فى اطار الاحتفال التى تشهده محافظات الجمهورية غداً الخميس بذكرى المولد النبوى الشريف ابتهالاً بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
كان لابد من التعرف على العادات والتقاليد المميزة للمولد النبوى ، ومظاهر احتفال الشعب المصرى به قديماً.
وفى هذا السياق ، حدثنا "عبد المنعم عبد العظيم" مدير مركز دراسات تراث الصعيد ، عن العادات والتقاليد المميزة لأهالى محافظة الأقصر فى احتفالهم بالمولد ، وقال أن الاحتفال بالمولد النبوى يبدأ من أول ربيع ويستمر لمدة 12 يوماً.
وأضاف أن فعاليات الاحتفال تبدأ بدورة استعراضية من قوات الشرطة ثم الخفر ، ويليهم فرق الكشافة وهم يرتدون زى تقليدى تتقدمهم فرقة موسيقية نحاسية يطلق عليها "الملجأ" ترتدى الزى العسكرى.
وأوضح أن أصحاب المهن كالنقاشين ، والجزارين ، والحلوانية ، وبائعى الفاكهة ، وسائقى الحنطور يخرجون فى عربات كارو ومعهم طبول ، ونجد الرجال يرتدون زى النساء ، ويلطخوا وجوههم بالألوان مثل البهلوانات.
وتبدأ عقب ذلك مسيرة بالدراجات تليها الخيول العربية ، وتليها الجمال والكل مزين بالألوان والفرش اللامع ، وتبدأ الدورة من أمام مركز الشرطة ثم مجلس المدينة وتجوب الشوارع وتنتهى بميدان المسجد العتيق بأرمنت.
ويكون الاحتفال بالمولد عبارة عن سارى ضخم عليه علم مصر تتوسطه صينية بأنوار ، وتبدأ الاحتفالات بعد العصر يومياً ومباريات لعبة التحطيب.
وبعد المغرب ، يقام الذكر بالتواشيح الدينية "المداحين فى رسول الله" ، وتشارك الطرق الصوفية ، وفى فترة المساء تقام ليالى القرآن الكريم بحضور أشهر المقرئين ومنهم الشيخ المرحوم "عبد الباسط عبد الصمد" ، والشيخ "صديق المنشاوى" ، والشيخ "محمود الكلحى".
ومن العلامات المميزة للمولد النبوى فرقة "زكريا الحجاوى" للغناء الشعبى ، ومن أشهر فنانيها "سكينة أحمد" ، وكانوا يعرضون مسرحية "ملاعيب شيحة" بمركز أرمنت.
وأوضح "عبد العظيم" أن الاحتفال بالمولد كان يتضمن قيام كبار المشايخ بإلقاء الخطب والمحاضرات الدينية فى الميادين.
وكانت بيوت مركز أرمنت الحيط كلها تستقبل الضيوف وتقدم الأكلات المعروفة ، فمثلاً الأقصر تشتهر بكباب الحجاجى إلى جانب حلاوة المولد ومنها العروسة والحصان.
وقال "عبد العظيم" أن العروسة كانت تباع ب 3 قروش ، والحصان يبدأ سعره من قرش واحد حتى 10 قروش ، وكيلو السكر يباع ب 50 مليم.
كما كانت أيام المولد النبوى فرصة لزيارة المقابر وتقديم الصدقات على أرواح الموتى.
وأكد "عبد العظيم" أن الكنيسة تساهم فى المولد النبوى بالتبرعات ، وكان أكثر المتبرعين من النصارى ، وذلك باعتبار المولد عيد قومى.
واختتم حديثه بأن المولد النبوى فرصة للترابط والتواصل العائلى ، والصلح بين العائلات المتنازعة.