أقرب "مخبز" يبعد عن العزبة 2 كيلو متر .. والأهالى يعيشون على المكرونة طريق (بنى سويف الفيوم" يهدد أطفال القرية بالموت يومياً أثناء ذهابهم للمدارس
الحيز العمرانى للقرية منذ الخمسينات .. والأهلى يقدسون الأرض الزراعية فلا يعتدون عليها
رصدت "الفجر" معاناة أهالى عزبة "النجار" التابعة لقرية الدوالطة ببنى سويف ، فهذه العزبة مطموسة الهوية والملامح ومحرومة من أقل الخدمات فلا مياه ولا صرف ولا مدارس ولا خبز يعيش أهاليها في العصور الوسطي وعلي بعد أمتار منهم تتلألا أنوار المدينة لدرجة جعلتهم ينظرون مرات عديدة في خانة جنسيتهم بهوياتهم الشخصية ليتأكدوا من مصريتهم الصميمة ، فنزلت "الفجر" إلى مواطنى العزبة لرصد مشاكلهم ومعاناتهم عن قرب في محاولة لزحزحة المسئولين عن مكاتبهم ليزوروا تلك القرية المعدومة لمد يد العون الذي يستحقونه.
في البداية فاجأنا "حامد فاضل محمود" من أهالي عزبة النجار عندما أكد لنا عدم وجود أي خبز بالقرية فالعزبة تابعة لقرية الدوالطة التي تبعد عنا 2 كم والخبز المخصص للدوالطة لا يكفيهم في الأساس فكيف يكون لنا نصيب فيه كما لا يوجد سوي مخبز غير مدعم بالقرية ولا حتى بالمناطق المحيطة لذا يعيش كل أهالي قريتنا علي المكرونة في العشاء لعدم وجود خبز وأكمل حامد قائلا: حرمنا أيضا من الصرف الصحي وجميع الخدمات بالرغم من أن القرية التي نقطنها لا تبتعد عن مركز بني سويف سوي بضعة كيلو مترات.
ويضيف "علي عبدالعليم محمود" موظف بأحدي الوحدات المحلية حرمنا جميعا من وجود أي مدرسة بالقرية ويضطر جميع الأهالي للذهاب كل يوم بعيدا لتعليم أولادنا وهنا تحدث الكارثة حيث تقع العزبة علي الطريق السريع مباشرة المؤدي من بني سويف إلي الفيوم ويضطر الأطفال صباحا مع شبورة الأرض الزراعية إلي الانتقال إلي الجانب الآخر من الطريق لركوب المواصلة التي ستقوم بتوصيلهم لمدارسهم فتقع الحوادث بشكل شبه يومي وتضيع أرواح الأبرياء علي الطريق بسبب تجاهل المسئولين كما يعيش شباب تلك القرية بدون رياضة فلا يوجد لدينا أي مركز شباب أو حتى قطعة فضاء يلهو الشباب بها ليخرجوا طاقاتهم بها.
وفجر "عبدالعليم علي عبدالعليم" حاصل علي دبلوم ولا يعمل مفاجأة كبري حين أكد لنا أن القرية لم تأت إليها أي زيادة في الحيز العمراني منذ الخمسينيات من القرن الماضي لذا نعيش في البيوت فوق بعضنا البعض لأن الأهالي لديهم تقدير وقدسية للأرض الزراعية ولا يرغبون في البناء فوقها أو التعدي عليها لذا نناشد المسئولين بمراجعة تخطيط خرائط الحيز العمراني للعزب الفقيرة لأن التوسع الرأسي لم يعد يستوعب الزيادة السكانية لدينا.