في حلقة خاصة جدا من برنامج "جملة مفيدة" الذي تقدّمه الإعلامية منى الشاذلي على "MBC مصر" أستضاف البرنامج الإعلامي ومقدم البرامج الشهير وائل الإبراشي الذي قدم شهادته عن هذه الفترة السياسية وطرح وجهة نظره في الأحداث المختلفة. ويعد وائل الإبراشي من أكثر الصحفيين الذين قدم فيه بلاغات، وهو ينحاز لفكرة التحقيق الصحفي التي بدأها في جريدة "روز اليوسف وهو يحادث مشاهديه وقراءه، بقدر كبير من الصراحة، التي لا تخلو من المشاغبة.
وكشف الإبراشي أسرار بداياته الصحفية، وكيف عاني حتى حصل على فرصة في العمل بإحدى الصحف وقال: "كان خريج التجارة يحلم بعقد عمل في دول الخليج، أو أن يقف في طوابير الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة، ووقفت فيها باليومين والثلاثة، ولكن دون جدوى".
ويضيف: "كنت في كلية التجارة أطمح للعمل الصحفي، ولكن كانت كل الأبواب مغلقة، لقلة الصحف بشكل كبير. كانت هناك صحيفة أو اثنتين، والصحف الحزبية محكومة بالتوجه الأيديولوجي، أنا لست يساريا فلا يصح أن أمارس المهنة في صحيفة حزب التجمع مثلا، وفي نفس الوقت كانت طوابير الهجرة مزدحمة للغاية".
وتابع: "أكملت أوراقي مثل أي شخص، وفي نفس الوقت كنت أتابع إعلانات الوظائف في الخليج، وكنت دائما أتقدم فيها للعمل كمحاسب هناك، ولكن في النهاية، رأيت أن عملي كمحاسب في إحدى المنشآت هو الموت بعينه، كما تم رفض طلب هجرتي للخارج، هنا اتصلت بالأستاذ أنيس منصور، وطلبت منه الوساطة كي أدخل مجال الصحافة، ولكنه رفض الوساطة أيضا لمبدأ يؤمن به، ولكن لم أستسلم وعملت في النهاية بهذا المجال، حتى وصلت لما أنا فيه الآن".
وأكد الإعلامي المصري وائل الإبراشي أنه يهوى الدخول إلى المناطق الشائكة، معتبرا أن كشف حقيقة بعض القضايا تندرج تحت حق الناس في المعرفة، وهذا ما يفسر تناوله قضايا يتهم على إثرها بإشعال الفتنة. وقال وائل الإبراشي –أثناء استضافته في برنامج "جملة مفيدة"-: "يستهويني هذا النوع من القضايا، لا أفتعل ولا أختلق، ولا أصنع من النملة فيلا، المهم أن نستوعب صغر النملة، وضخامة الفيل، وفي نفس الوقت لا نستهين بصغر النملة، حتى لا نفاجأ في يوم من الأيام أنها أصبحت ديناصور".
وأضاف: "أرى أن هذه القضايا مهمة للغاية، خاصة الفتاوى التي ينتمي صاحبها إلى تيار له وزن على الساحة، لو صاحب هذه الفتوى ينتمي إلى نفسه فقط، لن أتناولها".
وأعطى الإبراشي مثالا لذلك على فتوى هدم الأهرامات التي أصدرها الشيخ مرجان الجوهري، القيادي بالحركة السلفية الجهادية، وفتوى عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الجماعة السلفية التي قال طالب فيها بتغطية التماثيل بالشمع.
وقال الإعلامي المصري معلقا: "هذه هي نوعية القضايا التي أناقشها، وأنا من البداية حددت موقفي، أرى الصحافة والمجتمع أشبه بجبل الثلج، فيه جزء ظاهر فوق سطح الماء، هذا هو أسهل الموضوعات الصحفية، مثل ارتفاع الأسعار أو البطالة، أو أي أزمات سياسية أو اقتصادية، هذه موضوعات سهلة وبسيطة، وهناك الجزء المخفي في جبل الثلج هذا هو الأهم، مهمتي هي الغوص في الأعماق بحثا عن حقيقة هذه القضايا".
وأضاف: "أنا أول من ناقش قضية البهائيين على الشاشة، هذا جزء من حق المشاهد في المعرفة، والإخفاء والتعتيم في هذه القضايا هو الذي يؤدي إلى إشعال الفتنة، وقال هم يريدوني أن أغني يحيا الهلال مع الصليب؟.. لن أفعل ذلك لأني أرى أن مناقشة هذه القضايا أفضل من التعتيم عليها".
