علم مراسل الأناضول في تونس أن السلطات الأمنية التونسية تولي اهتماماً بالغاً لتتبع أي تحرّك أو تشكّل لمجموعات "بلاك بلوك" (الكتلة السوداء) في تونس على غرار تلك التي ظهرت مؤخراً في مصر.
وأفادت مصادر أمنية للأناضول "أن الجهات الأمنية في تونس بدأت بالتحرّيات قصد الكشف عن أي مجموعات قد بدأت في التشكّل أو النشاط اقتداءً بمجموعات بلاك بلوك التي ظهرت في الأحداث الأخيرة في مصر".
ولفتت المصادر ذاتها أن قوات الشرطة التونسية أوقفت أحد المشتبه بانتمائهم لهذه المجموعة، وباشرت تحقيقاً معه بخصوص المجموعة نفسها، دون أن تكشف أي تفاصيل أخرى.
ويتزامن هذا التحرّك الأمني في الوقت الذي ظهرت فيه مجموعات افتراضية على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بأسماء "بلاك بلوك تونس" وتطلق على نفسها بالعربية: "حركة القناع الأسود.. فريق بلاك بلوك بتونس" تعلن فيها مناصرتها للتحرّكات التي تقوم بها ذات المجموعات في مصر، وأن هدفها إسقاط حكومة النهضة التونسية".
وقال أحد مؤسسي مجموعة "Black Bloc Tunisia" رفض الكشف عن هويته، في تصريح لمراسل الأناضول "إننا ما زلنا في طور التأسيس وهناك مساعٍ حثيثة للمّ شمل كل الشباب الحر الحامل للفكر الثوري وسنبدأ التحرك ميدانياً عن قريب".
وفيما يتعلق بمطالب تلك المجموعات أشار الناشط إلى أنهم يسعون إلى تحقيق أهداف الثورة المتمثّلة في "الشغل والحريّة والكرامة الوطنية "، و"إسقاط بقايا النظام السابق"، منتقداً في الوقت ذاته الأحزاب التونسية قائلاً "إنها فشلت في استئصال تركة النظام السابق".
يشار إلى أن مجموعات بلاك بلوك ظهرت أواسط الثمانينيات في ألمانيا لمواجهة ما اعتبرته "الاعتداءات" الأمنية ثم انتقلت إلى الولاياتالمتحدة وبقية دول العالم.. ولاقت "الكتلة السوداء" اهتماماً واسعاً في العالم العربي إثر ظهورها في الاحتجاجات الأخيرة التي طالت عدة مدن مصرية.