حزينة أنا، مرتبكة التفكير، كسيرة القلب، مخنوقة الصوت، مهتزة القلم، ومن يشبه حالتى من الزميلات والزملاء لابد أن يشعر مثلما أشعر أنا الآن، فالميكروفون والكلمة المنطوقة هى أصلى بل هى الأوكسجين الذى عشت به فى صحة جيدة سنوات حياتى حتى الآن، ثم جاء الكلمة المكتوبة لتتوج مسيرتى وتصلنى بالناس فى دنيا الصحافة، وكم أسعدنى الحظ أن يكون «عملى» هو «هوايتى» وحبى ومرادى فى هذه الحياة، ولكن هذا العمل وتلك الهواية وذلك الحب يتعرض الآن للقوة والعنف، ولا تسألونى عن دموعى وأنا أرى زميلاتى وزملائى أمام ماسبيرو الذى هو بيتى وأهلى وعشيرتى يصرخون! وقبلهم زميلاتى وزملائى فى مدينة الإنتاج الإعلامى يتصايحون وقد أحاط بهم من يحاول إرهابهم ويطلب منهم ألا يسمعوا إلا كلامه وألا يروا إلا ما يراه هو.. كيف بالله عليكم؟! وعلى رأى هؤلاء يقف نفس الرجل الذى كان ضيفا معززا مكرما على ذلك الإعلام وتلك الفضائيات وفى نفس ذات المدينة التى يهددها اليوم كيف ذلك؟! ارجو أن تكون هذه الأحداث كابوسا أراه فى منامى وليست حقيقة.. قولوا لى غير ذلك.. قولوا إنها أضغاث أحلام.. ولا يقل أحدكم إنها حقيقة.. أو أنها تحدث بعد ثورة فرحنا بها جميعا..
ويا أيها الإخوان.. لستم وحدكم الذين دخلتم السجون وتعذبتم على يد السجانين، ولن يختلف معى أحد أن مصر كلها كانت فى سجن مستبد، والناس كانوا فريقين.. الأول داخل جدران من طوب وأسمنت وجلادين والثانى داخل سجن جدرانه من ظلم إدارى وتكميم أفواه وعنف معنوى أكثر قسوة -ربما- من جلد الجلادين، بلدنا ومصرنا الغالية كانت فى سجن كبير، والثورة وشبابها وعنفوان شبابها وإيمانه القوى والحرية اطلقها وفك سجنها..، فلا تعيدوا السجن من جديد ولا تبنوا جدرانه، ولا تكمموا الأفواه مرة أخرى ولا تكسروا الأقلام وإلا أصبحت العاقبة عندنا فى الأحزان والفساد، لا تكمموا الأفواه وقد أنطقها الله، ولا تكسروا الأقلام وقد أقسم بها الله.. بسم الله الرحمن الرحيم «ن والقلم وما يسطرون».. صدق الله العظيم.