عاصم الدسوقى : العنف لا يقابل إلا بالعنف والسلطة الحالية إضطرت الشباب لذلك
إبراهيم البيومى : الأناركية رد فعل لشعور الشباب بالإحباط والظلم والشماتة
اللواء نبيل صادق :الأناركية يستهدفون نظام وليس دولة وهو الإخطر
عاشت مصر تاريخها كله بين صراع سياسيى تلخص فى التيارات السياسية المعروفة كاليسار والوسط واليمين مع تنوع تلك الإتجاهات كلها وتباينها ولكنها ظلت أولا وأخيرا حبيسة تلك الإتجاهات التى إتسمت معها بالسلمية حتى وإن كان لها فى وقت من الأوقات ميليشيات أو قمصان كما حدث فى الثلاثينات لكنها كانت تحت كيان حزبى معروف .
بدأ هذا الصراع تدخله عناصر جديدة منذ بداية الألفية الثالثة وظهور ما يسمى بالحركات السياسية وحركات الضغط السياسى لنكون أمام نوع جديد يؤمن بالفكرة أكثر من أيدلوحية معينة ولا يطمع فى السلطة هو فقط يراقب من بعيد وكان على رأس تلك الحركات "كفاية" و"6 إبريل" و9 مارس التى كان من شأنها قيادة ثورة الخامس والعشرين من يناير.
بعد عامين من الثورة المصرية ظهرت مفاهيم جديدة على الساحة السياسية المصرية وإن كانت قد بدأت قبل ذلك من خلال تنظيمات عسكرية لتيارات اليمين المتطرفة ولكن اليوم يقوم شباب الثورة بتطبيق الفكر الأناركى وهو ما يجمع مجموعات كالبلاك بلوك وحركة كفاح الأناركية وهو ما يحدث الآن على الساحة المصرية .
والأناركية أو "اناركيزم" كما يطلق عليها وتعنى "اللاسلطوية" هى فلسفة سياسية فى حد ذاتها تعنى أن الدولة غير مرغوب فيها وتحاول ساعية إلى عدم تدخل لسلطة فى سلوك العلاقات البشرية .
على الرغم من ذلك فإن "الأناركية" ليست تيار واحد ولكنها مختلفة ويتنوعو ما بين اناركيون إشتراكيون وآخرين ليبراليون وأخرى شيوعية وهكذا ولكنهم يتفقون فى كل الأحوال على المعنى وهو الفوضى وعدم تدخل السلطة ويستخدمون فى ذلك كل وسيلة تمكنهم منها .
الأناركيون يتميزون عموما بعدم النضج السياسى إضافة إلى أن معظم أفرادها يتكونوا من الشباب ومعظمهم يرتدى ما يسمى "قناع فانديتا" قبل أن يظهر الماسكات الأخيرة التى عبر عنها بكل صراحة "البلاك بلوك" فى الأحداث الأخيرة فى الثورة المصرية.
لم تكن "الأناركية" عملا سريا بل إنها أصبحت علنيا لها صفحتها على مواقع التواصل الإجتماعي ولها مؤيديها الذين ينتهزو الفرصة من أجل الاطاحة بحكم الإخوان المسلمين.. هل الأناركية هى النوع الجديد من الثورة المصرية أم أن الأمر يمكن التحفز عليه وهل يشكلون خطرا على الأمن العام هل لهم أيادى تحركها ؟
الدكتور "جمال زهران" أتاذ العلوم السياسية بجامعة القاهر قال: إن الفكر الأناركى عموما جديد على الساحة المصرية ولكن ما شاهده الشباب اليوم وخلال عامين ماضيين يجعلنا نعلم أن تلك تلك هى النتيجة الحتمية للتجاهل من جانب السلطة .
