هذه النكتة ليست سياسية، ولا علاقة لها بأى حال من الأحوال.. بأوضاعنا السياسية الراهنة ولا بمحاولة تيار معين للتكويش على البلاد والعباد باسم الدين.. وأى تشابه فى الأحداث أو الأسماء هو من قبيل الصدفة البحتة. كانت هذه مقدمة لابد منها أشبه بالمقدمات التى كانت تتصدر أفلام الأبيض والأسود زمان لمخرج الروائع حسن الإمام؛ حيث يكتشف الأب فى النهاية أن الولد الذى أراد أن يقتله هو ابنه الذى تركه على باب الملجأ منذ 20 عاماً، وهو «لحمة حمرا» ملفوفاً بشال أحمر..!! أما النكتة فتقول إن الأسد هيمن على السلطة بعد ثورة حيوانات الغابة والانقلاب على الأسد العجوز الفاسد وحاشيته؛ فأقام حفلة تبارت فيها كل الحيوانات فى نفاقه، والحديث عن حكمته وسعة صدره.. وقبل كل هذا ورعه وتقواه.. جلس الأسد متصدراً المشهد وفى يده سبحة طويلة، وأمامه طابور طويل من الحيوانات المنافقة.. كل حيوان يشيد بالأسد؛ ويحاول أن يتفوق على أقرانه فى نفاقه والتقرب إليه.. وعلى مقربة من المشهد كان القرد حكيم الغابة يجلس وحيداً وهو يراقب كل ما يحدث، ويكاد يتفجر غيظاً من رخص النفاق الذى يسمعه..! وكان كل حيوان ينهى خطابه النفاقى بتوجيه حديثه إلى الفرقة الموسيقية الموجودة بالحفل بعبارة: وسمعنى سلام: اخترناك.. اخترناك.. و«الغابة هى أمى.. شجرها بيجرى فى دمى»..!! واستمرت خطب المنافقين.. والأسد يزداد زهواً بنفسه وبقوته.. وبحكمته وتقواه وورعه الزائف.. والقرد الحكيم يزداد غيظاً من حالة النفاق العام التى سادت مجتمع الغابة؛ رغم أن الكل يعلم مدى غرور وبطش الأسد حديث العهد بالسلطة، والذى يسعى إلى إقصاء الخصوم، وتصفية الحسابات، مع كل من ينتقد سياساته الخاطئة..! وعندما جاء الدور على القرد للحديث أمام الأسد الشاب.. قرر أن يغرد خارج السرب وأن يسبح ضد التيار، فقال للأسد رأيه فيه بصراحة شديدة، وكيف أنه مغرور بالسلطة، ويستخدم الدين ستاراً، وأنه لا يختلف فى سلوكه كثيراً عن الأسد العجوز الظالم الفاسد.. وبدلاً من أن ينهى كلامه ب «سمّعنى سلام الغابة هى أمى».. قال بغيظ: وسمّعنى سلام.. الموت علينا حق.. وباودعك آخر وداع..! هل فهمتم شيئاً من هذه النكتة الطويلة المملة؟! افهموا ما شئتم، لكن أرجوكم ألا تعتقدوا، ولو للحظة واحدة، أن لهذه النكتة أى علاقة بما يحدث على الساحة السياسية الآن فى مصر.. فكل ما ورد فى هذه النكتة لا علاقة له بالواقع أبداً، وأى تشابه فى الأحداث هو مجرد صدفة لا غير.. والصدفة، كما نعلم، هى خير من ألف ميعاد..!