أعلنت جماعة الاخوان المسلمون أنه فى حال امتنعت أمريكا عن تقديم المعونة السنوية إلى مصر، فإن الجماعة سترفض اتفاقية كامب ديفيد . وكانت الجماعة تهاجم إسرائيل وأمريكا وكامب ديفيد، قبل أن تحصل على الأغلبية البرلمانية، وغيرت رأيها بعد الانتخابات، حيث ترى أنها ستلتزم بأى اتفاقية وقعتها مصر، حتى إذا كانت كامب ديفيد، الى ان فجرت هذه المفاجئة . ويرى "عمرو دراج" الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بالجيزة أن المعونة الأمريكية كانت جزءا من الاتفاقية للحفاظ على استمرار المعاهدة، وفى حال منعت أمريكا هذه المعونة عن مصر، فهذا يعنى أنها لا تشجع المعاهدة المبرمة بين مصر وإسرائيل. واشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ترفض أى معونة تصحبها تهديدات وإملاءات، لكن فى الوقت نفسه فالجماعة حريصة كل الحرص على أن تكون العلاقة بين أمريكا ومصر جيدة، وبالتالى نطالبها بعدم التدخل فى الشأن الداخلى. واضاف أن الإخوان ملتزمون بأى اتفاقيات وقعتها مصر، لكن من حق الشعب المصرى أن يضيف مراجعات جديدة على الاتفاقية. وقال "جمال حشمت" القيادى بجماعة الاخوان المسلمين :" إن المعونة الأمريكية جزء من شروط اتفاقية كامب ديفيد، لذلك فإن حزب الحرية والعدالة يربط بين تقديم المعونة والالتزام باتفاقية السلام، وبالتالى فإن المبلغ الذى تحصل عليه القوات المسلحة بمثابة تعويض عن الخسائر العسكرية التى حصلت فى أثناء حرب أكتوبر، لكنه لا يمكن أن يمثل قيودا على مصر. وكشف عن أن جماعة الإخوان المسلمين تريد أن تتخلص من هذه المعونة وتنفك منها، مضيفا "نحن نريد أن نضع نهاية لتهديدات أمريكا المتكررة بقطع المعونة عن مصر، وموقفنا هو رسالة إلى الأمريكان، مفادها أن الشعب المصرى لن يقبل أن تتعدى أى دولة على كرامته". وشدد على أن جماعة الإخوان لن تلتزم بالاتفاقية إذا تم سحب المعونة عن مصر أو حدث فيها أى خلل، مشيرا إلى أن الجماعة ترفض الاتفاقية منذ إبرامها، وعندما تكون هناك مؤسسة تعبر عن مصر يمكن وقتها أن نرفض الاتفاقية بشكل قاطع، خصوصا أن الشعب المصرى غير ملتزم بها ولا يقبل التطبيع. وقال "وحيد عبد المجيد" وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب :" إن المعونة العسكرية التى تحصل عليها مصر كانت فى إطار الوعد بالسلام، حيث إن المفاوض المصرى فى ذلك الوقت أثار مسألة الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل، وكيف أن هذا الدعم قد يخل بميزان القوى بين الطرفين فى حال وجود السلام، فتم التوصل خلال الاتفاق على معاهدة السلام إلى أن تحصل مصر على معونة مماثلة لتلك التى تحصل عليها إسرائيل، وعليه قامت اتفاقية كامب ديفيد". كما رفض عبد المجيد اعتبار المعونة العسكرية ثمنا للسلام، قائلا "ما دفعناه أكثر بكثير من هذه المعونة، ولا شىء يقابل خسائرنا، أما ما يفعله البعض من الحديث عن إمكانية قطع المعونة الأمريكية، فهى محاولات لاصطناع بطولات زائفة". واشار إلى أن هناك محاولة للتضليل العام والإيحاء للمصريين بأن هناك تغييرا قد حدث فى مصر، وأن مصر أصبحت قادرة على مواجهة أمريكا، وهو ليس صحيحا. قال"عبد المجيد" إن اتفاقية السلام علاقة ثلاثية بين مصر وأمريكا وإسرائيل، وأن أمريكا لديها الكثير من الوسائل والإجراءات القانونية التى يمكنها القيام بها فى الإطار الثنائى بينها ومصر، من دون أن تمس الاتفاقية التى يقوم عليها أمن أطراف أخرى.