سادت حالة من الهدوء الحذر ليخيم على ميادين ومناطق الإسكندرية ، بعد تجدد الاشتباكات بأعقاب صلاة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم للأسبوع الثانى على التوالى بين مؤيدى ومعارضى الرئيس محمد مرسى ، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى ، تبادلت القوى السياسية الاتهامات بالمسؤولية عن أعمال الشغب ، هذا من جانب وعلى جانب أخر تحملت الأجهزة الأمنية الإتهامات عقب وقوفها فى الحياد من قبل تيار الإسلام السياسى عقب هزيمته الصاعقة للمرة الثانية من قبل المعارضين . حيث شهد محيط ساحة مسجد القائد إبراهيم اشتباكات عنيفة عقب صلاة الجمعة ، حيث تراشق كل طرف الأخر بالحجارة ، مما صدر اوامر من الاجهزة الامنية باطلاق قنابل غاز مسيل للدموع للفصل بين الطرفين مما تتسبب بوقوع العديد من الإصابات بالإختناق واخرى بالخرطوش وغيرها من الإصابات الطفيفة ، قامت سيارات الإسعاف بنقل المصابين المعارضين الى مستشفى رأس التين العام بينما المؤيدين فى مستشفى الميرى الجامعى .
وتحولت الإسكندرية أعقاب صلاة المغرب إلى حرب شوارع بعد إنضمام شباب من مجموعات الأولتراس بالمدينه بصفة شخصية لمؤازرة المعارضين ،إندلعت إشتباكات أخرى بأماكن متفرقة بالمدينة منها ميدان الخرطوم بجوار كلية الطب جامعة الإسكندرية ، وتراشق المتظاهرون بالحجارة وظهرت زجاجات المولوتوف و سمع دوى الأعيرة النارية فى حين دفعت الشرطة بتعزيزات أمنية إلى الشوارع التى تدور بها المعارك للسيطرة على الموقف .
شهد الجانبين حالة من الكر والفر ، عقب قيام المعارضين بحرق ناقلة ، قال شهود العيان فى تصريحات خاصة " بوابة الفجر " ان الناقلة التى قام المتظاهرين بإحراقها كانت تنقل المؤيدين لميدان القائد إبراهيم فضلاً عن كونها تحمل اسلحة نارية ، نافي شاهد العيان صلة المعارضين لمرسى بإضرام النيران فى سيارات الداخلية ، الذى وصف دورها بالحياد بين المؤيد والمعارض .
وجاء ذلك احتجاجا على الأحداث التي شهدتها المدينة الأسبوع الماضي، وانتهت بحصار مؤدى مرسى ومشروع الدستور على رأسهم إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم الشيخ أحمد المحلاوي داخل المسجد قرابة 15 ساعة.
من جانبه حمل " أنس القاضى " المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية الأجهزة الأمنية أحداث العنف التي شهدتها المحافظة، حملها المسئوليه مشيرا الى تواطؤها مع المعارضين لتظاهرة اليوم بحسب تصريحات القاضى .
طالب الشيخ المحلاوى من المتواجيد بساحة مسجد القائد إبراهيم بالإنسحاب من محيط القائد لعدم إستمرار نزيف الدم ، وقد إستجابت جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسى حزب الحرية والعداله بالإنسحاب من محيط القائد ابراهيم وظلت باقى التيارات الأخرى متواجدة بأعداد قليلة .
فى الوقت نفسه غاب صاحب الدعوة الرئيسية لفتنة اليوم الشيخ حازم أبو إسماعيل عن الحضور بجوار أنصارة الذين قلة أعدادهم بعدما تم الإعتداء عليهم وعلى باقى الحشود من تيار الاسلام السياسى من قبل المتظاهرين وحرق ناقلة لهم .