وأشار الإبراشي إلي إنه لم يكن ينوي عرض المشهد الذي وضع فيه الشيخ أبو إسلام الحذاء على طاولة الحوار أثناء مناظرته مع الناشط السياسي أحمد دومة، ولكن شخصيات عديدة نصحته بعرضه خاصة بعد أن تم إشاعة أن أبو إسلام قام بالاعتداء عليه وعلى ضيوفه.
وقص الإبراشي –أثناء استضافته في برنامج "جملة مفيدة"- كواليس المشهد بقوله: "ونحن نسجل حلقة البرنامج هو وضع حذاءه على المنضدة، حينما قال له أحمد دومة إن أي بنت في المظاهرات أشرف ممن يهاجمونها، ومن يتهمونها بهذه الاتهامات البشعة، لا يمكن أن نتهم المتظاهرات بأنهن عاريات، وأنهن ينزلن لكي يغتصبن، وبالتالي تضايق أبو إسلام من هذا الكلام، ورأى أن التعبير المناسب أنه يضع الحذاء.. وهذا ما يتنافى مع أسلوب الحوار".
وأضاف: "وضع الحذاء على طاولة الحوار، بلا تعليق، طلبت منه بعدها أن يخرج من الاستوديو بعد أن انفعل الحضور، وأجلسته في غرفة بعيدة، وذهبت إلى غرفة المونتاج وصممت على حذف هذا المشهد، وبالفعل حذفته بنفسي، لأني رأيت هذا الأمر مهينا للبرنامج والمشاهدين".
وتابع: "لا يمكن أن يجلس أبو إسلام على طاولة الحوار بعدما فعله، من يستخدم حذاءه في حوار، هو غير قادر على استخدام الحجة".
ولكن بعد عرض حلقة المناظرة التي حصل فيها هذا الشد والجذب، فوجئ الإبراشي ببعض الخطباء يقولون إن أبو إسلام اعتدى عليه وعلى الضيوف بالحذاء، لذلك كلم الإبراشي شخصيات عديدة ومنهم الفنان عادل إمام وطالبوه بأن يعرض المشهد كي يعرف الجمهور حقيقة ما حدث.
يقول الإبراشي: "شخصيات كثيرة طلبوا مني أعيد عرض المشهد، واعتبروه مهينا لأبي إسلام وليس لي، ويكشف حقيقته. الإسلام الذي نعرفه جميعا هذبنا، ولكن هو لم يجد شيء يهذبه، المشهد يعكس الواقع، مشهد الحذاء يختزل الكثير مما نعيش فيه الآن".
ورفض وائل الإبراشي اتهامه بأنه دائم الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين بلا مبرر، مشيرا إلى أنه دافع عنهم أيام نظام مبارك، وأنه يتعرض لحملة تشويه لم يتعرض لها حتى من النظام السابق.
الإبراشي كشف –أثناء استضافته في برنامج "جملة مفيدة" مع الإعلامية منى الشاذلي- أنه استضاف أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين قبل الانتخابات الرئاسية، وبعد الحوار طلبوا منه عدم عرضه لأن فيه تصريحات تقلل من شعبيته.
وقال الإعلامي البارز: "لست معارضا للإخوان على طول الخط، فأنا أكثر الذين أجروا حوارات مع محمد مرسي قبل أن يصبح رئيسا، منهم حوارين أجريتهم بناء على طلبه، واحد يخص أحداث العباسية، وآخر كان يرد فيه على من قال إنه أجرى عملية جراحية في المخ".
وأضاف: "أجريت أيضا حوارا مع المرشد العام السابق للجماعة، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يتهمني أني في المطلق ضد الجماعة بالعكس، أنا كنت أرد على الاتهامات الموجهة لهم، ودافعت عن عرض شبابهم العسكري أمام جامعة الأزهر في أحد مقالاتي حينما كنت رئيس لتحرير صوت الأمة".
وعن الحوار الذي أجراه قبل انتخابات الرئاسة قال: "أجريت حوارا مع أحد قيادات الإخوان، ولكنهم رأوا أن بعض الجمل قد تعرضهم للانتكاسة، لذلك طلبوا مني ألا اعرض الحوار، ولم أذيعه، كان الحوار يتكلم عن بعض الصفقات التي أجروها مع النظام السابق، وأعترف أني بذلك ارتكبت خطأ مهني".
وأضاف: "والله العظيم نحن في زمن الفرز، يا من كنتم ضد الاستبداد في عهد مبارك، إذا لم تكن ضد الاستبداد الآن، فأنت لم تكن صادقا من البداية، من يؤيدك في الاستئثار بالسلطة هو من يؤذيك".