تجددت الاحتجاجات الطلابية في العاصمة الخرطوم لليوم الثالث على التوالي على خلفية وفاة 4 طلاب الخميس الماضي في ظروف غامضة، بينما طالب تحالف أحزاب المعارضة أعضاءه بالنزول للشارع لإسقاط النظام. وقال شاهد عيان لمراسل الأناضول إن "قوات الشرطة اقتحمت اليوم الثلاثاء حرم جامعة أم درمان الإسلامية جنوب مدينة أم درمان عندما كان المئات من الطلاب يستعدون للخروج للتظاهر في الشارع". وأضاف الشاهد أن "أدخنة قنابل الغاز المسيل للدموع التي استخدمتها الشرطة تتصاعد من حرم الجامعة بكثافة، وأن الطلاب ردوا على الشرطة بالحجارة والقنابل اليدوية الحارقة(المولوتوف)". وأشار الشاهد إلى اندلاع حريق قال إنه "غطى أجزاءً كبيرة من مساكن الطلاب الواقعة على الضاحية الجنوبية لحرم الجامعة لكنه أبدى جهله بأسباب الحريق". وأوضح الشاهد أن "الشرطة طاردت الطلاب داخل مباني الجامعة التي تتمتع بمساحات واسعة مطلة على النيل الأبيض". من جهته، طالب رئيس الهيئة العامة لتحالف المعارضة فاروق أبو عيسى في مؤتمر صحفي اليوم بالخرطوم أعضاء التحالف "بالنزول للشارع لإسقاط النظام". ودعا أبو عيسى كافة قطاعات الشعب إلى المشاركة في المظاهرات التي دعا إليها التحالف غدًا الأربعاء بجامعة الخرطوم فضلا عن المشاركة في صلاة الغائب على الضحايا بعد غد الخميس بالمركز العام لحزب الأمة القومي بأم درمان. وندد أبو عيسى بلجنة التحقيق التي شكلتها وزارة العدل وقال إنها فاقدة للمصداقية واستشهد بفشل كل لجان التحقيق التي شكلتها الوزارة للتحقيق في وقائع مماثلة. وطالب أبو عيسى بتشكيل لجنة تحقيق دولية بالنظر إلى ما سماه "السلوك العنصري للنظام تجاه أبناء إقليم دارفور" الذي ينتسب إليه الطلاب الأربعة المتوفين مؤخرا ويشهد قتالا عنيفا بين الجيش وثلاث حركات مسلحة منذ العام 2003. وشارك العشرات من قادة وأعضاء تحالف المعارضة في وقفة احتجاجية أمام مقر حزب المؤتمر السوداني بأم درمان عقب المؤتمر الصحفي لمدة 10 دقائق أبرزهم رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، والأمين العام لحزب الأمة القومي إبراهيم الأمين، والأمين السياسي للحزب الناصري ساطع الحاج بجانب أبو عيسى. وتأتي الاحتجاجات الطلابية لليوم الثالث على التوالي بالعاصمة الخرطوم وعدد من الولايات السودانية ردًا على وفاة أربعة طلاب بجامعة الجزيرة بوسط السودان في ظروف غامضة حيث عثر عليهم، بحسب رواية الشرطة، غرقى في ترعة على الناحية الشرقية الشمالية من مقر الجامعة الجمعة الماضي. بينما قالت رابطة أبناء دارفور بالجامعة، التي ينتسب إليها الضحايا، إن الأجهزة الأمنية اعتقلتهم وعذبتهم حتى الموت ثم ألقت بهم في الترعة. ورأت الرابطة أن الترعة لا يمكن أن تتسبب في غرق الضحايا لأن عمقها لا يتجاوز مترًا واحدًا. وطالبت المفوضية القومية لحقوق الإنسان، في بيان صحفي أمس، السلطات الأمنية بعدم استخدام العنف ضد الطلاب المحتجين وقالت إنها شكلت لجنة تحقيق في الحادثة. وطالبت المفوضية وهي مؤسسة حكومية تتبع لرئاسة الجمهورية الطلاب بالالتزام بسلمية المظاهرات. وأعلنت الشرطة في اليوم الأول للاحتجاجات التي شملت عددًا من الجامعات السودانية بالولايات خلاف العاصمة الخرطوم أنها أوقفت 47 شخصًا بتهمة إثارة الشغب والفوضى وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة بوسط العاصمة الخرطوم.