أعلنت الغابة الثورة على نظام الملكية وخرجت الحيوانات فى مظاهرات عارمة تهتف «الشعب يريد إسقاط النظام»! وبقدرة قادر سقط النظام وتم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وترشحت ثلاثة حيوانات لمنصب رئيس جمهورية الغابة الأسد والقرد و«برص» صغير!
وفى خطاب ترشحه قال الأسد: أحبائى وأهلى حيوانات الغابة، لن أتحدث عن نفسى وعن أحقيتى فى رئاسة جمهوريتكم.. أنا لست غريبا على الحكم، أنا أسد ابن أسد، وفصيلتى حكمت الغابة قرونا، وعهدى «انتخبونى أنا الأفضل، ويلعن أبو «البرص»! وقال القرد فى خصاب ترشيحه أنا لن أطيل عليكم مثل الأسد أنا خفيف ومتحرك، وسوف أكون خادما لشعب الغابة، وألبى طلبات الجميع ويلعن أبو «البرص»!
وأخيرا ظهر «البرص» ليتحدث إلى الناخبين فى الغابة فقال: لن أتحدث عن نفسي، يكفى أن أمى ليست (........)، ومؤخرتى لست حمراء.. ولو كان أهلى مبسوطين، وأرسلونى إلى المدارس كان زمانى بقيت «تمساح»!
النكتة طويلة لكنها حلوة، والأحلى أننى لم أسمعها على القهوة، بل قرأتها على «الفيسبوك»، فقد اختفت النكت من على المقاهي، ومن حياتنا كلها فى الفترة الأخيرة، ولم نعد كما كانوا يقولون «شعب ابن نكتة»!
الحالات النفسية الغريبة والأحداث الكثيرة المؤلمة أصابت الناس بحالة إحباط واكتئاب الكل زهقان والكل يائس، اختفت البهجة من حياة المصريين وكانت حياتهم عبر تاريخهم كلها بهجة، كانوا يصنعونها باحتفالاتهم وأعيادهم وموالدهم،
وكل يوم كنت تلتقى من يقول لك: «سمعت آخر نكتة؟!
عاش الشعب المصرى بالنكتة، وبالنكتة وكان يسخر من همومه ومشاكله ويسخر من الدنيا ومن الحكام.
وكانت عبقرية الشخصية المصرية تتجلى أكثر وأوضح، فى أيام الأزمات والظروف الصعبة!
صديقى عادل حمودة له باع كبير فى النكت السياسية، وكتب عنها، لكنى أظن أنه قد سمع مؤخرا نكتة جديدة وقد أصبحت حياته وحياتنا كلها مصائب!
لكن النكتة المصرية إذا كانت قد اختفت من المقاهى والنوادى لكنها ظهرت فى مقاهى أوسع وأكبر هى شاشات الكمبيوتر والانترنت وأصبحنا نسمع من يقول: هل قرأت آخر نكتة؟!
لكن الشعب الذى يقول ويقرأ النكت على الإنترنت ليس نفسه شعب مصر القديم، أصحاب نكت الإنترنت شعب آخر مختلف.
فى نكت الانترنت ليس هناك «حسين والفار» أشهر مؤلفى النكت فى مصر زمان، هذا شعب من الشباب، شعب لايعرف الخوف أو النفاق هذا شباب جرىء، لم يقض اليأس عليه.. شباب واثق من نفسه ومن قدراته.