لو كنت أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.. ماذا يجب أن أفعل؟! أبداً عندما أكون ضيفاً فى قناة فضائية أو على مداخلة بالتليفون، لن أبدأ حديثى بتلك العبارة التقليدية الممجوجة وأقول: «على فكرة.. أنا مش إخوان»!
لو كنت من الإخوان لكان أول شىء أفعله أن أذهب إلى طبيب عيون ليعالج عينى.. ويحدد ما فيها من قصور وقلة نظر، ويكتشف لماذا لا أرى كل هذه المظاهرات وكل هذا الغضب ويكف عمى بصرى واختفت بصيرتي!
لو كنت من الإخوان لحجزت موعداً مع طبيب أنف وأذن وحنجرة، ليعرف أى مرض أصيبت به أذناى، جعلنى لا أسمع كل هذه الانتقادات من الناس للإخوان، وهتاف الشباب المصرى يدوى فى كل أنحاء مصر!
لو كنت من الإخوان المسلمين لتوسلت إلى الدكتور العالمى مجدى يعقوب أن يفتح قلبى ويعرف أين اختفى الحب وأين ذهبت الرحمة وكيف تبخرت إنسانيتى، وفقدت التواصل مع غيرى، ولم أعد أشعر سوى بنفسى ومصالحى ومعتقداتى، وغير ذلك فهو غير موجود!
لو كنت من الإخوان المسلمين لذهبت إلى الطبيب النفسى الشهير د. أحمد عكاشة ورقدت على الكنبة فى عيادته، وطلبت منه أن يحلل شخصيتى ويفك عقدتى، وينقذنى من إحساسى الدائم بأننى مضطهد وهناك مؤامرات يدبرها لى كل الآخرين!
لو كنت من الإخوان المسلمين لعملت وقفة عاجلة مع إسلامى ومعتقداتى الدينية، وأن أحاول تعلم الإسلام من جديد ليس من كتب ومنشورات الإخوان القدامى، ولكن بين آيات القرآن الكريم وسطور السنة النبوية الخالصة!
لو كنت من الإخوان المسلمين لدرست من جديد حياة المصطفى محمد أشرف وأكرم الخلق وأعدت دراسة سير الخلقاء الراشدين أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلى بن أبى طالب، وتعلمت أن المسلم الحق من سلم الناس من يده ولسانه، ولعرفت أن الكذب ليس من شيم المسلم، وأن الكاذب إلى النار!
لو كنت من الإخوان المسلمين لعرفت أن وظيفة الأخ المسلم، هى فى الدعوة السمحة إلى دين الله ومكارم الأخلاق ورضا الله، وليست وظيفته أن يكون رئيساً ولا وزيراً ولا محافظاً فهى جماعة الدين- المفروض- وليست جماعة الدولة والحكم والسلطان!
ولو كنت من جماعة الإخوان لنظرت إلى بطاقتى الشخصية أو جواز سفرى، وتأكدت أن جنسيتى مصرية وأنه يوجد بلد اسمه مصر، يعيش على أرضه ومنذ سنوات وعقود المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب فى مودة ووفاق، ولعرفت أن ملايين المصريين طوال أجيال شعب فقير مكافح فى حياته يعطى لله ما لله، وأن مشكلته الأولى دائماً البحث عن لقمة العيش الكريمة، والستر لأفراد أسرته المعلق مصيرهم برقبته!
لو كنت من الإخوان المسلمين لاتقيت الله فى نفسى وفى غيرى وفى بلدى.