعمل ولا للمعيشة فالشروخ ملئت الحوائط والرطوبة أتت علي المكان بأكمله وناشدت المسئولين أن يوفروا للمحافظة ومراكزها بنكا بأفرع آدمية للموظفين والأهالي. من جانبه أكد أحمد حردان مدير البنك انه مسخر العديد من الموظفين لخدمة الآلاف من المسنين ليقوموا بالمناداة عليهم ومساعدتهم في الوصول لشباك الصرف ولكن بالفعل طالب حردان الإدارة بالقاهرة بان توفر لهم عمال خدمات وأمن خاص للبنك وأكد أن هذا الزحام والتدافع يرجع إلي ان البنك ليس لديه سوي فرع واحد علي مستوي المحافظة وجميع الاهالي من أصحاب المعاشات يرغبون في الحصول علي الراتب في أول يوم للصرف ولا يريد احد منهم الانتظار ليوم أو يومين حتي يقل الزحام.