وأضاف "زهران" إن هؤلاء الشباب الأناركين اليوم هم من كنسوا ميدان التحرير فى يوم 11 فبراير 2011 هم من ذهبوا إلى بيوتهم معتقدين أن الأمر قد إنتهى وأن الجيش أمين على تلك الثورة وأن القصاص قادم لا محالة ففوجئوا بعكس ذلك كله وبالتالى رفعوا شعار "سملية ماتت" لإنها لم تات لهم بأى حق وهو ما تجسد واضحا فى قضية مذبحة بورسعيد فهى القصية الوحيد فى عامين التى حكم فيها وبالتالى نحن لسنا فى حاجة لمعرفة السبب فالسبب هو الضغط او بمعنى أدق الفوضى التى كانت ستحدث وهو ما كرس مبدأ العنف هو الطريق الأمثل لمثل تلك الأفعال.
فيما إعتبر الدكتور "عاصم الدسوقى" أستاذ السياسة بجامعة حلوان أن "الأناركية" أو اللاسلطة هى مبدأ موازى لكلمة الفوضى والحل العنفى ويرجع "الدسوقى" إنتشار هذا الإتجاه إلى الإخوان المسلمين و الحاكم الان الذين إستخدموا العنف من قبل فى أحدث مثل الإتحادية وما إلى ذلك وبالتالى أنت أمام فصيل يستعمل معك القوة وأنت صاحب حق ولم تخشى الموت فلماذا إذن التهاون هذا ما يفكر فيه الشباب.
وأضاف "الدسوقى" إننا إخترنا الطريق السلمى فى بداية الثوة وبدا واضحا أن الطريق الآن لم يعد فيه سلمية فهكذا قرر الشباب بعد أن رأوا كيف تدار الأحداث .
بينما إعتبر الدكتور "إبراهيم البيومى" أستاذ علم الإجتماع السياسى بجامعة حلوان أن الأناركية والتى تعنى الفوضى والعنف لا تظهر فى مجتمع قبل أن يكون هناك عنف من جانب السلطة فطالما العنف إستخدم من قبل السلطة وقتها سظهر الأناركية.
وأشار "البيومى" أن الشباب المصرى ليسوا أناركيين بالمعنى المقصود أى هم ليسوا مع إعتناق الأناركية التى تعنى فى كل الأوقات عدم وجود سلطة ولكنهم يحتاجوها فقط فى تلك الفترة التى لا يقابلون بها إلا بالعنف.
وأكد "البيومى" أن تلك أولا وأخيرا حالة نفسية يمر بها الكثير من الشباب وهى حالة الإحساس بالإحباط والفشل والشماتة من فلول النظام السابق وهى حالة من الشعور بالظلم لأن مازال هناك دم يحدث وكل تلك الأحاسيس والمشاعر المتوهجة تتجمع فى النهاية فى صورة رد فعل يسمى "الأناركية" من أجل إعلان إننا مازلنا احياء ولن نسقط.
وقال "البيومى" لو إستمر هذا الإحساس لدى الشباب فلا تنتظروا ثورة جياع لتطيح بالأخضر واليابس لأن هذا الاحساس وحده كفيل بذلك. فيما إعتبر الخبير الأمنى اللواء "نبيل صادق" أن ظهور "الاناركية" فى مصر سيربك الكثير من المؤسسات الأمنية ليس لأن الأمر مستحيل ولكن هى إزدواجية غريبة ففى أبجديات تلك الجماعات إنها لا تسهدف الدولة قدر إستهدافها للنظام الحاكم وبما إننا أمام نظام الإخوان فهم لن يقتصر دورهم على مؤسسات الدولة بل من الممكن ألا يقتربوا منها ولكن سيكون كل شغلهم الشاغل هو مقرات الحرية العدالة وهو الأمرالمؤسف فهم يكرهون نظام ولا يكرهون دولة.
اما من الناحية الأمنية فيعترف اللواء "نبيل صادق" أن الأمر يعد خطوة أخرى للتصعيد فى الإشتباكات ففى البدابة كان الأمر مجرد إشتباكات أما الآن أشخاص لديهم فن التعامل الأمنى مع الداخلية وبالتالى لابد من الهدوء خاصة ان معظم هؤلاء شباب وبالتالى الحمية لديهم اكثر من اى شئ.