من (شباب مدَّلع) و(عيال خايبة) التى قالها كل منا بصورة أو أخرى فى مناسبة أو أخرى إلى أن قلنا (شباب زى الفل)، (الشباب كسفنا وعمل اللى ماقدرناش نعمله)، (ظلمناه وافتكرنا إنه مدَّلع وخايب طلع أحسن مننا)، (ارحلى يادولة العواجيز) والآن.. اسمحولى أن أرصد هذا التناقض الحاد فى كل من الرأيين الأول الذى أهدر حق الشباب وجعله يائساً محبطاً بعدما وصفناه بالخيبة والدلع، وفى ذات الوقت أصبح الرأى الثانى الذى أشاد بالشباب (وطلعه السما)، سبباً فى وصول بعض الشباب -الآن- إلى حد الغرور الذى أخشى عليه من عواقبه، فالشباب الذى كان فى طليعة تحقيق معجزة هذه الثورة العظيمة يمكن أن يقع فى فخ الغرور القاتل فلا شيء أيها الأعزاء الشباب يمكن أن يقتل النجاح قدر الغرور الذى يعمى صاحبه عن رؤية الواقع والحقيقة وليبعده عن القرار السليم والحكم الصائب، فعندما يندفع البعض (دون لياقة) وهذه كلمة مهذبة للتعبير عن بعض صور -(قلة الحياء ولا أقول الأدب)- فى مخاطبة الكبار، أقول إنه عندما يحدث ذلك فلابد أن تدرك أنك تفقد الكثير من دفء الكبير بل رضا المجتمع وتقاليده، وعندما يصرخ البعض قائلاً: (اللى فوق خمسين سنة يقعد ومايفتحش بُقه). وباختصار أريد القول إن هناك خيطا رفيعا بين الثقة بالنفس التى تقوى العزيمة وبين الغرور الذى يقتل صاحبه حتى لو كان رئيساً أو زعيماً، ودققوا معى فى هذه العبارات المغرورة التى حملت قائليها الكثير من الويلات بل أطاحت ببعضهم.. ولنتذكر هذه العبارات: 1- الزعيم جمال عبدالناصر الذى قال: «ابن زين» فى إشارة إلى ملك الأردن الراحل. 2- الرئيس السادات الذى قال: (آهو دلوقت فى السجن سامعني.. زى الكلب) فى إشارة إلى خطيب مسجد القائد إبراهيم الداعية الإسلامى «أحمد المحلاوي» - الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى قال: (خليهم يتسلوا) فى إشارة إلى بعض نشاط المعارضة. تذكروا دون غرور.. فالذكرى تنفع المؤمنين، فمن تواضع لله رفعه. وإلحاقا بهذه الفكرة -وبعيدا عن الغرور القاتل- جلس ثلاثة من النواب المحترمين من «مجلس الثورة» أو (مجلس الشعب) المنتخب انتخابات حرة نزيهة والحائر بين الاسمين (مجلس الثورة) أو (مجلس الشعب) كما هو حالنا هذه الأيام حيرة وتناقض وكلام يتوه بنا كثيراً..، المهم أن هؤلاء الثلاثة المحترمين (أشرف ثابت) وكيل المجلس وعضو حزب النور، و(محمد عبدالعليم) النائب المخضرم و(مصطفى النجار) النائب الشاب من شباب الثورة الجديد، جلسوا إلى الإعلامى المحترم خيرى رمضان وتدارسوا الأحوال وهذا المجلس الوليد الذى أصبحنا نحاسبه وكأنه أمضى أعواماً وأعواماً بل ونستعجله فى حل المشكلات، واستطاع الثلاثة أن ينتزعوا إعجابى ونجح وكيل المجلس السيد (أشرف ثابت) من حزب النور فى التأكيد على دماثة الخلق وصدق المساعى فى تحقيق مطالب الشعب، وما إن أشار إلى ما اسماه الفكر قبل الحركة بدلاً من الحركة قبل الفكر، ومؤداها أن نتعقل ونعمل الفكر قبل أن نزعق ونتحرك، وللحق هذا ماتتطلبه هذه المرحلة الدقيقة والمهمة التى تمر بها بلادنا.. هذه الإشارة أعجبتنى واستراح لها من شاهدها وربما دعونا له ومعه بالتوفيق، وكان خير ختام لهذه الجلسة مع هؤلاء الثلاثة من النواب المحترمين، هذا الشعار الذى أكدوا عليه وهو اعتراضهم على ما يقوم به البعض مدعين البطولة بالهجوم على المجلس العسكرى أو الحكومة أو الداخلية وأعلنوا دون مواربة أن البطولة الحق للبناء وليس للهجوم غير المبرر وما أن انتهت الجلسة حتى قلت فى نفسى:«الحمد لله.. فها هو الشباب.. وها هى البوصلة تقترب من تبيان الطريق