حاول أحد المواطنين إحراق نفسه داخل مصنع سماد طلخا احتجاجا على عدم تعيينه بالمصنع، ولولا تدخل أحد العاملين بالمصنع في اللحظات الأخيرة لكان في عداد الموتى.
المواطن "خالد عبد الفتاح محمد حنفي" الشهير بخالد الونش- 38 سنة... من مواطني قرية ميت عنتر مركز طلخا بمحافظة الدقهلية ، قال أنه تقدم بطلبات عديدة لإدارة مصنع السماد طوال أكثر من 15 عاما لكن دون جدوى...ورغم أنه حصل على تأشيرة من قبل بتعيينه بالمصنع ، ولكن تم رفع اسمه من كشوف التعيينات وتم وضع أحد أبناء العاملين مكانه.
ويشير خالد الونش إلى السياسة السابقة لرؤساء مجلس الإدارة والتي كانت تقوم على تعيين أبناء قرية رئيس مجلس الإدارة، وتجاهل أبناء قرية ميت عنتر التي يفصلها عن مصنع السماد شارع عرضه فقط عشرة أمتار..
ويكمل خالد الونش المرشح السابق لمجلس الشعب في عامي 2010 و 2011 وظروفي العائلية صعبة للغاية، حيث أعمل سائق توك توك ولي أخ معاق..
وعن يوم محاولة الانتحار أشار خالد الونش إلى أنه أحس بنوع من الإحباط ، وتأزمت حالته النفسية في ذلك اليوم، وأكمل قائلا : يئست من الحياة بالكامل ، ومن الحصول على فرصة عمل شريفة تنقذني وتنقذ أسرتي من الضياع، وتراقصت علامات الاستفهام أمام عيني، وكثرت التساؤلات : أليس من حقي أن أحظى بحياة كريمة وسط أبناء القرية بدلا من تلقي المساعدات لي ولأخي المريض من أبناء القرية؟ ، خاصة وأن أخي يحتاج إلى أكثر من 500 جنيه شهريا للعلاج، ولذلك قررت أن أنهي حياتي أمام من رفضوا تعييني بالمصنع، وبالفعل قمت بسكب ( جركن ) بنزين على التوك توك الذي أعمل عليه وعلى ملابسي، ولولا مرور الأستاذ أحد سكان ميت عنتر وأحد العاملين بمصنع السماد والذي منعني من إشعال النيران في نفسي بالقوة.
وأضاف الونش: بعد ذلك تقابلت مع رئيس مجلس الإدارة ، والذي وعدني شفهيا بتعييني، رغم أنني تقدمت إليه بطلب تعيين، إلا أنه رفض التوقيع عليه، وأفادني بأنهم سوف يوافونني بالموافقة فيما بعد وعند فتح باب التعيينات بالمصنع، وأنا سوف أستمر في الاعتصام ، لحين الحصول على فرصة عمل تكفل لي العيش عيشة كريمة وسط أهالي القرية.
أما عن الواطن الذى انقذه من الانتحا ويدعى "جمعة شحاتة" رئيس جمعية تنمية المجتمع بقرية ميت عنتر، وهو أحد العاملين بالمصنع ، فقد أوضح أنه أثناء مروره بالمصنع فوجئ بأصوات عالية من بعض المواطنين المقربين لخالد الونش ، وهم يطلبون منه عدم إحراق نفسه ، وينادونه عليه: حرام عليك....وفوجئت بإشعال النار في التوك توك ، ومحاولته إشعال النار في نفسه ،فأسرعت تجاه التوك توك حيث قمت بدفع خالد الونش بعيدا عن النار، وأطفأت النيران قبل أن تحرق التوك توك ، وقبل أن تمتد إلى خالد الونش، وأحمد الله أنه لم يصب بسوء وإنني وصلت في الوقت المناسب.
وعلمت "الفجر" من العديد من أهالي القرية أن التعيينات تتم في الخفاء، أما هذا الرجل الذي كان من الممكن أن يصبح عضوا بالبرلمان فقد تم تجاهله تماما لأكثر من خمسة عشر عاما رغم أنه لا يطمع سوى في وظيفة عامل بسيط بالمصنع.