شهدت العقود الثلاثة الأخيرة تحسنا كبيرا في مستوي المرافق العامة بقري الدقهلية بفضل الاستثمارات الكبيرة التي خصصتها الدولة لإنشاء هذه المرافق والتي كان ذروتها الخطة العاجلة. عندما خصصت الدولة لكل قرية مبلغ250 ألف جنيه في الفترة ما بين عامي2001 و2005 لتنفيذ مشروعات خدمية في مجالات مياه الشرب والكهرباء والرصف والتعليم والصحة والصرف الصحي. كان من نتيجتها أن تحول عدد ليس قليلا من القري إلي مايشبه المدن الصغيرة. في الدقهلية التي يبلغ عدد سكانها5,6 مليون نسمة يقيمون علي3716 كيلو مترا مربعا من خلال19 مدينة و2052 قرية وعزبة أكد محافظها اللواء سمير سلام أن4 ملايين مواطن يقيمون في الريف, بينما يقيم1,5 مليون مواطن في الحضر وأن حجم الاستثمارات التي تم تنفيذها خلال العقود الثلاثة في المشروعات التنموية والخدمية بلغ23 مليارا مما كان له أكبر الاثر في تطوير القري وتحسن مستوي المعيشة بها. وقد تلاحظ خلال السنوات الماضية أن القري القريبة من المدن خاصة مدينتي المنصورةوطلخا أصبحت مناطق جذب شديدة للمواطنين وفضل عدد من أبنائها الإقامة بها وتعتبر قري ميت عنتر وشرتقاش وميت الكرماء ومركز طلخا وسندوب وميت الصارم وميت خميس ومنية سندوب مركز المنصورة أمثلة صارخة لذلك لقربها من عدد من المصانع الكبري مثل مصانع الأسمدة والزيوت والصابون والغزل والنسيج والراتنجات وجامعة المنصورة التي يعمل بها عشرات الآلاف من الموظفين والعمال. محمد زين موظف قال انه مواليد مدينة طلخا ولكنه يقيم مع اسرته بقرية ميت عنتر منذ20 عاما, ويرجع ذلك إلي رغبته في الإقامة بالريف اولا علاوة علي عدم وجود سكن بطلخا يتناسب مع دخلي في ذلك الوقت حيث كانت قيمة الايجارات مرتفعة بالمدينة.. ولا أري ان هناك فارقا كبيرا فيما بين القرية التي اقيم بها ومدينة طلخا لان ميت عنتر أصبحت تضم جميع الخدمات الموجودة بالمدينة. وهناك سبب آخر لذلك وهو قرب ميت عنتر وشرتقاش من مصنع الأسمدة بطلخا الذي يعمل به الآلاف يقيم معظمهم في هاتين القريتين. السيد دلال أحد أبناء ضاحية سندوب موظف قال أنا اصلا من سندوب القريبة من المنصورة ولكن هناك عددا كبيرا من أبناء المدن يفضل الإقامة بسندوب ومنية سندوب وميت خميس نظرا لقربها من مواقع الانتاج والمصانع التي يعملون بها مثل مصانع الزيوت والصابون والغزل والنسيج والراتنجات إلي جانب توافر الخدمات والبنية الاساسية مثل المدينة تماما. لكن اللافت للنظر في الوقت الحاضر هو تفضيل بعض أبناء المدن للإقامة بالقري نظرا لما تتمتع به من هدوء إلي جانب توافر الخدمات والمساكن وأصبح بعضها خاصة تلك التي سافر أبناؤها للعمل بدول أوروبية أو خليجية يعودون ويقيمون ابراجا وفيلات لم نكن نراها من قبل والمثال الصارخ هو قرية ميت الكوماء التي أصبحت تضم عددا كبيرا من العمارات الشاهقة والفيلات وفضل بعض أبناء المنصورةوطلخا السكن بها. الدكتور حسن بدر المدير بالصحة أشار إلي أنه يقيم في قرية دريسن مركز نبروه التي لاتبعد عن مقر عمله بالمنصورة سوي15 كيلو مترا, وانه يفضل الإقامة بدريسن نظرا لتوافر نفس خدمات المدينة بها خاصة وان المسافة بين القرية والمدينة ليست كبيرة مع وجود وسائل الانتقال. واذا كانت هذه بعض آراء مواطنين فضلوا الإقامة بقراهم أو قري لاينتمون اليها لتحسن مستوي الخدمة بها وتوافر المرافق العامة الا أن محمد إسماعيل احد تجار المصوغات بقرية بهوت له رأي آخر مخالف فهو يري أن القرية رغم أنها شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية الا أنها مازالت في مسيس الحاجة إلي مزيد من الخدمات مثل خدمة الصرف الصحي التي لم تدخل معظم القري بالشكل المطلوب, كما حدث بالنسبة لمياه الشرب.. وطالب بزيادة الاعتمادات المخصصة للصرف الصحي وتفعيل دور مستشفيات التكامل.