التأمل في قلبك - 1 تأمل في عظمة الرب سبحانه وقوته وجبروته، وأنه الخالق، وأنه الرازق، وأنه المحيي المميت الفعال لما يريد، وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له. وشاهد بعد ذلك ضعف نفسك وفقرك وبعدك عن طاعته، والربُّ مع ذلك يسترك ويرحمك ويرزقك ويحلم عليك.
العزيمة الصادقة -2 بعد هذا التأمل في قلبك لا بد من العزيمة الصادقة على الإخلاص؛ لأنه لولا هذه العزيمة سرعان ما يفتر القلب، ومتى صدق العزم أعانك الله عزَّ وجلَّ ب(البصيرة)، وهي نورٌ يقذفه الله تعالى في القلب يرى به حقيقة الأشياء.
التوبة - 3 وهي الرجوع عمَّا يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا إلى ما يحبه الله ظاهرًا وباطنًا، وهي واجبة على الفور؛ لقوله تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (النور: من الآية31).
قال تعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (الحديد: من الآية 21). قال تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ (البقرة: من الآية 148). ومدح الله عزَّ وجلَّ زكريا عليه السلام وآله فقال: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ َيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾(الأنبياء: من الآية90) . ومدح أهل الإيمان والخشية بقوله: ﴿أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)﴾ (المؤمنون)
الفورية 5 - لا يجوز التراخي أو الانتظار، فمن انتبه من غفلته، لا بُدَّ أن يبدأ فورًا بالإخلاص، أسوة بالصديق رضي الله عنه؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم, لما عرض عليه الإسلام، وعرف أنه الحق، لم يتلعثم ولم يتردَّد، وإنما أخلص لله من ساعته. وهؤلاء سحرة فرعون، لمَّا علموا أن موسى على الحق، قالوا على الفور: ﴿آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ(122)﴾(الأعراف)).