قالت الصين يوم الجمعة انها سترسل مسؤولا كبيرا الى طهران لمناقشة المواجهة النووية بين ايران والغرب كما أشارت الهند الى أنها ستتدخل أيضا حيث يسعى العملاقان الاسيويان الى درء المزيد من العقوبات التي تحدث بالفعل دمارا للتجارة. وتجعل عقوبات مالية جديدة فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من الصعب على الجمهورية الاسلامية سداد ثمن وارداتها من السلع الغذائية الاساسية وغيرها من الواردات وهو ما يسبب صعوبات لسكانها البالغ عددهم 74 مليون نسمة قبل أسابيع فحسب من الانتخابات. وكشف تجار السلع الاساسية هذا الاسبوع أن ايران لجأت الى أسلوب المقايضة اذ تبادل سبائك ذهبية في خزائن في الخارج أو حمولات شاحنات من النفط في مقابل الحصول على أغذية لتفادي مشكلات السداد في البنوك الدولية الناجمة عن العقوبات. وفي شوارع ايران تضاعفت أسعار المواد الغذائية بالقيمة الدولارية الى مثلين او ثلاثة امثال خلال الشهور الاخيرة. وفي أحدث مؤشر على الصعوبات التي تواجهها التجارة قال تجار معادن ان واردات ايران من الصلب المستخدم في أعمال البناء قد هبطت بشدة لان العقوبات تحرم المشترين من الحصول على النقد اللازم لشرائه. وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تراقب أسواق النفط في الدول المتقدمة يوم الجمعة ان العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على النفط الايراني والعقوبات المالية الامريكية التي من المقرر أن يسري مفعولها خلال الاشهر القادمة بدأت تؤثر بالفعل على تدفق التجارة العالمية. وفي تحليل مشؤوم بالنسبة لايران قالت الوكالة أيضا ان هناك امدادات نفط كافية على مستوى العالم لتفادي صدمة للاسعار اذا توقفت الصادرات الايرانية خلال هذا العام. ومن شأن ذلك أن يسهل على واشنطن فرض عقوبات أشد قسوة على طهران في ظل قانون جديد يستلزم تقييم الرئيس الامريكي باراك اوباما لاثر العقوبات على أسواق الطاقة قبل فرضها بأقصى صورها. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري "يتمتع السوق في 2012 على الارجح بمرونة كافية فيما يتعلق بالامدادات" مستندة الى زيادة أقل في الطلب والقدرة الاحتياطية السعودية واستئناف الامدادات من ليبيا التي تعطلت في العام الماضي. وقالت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة ان ما تشاو شو مساعد وزير الخارجية الصيني سيتوجه الى ايران لاجراء محادثات يوم الاحد. وقال ليو وي مين المتحدث باسم الوزارة في افادة صحفية "ندعوا دائما للحوار والتعاون بصفتهما السبيل المناسب الوحيد لحل القضية النووية الايرانية." وأضاف "سيجري (ما) تبادلا أوسع للاراء مع ايران بشأن برنامجها النووي." والصين واحدة من القوى الكبرى الست - الى جانب بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة - التي تتفاوض مع ايران بشأن برنامجها النووي الذي تقول الدول الغربية انه يستهدف صنع اسلحة نووية بينما تقول ايران انه برنامج سلمي تماما. وواجه التجار الهنود صعوبة في تلقي اثمان الارز والشاي الذي يصدرونه لايران. وقال رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي الذي يزور الهند ان الاتحاد الاوروبي يريد من نيودلهي التدخل للمساعدة في الضغط على ايران من اجل وقف برنامجها النووي وانهاء العقوبات. وقال "من اجل تحقيق هذه النتيجة يجب الضغط اكثر على ايران. المزيد من العقوبات على ايران." ودافع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ عن العلاقات التجارية بين الهند وايران وتعهد بدعم بلاده للجهود الدبلوماسية. وقال "ايران جار قريب. انها مصدر مهم للطاقة التي نحتاجها. "هناك مشكلات مع البرنامج النووي الايراني. ونعتقد بصدق ان هذا الموضوع من الممكن ان يحل باعطاء الفرصة كاملة للدبلوماسية."