تحدى المعارضين والمؤيدين الأمطار الغزيرة منذ صباح اليوم ، بهتافات مناوئة بينهما البعض حيث رفع المتأسلمين ايديهم الى السماء للدعاء الى الله بنصرهم وما حدث كان العكس ،ونددوا هتافات مناوئة قائلين " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود " ، فى المقابل رد عليهم المتظاهرين المعارضين قائلين لأنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل " حازم يا ابن الأمريكية.. اطلع برة اسكندرية ، ثوار أحرار حنكمل المشوار لإسقاط العياط " مشيرين الى الرئيس مرسى مطالبين بإسقاطه " .
فى أعقاب هزيمة تيار الإسلام السياسى هربت أعداد غفيرة موقع الإشتباكات ، قام المعارضين بمحاصرته المتواجدين منهم داخل المسجد قرابة الساعة ثم تدخلت الاجهزة الامنية لتفرقة المعارضين لهم وفك حصار المؤيدين مما قرروا بالخروج بمسيرة تجوب أماكن متفرقة بالمدينه ، انطلقت من ساحة مسجد القائد إبراهيم مروراً إلى منطقة الشاطبي، إصطفت المسيرة بمنطقة باب شرقي، حيث مرت بجوار مبنى مساعد أول الوزير، ردد المشاركون هتافاتمناوئه لوزارة الداخلية وقام عدد منهم بإلقاء الحجارة على إحدى المبانى الملاصقة لمبنى مساعد وزير الداخلية ، الأمر الذى ادى الى تحول منطقة شرقى إلى سكنة عسكرية وقتامت بإلقاء القبض على عدد من المشاغبين .
وفى منتصف الليل تلقى اللواء " عبد الموجود لطفى " مدير أمن الإسكندرية بلاغاً المقدم فرج صابر، مدير مباحث قسم شرطة محرم بك، يفيد قيام المئات من الأشخاص بالتجمع أمام مقر حزب الحرية والعدالة بمنطقة الرصافة، وقاموا باقتحامه.
وبالفحص تبين ان نحو " 300 شخص تجمهروا أمام المقر ، ولم يضرموا النيران فيه، وفروا هاربين من مطاردة قوة تابعة لقسم شرطة محرم بك حاولت تتبعهم بمدرعه.
من جانبه أوضح طبيب امتياز " أكرم رفاعى " بمستشفى الميرى بالاسكندرية فى تصريح خاص " بوابة الفجر " : انه تم احباط اقتحام مستشفى الميرى عقب هجوم مجموعة مجهولة على المستشفى مساء اليوم الأمر الذى قمنا بإغلاق أنوار المستشفي و غلق الاستقبال و هرب عدد كبير من الأطباء داخل عمارتي الجراحة و و الباطنة و غلق البوابة الأرضية ، هذا ما أكد عليه أيضا طبيب الامتياز أسامة اسماعيل .
فى السياق نفسه قام أمن المستشفى بإشعال النيران فى أنبوب أكسجين لابعاد المتظاهرين عن بوابة المستشفى .
أشارت القوى السياسية الرئيس مرسى تحملة المسئولية نظراً لعدم تدخله اليوم ومنع حشود أنصارة بمحيط القائد لعدم إندلاع اعمال عنف لكن دون جدوى وظل صامتاً على المشهد ، أكدت القوى السياسية المعارضة ان إستمرار مرسى يزيد من حدة الغضب داخل المصريين ويوحى بإسقاط شرعية نتيجة أعمال العنف التى تنتهجها أنصارة للثوار .
فى الوقت نفسه غادر صباح الجمعة حزب الدستور بالاسكندرية الى عدد من المحافظات وهم" البحيرة وكفر الشيخ ومطروح " لدعمها فى عدد من الفاعليات للتصويت بلا على مشروع الدستور .
كما ناشدت حركتى 6 إبريل وكفاية المتظاهرين بالعدول عن الصلاة فى القائد ابراهيم نظرا لعدم اندلاع اشتباكات .
قال محمد عبده " منسق التيار الشعبى المصرى بالإسكندرية فى تصريح خاص " بوابة الفجر " ان التيار رفض المشاركة فى هذه الجمعة ، طالب عبده اعضاء التيار الصلاة فى مساجد أخرىبالإسكندربية , تجنباً لحدوث اى أعمال عنف او دامية وهذا ما نتج .